♥ودِّعيني♥

60 3 5
                                    

بارت قصير عالسريع
♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦
تستيقظ كل صباح مع صديقتها ،تذهبان إلى الجامعة بعد مابررت ساندي الغياب و جعلت اختفاء صوتها سببا مقنعا.. كل يوم تلتقي بمارينو لكنهما لا يتحدثان إنما تجده واقفا مع ليليان غير مهتم لوجودها ...بل يركز بنظره على ساندي أما هي فلا تعيره أي اهتمام..تحاول ألا تظهر حزنها على ذهابه بتصرفات اللامبالاة .. حاولت التركيز على دراستها بحجة الامتحانات...و هذا ما ساعدها على نسيان أمره قليلا..يجب أن تنجح بامتياز لتبين قدراتها و إمكانياتها العالية في الدراسة ..و تصبح محط أنظار كل من في الكلية..مر الأسبوع و مرت الامتحانات و ساندي و مارينو على نفس الحال و لم يتغير شيء أبدا ...

كل واحد منهن"ساندي ، لينا ، ماريان ، سوزي ، ليليان ، مارينو ، طارق ، سامر"(هذه الشخصيات الرئيسية في الرواية و ربما سأدخل شخصيات أخرى)
يقف أمام كليته وسط تلك الحشود الكبيرة ..لم يسمع في تلك اللحظة إلا اسم مارينو تحصل على المرتبة الأولى ..مبارك لك مارينو...تهانينا تستحق هذه المنحة ...جميع من في الكلية يصفق له و يحيه و يهنئه على امتيازه و حصولها على المنحة ... تسللت إلى مسامع ساندي جملة "مارينو تهانينا" أخفضت رأسها و تجمعت في عينيها الدموع فقالت بهمس
"تهانينا لك يا ماريو" ابتسمت ثم قالت:
"كركدن أحمق سيذهب إلى باريس"
لم ترفع رأسها إلا بعد ما سمعت اسمها ..
"ساندي هي صاحبة المركز الأول"
تقدمت بخطوات متثاقلة ..دموع عينيها متحجرة.. وصلت إلى حيث القائمة المعلقة و رأت اسمها في أولها..ابتسمت..هل تحزن الآن أم تفرح..و السؤال الأهم هل تودعه الآن أم لا؟؟

تقدم الطلاب نحوها ..يهنئونها بمرتبتها ولكن ماذا تفعل بها الآن هل ستحصل على منحة و تلحق مارينو ..لا بالطبع فهذا العرض لم يقدم إلا في كلية الأدب لتطوع الكاتب الشهير روبرت بهذه المنحة و أراد بها مساعدة مارينو و موهبته ..فقد سمع بكتاباته و قرأ جزءا من روايته الحالية "مشاعر مزيفة"

شكرت ساندي كل من هنئها بكتابتها على الورقة...نعم هي لم تستعد صوتها بعد..مازالت تعيش وسط أحزانها .. توجهت إلى مخرج الجامعة حيث تلتقي هناك صديقاتها ..ما إن رأوها ..ركضوا نحوها ..
نظرت إليهم و ابتسمت
لينا: ما الأخبار ساندي
ماريان: نعلم جميعا أنك صاحبة المركز الأول هيا أخبرينا ..
سوزي: جميعنا يعلم أن ساندي الأولى بدون شك و رفعت كتفيها ضاحكة..
اكتفت ساندي بالابتسام فقط ثم كتبت في الورقة :
"و مارينو ذاهب إلى باريس لا محالة"
قرأو ما في الورقة و قد زاد حزنهن عليها أكثر..
أشارت لهن ساندي برأسها بمعنى هيا ..فانطلقن و كل واحدة منهن تفكر في حل لهذه المسألة

قبل تقدمها بخطوة... جاء صوت من بعيد..صوت يخبر الجميع بمدى سعادته..صوت قد حفظته ساندي..ظلت واقفة لم تشأ المسير
لينا: ساندي ألن تذهبي ؟؟ قالت سائلة ..فكتبت ساندي في الورقة
ساندي: اذهبن أنتن
ماريان: وأنت ؟ و كتبت مرة ثانية و رفعتها..
ساندي: نلتقي عند البحيرة.. نظرت إلى لينا و أشارت لها بالذهاب مع ماريان و سوزي ..ما باليد حيلة..يجب أن تفعل ساندي ما برأسها..و في رأي لينا ..قد حان وقت الاعتراف..أو الأصح ..وقت الاعتراف سيفوت قطاره ..

توجهت ساندي نحو كلية الأدب ..فوجدت كل من فيها يحيطون بمارينو ... أما ليليان فقد صعدت للمنصة معه..اشمئزت منها ..و من رؤيتها ..وقعت العين بالعين..ساندي و ليليان أما مارينو فقد كان مهتما بمحادثة من يكرمه..الأديب روبرت.. ابتسمت وجه الشؤم ابتسامة خبث ..و قد أعلنت الحرب على ساندي .. أخذت مكبر الصوت و شرعت بالتكلم ..مزيحة نظرها عن كل الحشد ..مركزة على نقطة واحدة .. تنظر لها و كأنها تخبرها بإعلان التحدي ..

ليليان: أريد أن أقول شيئا..الهدوء من فضلكم ،
أنا شخصيا أهنئ مارينو من كل أعماق قلبي ..و أعتبر نفسي الآن نائبة عن والدي ..أود إخبارك مارينو و أود إخبار الجميع هنا أنني سأسافر أيضا ..أنا صاحبة المركز الثاني ..و سأذهب هناك مع مارينو و نتنافس على الكتابة...هل أنت موافق ..."عزيزي"
اشتعل قلبها غيظا...و تحجرت دموعها حزنا..مشاعر مختلطة ..مشاعر جياشة شعرت بها في هذه اللحظة..حب خيبة يأس كره كل شيء ...امتزجت هذه الأحاسيس فبللت خديها و قتلت من نظر إليها و لاحظ ما حل بها ..من هي ..هي من ..ظلت تكرر السؤال ..قالت عزيزي أما الحشد ..و هو صامت مبتسم .. أخفظت رأسها..ثم تراجعت إلى الخلف و ركضت نحو الحديقة.. أخذ مكبر الصوت من ليليان و قال:
"أشكرك ليليان كثيرا و مبارك لك لذهابك إلى باريس .. من الأفضل ألا تنافسيني فأنت لست ندا لي ..شكرا للجميع .. قام بإرجاع الجهاز إلى يدها و نظر في عينيها وقال:
" لو ذهبت إلى آخر الدنيا لتبعتني يا ليليان، لو كنت من نصيبي يوما ما، فالأخرى قد احتلت قلبي في جميع الأيام"
نظرت له مندهشة ، كورت قبضة يدها بغيض و هي تراقبه يلحق بها ..مؤمد يقصدها فالأخرى لكنه لا يستطيع جمع معاني الحب مع اسمها لأنه حتما يكرهها و لكن بالمعنى العكسي لهذه الكلمة ..

لحقها بأقصى سرعة لديه ..الآن امتزج رحيق العتاب ... و قد تناولا عسل اللوم.. لا يستطيعان الاعتراف لنفسيهما فكيف سيعترفان لبعضهما ...لمح فستانها الأحمر فأنقص من سرعته و ظل يراقبها..يريد معرفة وجهتها ..فوقفت عند الحديقة المهجورة .. اتجهت نحو الأرجوحة الحمراء لكنها لم تجلس بل تركتها و ذهبت إلى صاحبة اللون الأزرق..جلست فيها و بدأت تتأرجح.. بينما هو قد تابع طريقه متوجها إليها فدخل الحديقة التي اشتاق لذكرياتها ..لم يأتي إليها منذ 6 سنوات...لم تره و هو قد رآها ..كانت تبكي وقو قد رأى دموعها ...شعر للحظة أنه سبب كل مايحدث لها..تمزق قلبه بمجرد التفكير بذلك..تقدم نحوها و هي مطئطئة رأسها لا تراه ..بل لمحت ظله فقط..
مارينو: لماذا تبكين الآن ؟؟ ابتسمت على جنب و مسحت دموعها بكفها ..ثم نظرت إلى عينيه ..هي لا تستطيع الكلام... وقد تعبت من حديث الورق...
مارينو: فقدت صوتك من جديد .. ثم اتجه نحو الأرجوحة الحمراء و هي تراقبه فقط..جلس فيها مبتسما .. اندفعت هي بالكلام ..نعم تكلمت ..لقد استعادت صوتها ..
ساندي (باندفاع) : لقد تركت لك الحمراء هذه المرة .. لقد ..لقد تكلمت ...استعدت صوتييي..
وضعت كفها على فمها مستغربة..و هو يبتسم سعيدا ..يحمد الله من أجلها ..
مارينو: الحمد لله لاستعادتك صوتك الجميل ساندي..على الأقل لن أسافر دون سماعه..نهض من مكانه ..و اتجه نحوها...
مارينو: أتمنى أن تأتي لوداعي ساندي.. حقا أحتاج هذا الوداع ..أريد أن أقول شيئا مهما و تلك اللحظة ستزيد من شجاعتي..تعالي يا ساندي و لا تخيبي أملي...

" مَشاْعِر مُزيَّفَة "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن