تجمد عمر للحظات حين سمع الشرطة تلقي حقوقه عليه وكأنه مجرم خطير وبيان كانت بقربه تتمسك بذراعه بخوف)
بيان : عمر ماذا فعلت
(نظر إليها نظرة خائيبة فهو لم يفعل شيئا ولا يدري سبب وجود الشرطة هنا)
_ابتعدي يا آنسة لوسمحتي
بيان ببكاء : ماذا فعل اتركوه أرجوكم
(دفعها الشرطي بغضب مما أدى لوقوعها أراد عمر ان يساعدها ولكنهم أخذوه مرغما وأدخلوه السيارة ...ركض الجد الذي خرج للتو يساعد بيان بلطف قائلا بقلق)
الجد: مالذي حصل لماذا أخذوه
بيان ببكاء : لا اعرف أبدا
الجد : لا بأس حبيبتي سنعرف بالتأكيد أدخلي انت ....
...............................
................................
وقف عمر ويديه مكبلتين بالأصفاد أمام احد الضباط
_لقد وجدنا في حمولة الاسمنت 500 سلاح ناري غير مرخص ...و كمية كبيرة من الكوكائين ......
(استغرق عمر عدة لحظات ليستوعب ماحصل .... من الذي سيقوم بعمل كهذا ....سلاح ومخدرات وفي الاسمنت .....)
عمر : سيدي لا اعرف من قام بهذا وأنا اول الناس الذين يريدون معرفته
_ بصراحة نحن نلاحقكم منذ زمن وكنا نشك بك والآن تأكدت شكوكنا
(زفر عمر بضيق قائلا)
عمر : لست أنا
(فجأة يفتح الباب ويدخل احد يقف قرب عمر وهو يضرب تحية قائلا : تحياتي سيدي.(لم يكن الشخص إلا جود ....يا له من حظ تعيس ))
_جود ....وأخيرا أمسكناهم بالجرم المشهود وقد اعترفو ان معلمهم عمر الدالاتي ....وكونه مدير الشركة واذونات الشاحنة تحمل توقيعه.....كل الدلائل تتجه صوبه ....فما من مهرب )
(ابتسم جود بتشفي )
جود : أهلا أهلا عمر بيك ....أتمنى لك إقامة جميلة .....لا تقلق سأنتقي لك أفضل الغرف
جود بصوت : خذوه إلى المنفردة فورا .....سيبقى هناك على ذمة التحقيق حتى يعترف
(لم يكن عمر بأفضل حالاته لو كانت يديه حرتان الآن لقتلهم كلهم وتحديدا المدعو جود ..... سحبه الشرطي خارج مكتب العميد ليلقي به بزنزانه رطبة مغلقة لا منفس فيها سوى نافذة مربعة صغيرة على بابها الحديدي .....وبها حمام قذر وسرير حديدي ملتصق بالحائط وغطاء رقيق متسخ ....وقف عمر ينظر في انحاء الغرفة بقرف ليجلس على طرف السرير .....يعرف جيدا أنه ليس في موقف يحسد عليه ...من الذي يستغل شاحنات الشركة لتهريب السلاح والمخدرات ....))....................
وقف احمد مصدوما بما سمعه من جده ....أما محمد والده كان بروده قاتلا ... ))
احمد بغضب : لا اصدق ان عمر يفعل ذلك ....هناك شيء خاطئ
الجد بهدوء : أعرف ذلك لقد تكلمت للتو مع المحامي العام الأول ووعدني خيرا .....التحقيقات جارية وعمر كلنا متأكدون من برائته
أحمد : بالطبع ....جدي انا مستعد ان أفدي عمر بروحي إن اضطر الأمر ولن أقبل وجوده خلف القضبان ....
(يهز الجد برأسه مفكرا ....هناك امور تجري من تحت أقدامهم دون أن يعلمون .....إن الأمر كبير ومقصود .... وعمر يجب ان يخرج لو كلفه ذلك كل ثروته
نهض الجد وأمسك معطفه يرتديه )
أحمد: جدي ....إلى اين
الجد : محمد تعال معي......................
كانت مريم وأمها تشاهدان تلفاز ...واسئلة كثيرة تدور في بال مريم لا تعرف لها جوابا ))
مريم : أمي
ام جود : اصمتي قليلا لينتهي هذا المشهد
(أمسكت مريم جهاز التفاز وأطفئته بعد أن نهضت لتجلس على الطاولة امام امها)
مريم : امي أترين أن جود ليس طبيعيا
أم جود : إنه طبيعي جدا
مريم : وبيان
ام جود : لا أطيقها
(تأففت مريم قليلا ثم قالت)
مريم : لم اقصد شعورك تجاهها ....ولكن علااقتها بجود لا تبدو علاقة حبيبين
أم جود : وما ادراك انت بالحب
مريم : اوف امي ...انت لا تعطيني جوابا..... لو كان ابي على قيد الحياة ما كان جود تائها هكذا كان سيرشده إلى العمل الصحيح
(شحب وجه امها فجأة ونهضت ...ليست المرة الاولى التي يشحب لونها عند ذكر زوجها ومربم ليست غبية كي لا تلاحظ ذلك نهضت مريم خلفها واحتضنتها من الخلف وقبلت كتفها برقة )
مريم : امي ...الم تكن علاقتك بأبي جيدة......أمي
(استدارت مريم لتنظر إلى وجه أمها المليء بالدموع ....مسحت مريم دموع والدتها بأناملها واحتضنتها قائلة )
مريم : الن يأتي يوم تخبريني به بماذا أذاك والدي
أكتفت أمها جود بالصمت والبكاء ...فلم يكن باستطاعها غير ذلك .....فلا ماض سيعود ...ولا مستقبل سيتغير .....ستبقى الحقيقة مرة مهما جملناها وزيناها
......التأقلم مع الواقع المر والتعايش معه قد يكون أفضل الحلول في أغلب الأوقات
..................