اِرْحَلْ !!

33 3 2
                                    

كانت تجلس مع لينا في الغرفة و تفرك أصابعها من شدة التوتر أخبرتها بكل ماحدث من مارينو إلى والدتها التي لم تعرها اهتماما مثل اهتمامها بأمر مارينو ...لا تعلم ماذا تفعل في حالة كهذه..الامتحانات بعد أسبوع من اليوم..و مارينو أفضل طالب في كلية الآداب..مؤكد سيأخذ المنحة..أما ليليان فستسافر بمال أبيها إلى هناك ..لأنها فور سماعها بالمنحة التي ستقدم في الكلية..و تأكدها بأن مارينو سيذهب إلى باريس لا محالة..تكلمت مع والدها بأمر سفرها و إكمال دراستها في باريس...وقد قالت لصديقاتها أن مارينو سيكون لها رغم أنف ساندي التي أهانتها ليلة حفل التخرج ..و هذا ما زاد من حزن و توتر ساندي ..
لينا: لم أكن أعلم أن أمر سفر مارينو سيحزنك
ساندي: نعم يحزنني كثيرا و قد زدت الأمور تعقيدا عندما أخبرتني بأمر ليليان و توعدها لي ..حقا لا أعلم ماذا أفعل ...
تنهدت لينا قليلا ثم فكرت مليا..كيف ستقنع صديقاتها بالإعتراف ..هي لم تعترف حتى لصديقتها المقربة ...
لينا: ساندي فلنذهب إلى الحديقة
نظرت لها باستغراب ثم سألت:
"أي حديقة تقصدين؟"
لينا: انهضي الآن و ستعرفين فور ذهابنا
ساندي: لن أذهب أريد البقاء هنا
لينا: ستبقين في هذا الييت كثيرا يا ساندي هيا فلنذهب ..وتوجهت نحوها و أمسكت بيديها لتساعدها على النهوض ..
لبست كلتاهما حذائها و خرجتا بعد إلحاح لينا على ساندي ... لكن المفاجأة هي أنهما وقفتا عند حديقة الألعاب القديمة و المهجورة منذ سنوات المخصصة للصغار .. تذكرت ساندي للحظة ماضيها هنا ...شردت قليلا لتبتسم حين تذكرها تلك اللحظة و عمرها ثماني سنوات....

كانت تلعب في الأرجوحة الحمراء و تستمتع بوقتها إلى أن جاء مارينو ليشاجرها من جديد، لم تبالي لقدومه و أكملت لعبها لكنه وقف أمامها مباشرة و منعها من التأرجح
ساندي: ابتعد مارينو ..دعني ألعب
مارينو: اذهبي إلى الأرجوحة الزرقاء و العبي هناك تعلمين أنني أحب الحمراء
ساندي: الأحمر للبنات و الأزرق للأولاد لا يمكنك أخذها مني ..

كانت شاردة الذهن إلى أن تكلمت لينا
لينا: أعلم أنك تتذكرين ماضيك معه فقد كنتما تأتيان هنا كثيرا و تتشاجران على الأرجوحة الحمراء أليس كذلك و أنا حينها أوقفت النزاع و أصبحنا صديقتين بعد ذلك و انضممتي لشلتي التي هي شلتنا الآن..
ابتسمت لأن لينا حقا تقرأ أفكارها تعلم بما تفكر فور رؤيتها لعينيها .. دخلت الحديقة و لم تتفوه بحرف واحد اكتفت بالجلوس على تلك الأرجوحة التي طالما تشاجرت مع مارينو بسببها ..ذهبت لينا خلفها و قامت بأرجحتها قليلا و ظلت هكذا إلى أردفت ساندي:
"لما أحضرتني إلى هنا خصيصا؟"
لينا: ساندي
أجابت: مممم
لينا: الأرجوحة الحمراء تميل إلى اليمين قليلا مع ذلك كنت تحبينها و مارينو كذلك و كانت سبب شجاركما طوال أوقات اللعب هنا ..
ساندي: ماذا بعد؟
لينا: إن لم تتمسكي بحبال الأرجوحة جيدا و تمرحي ستسقطين في الهاوية ساندي
توقفت عن دفعها فجأة أما ساندي فقد اندهشت لكلامها ..فاندفعت و قالت:"ماذا تقصدين بقولك لينااا أجيبي؟" قالتها بصراخ و هي ملتفتة إليها
لينا: أمامك أسبوع واحد لتفكري في كلامي الذي قلته الآن فإن لم تفهمي يا ساندي فسأشيع جنازة قلبك بعد أسبوعين من الآن..تراجعت ببضع خطوات ثم ذهبت لتترك ساندي في حيرة من أمرها ...
ساندي: تبااا العالم كله يتكلم بالألغاز و أنا لا أفهم ... شعرت برغبة في البكاء فأخفضت رأسها و بكت..نعم ساندي تبكي الآن كيف لا وهي لا تستطيع الإعتراف حتى لنفسها بالحب الذي مزق قلبها ...والدها توفي ..والدتها قد اختارت التخلي عنها و العيش في بيت لينا بينما تستأجر شقة أو تدبر أمورها..مارينو ذاهب..و ليليان بدون شك ستلحق به.. كل الأمور ازدادت تعقيدا...فماذا ستفعل بعد كل ما حدث معها ...بكت كثيرا على تلك الأرجوحة حتى شعرت بصداع في رأسها.. أرادت الصراخ لكن صوتها افتعل الخيانة لأنه اختفى ..لم تستطع الصراخ حينها فقد فعلها كما حدث في السابق.. نهضت بسرعة و أمسكت بحلقها ..محاولة الكلام لكن دون جدوى .. لعنت حظها ثم همت بالذهاب و في قلبها حزن لن يغيره الزمن بل سيغيره مارينو...

" مَشاْعِر مُزيَّفَة "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن