الفصل الثالث

9.4K 177 5
                                    

وصلت للطابق العاشر كانت متوترة ولا تعرف ما السبب ربما لانها خرجت باكية من هذا المكتب ذات مرة دقت الباب بعدما أذنت لها السكرتيرة..
كان المكتب خاليا فاقتربت من المكتب وضعت الصينية وأخذت تنظر  الى المكتب امسكت الصورة عن سطح المكتب ...امرأة جميلة قربها زوجها وولدهما بحضنهما كانت تبدو عائلة سعيدة كانت تبتسم حين أخافها صوت الباب وأوقعت الصورة نظرت نحوه وهو يكمل اغلاق سحابه متفاجئا ....سرعان ما تحولت عيناه للون ناري لا يرحم  اقترب مسرعا لتعود هي للخلف خائفة لتلتصق  بالحائط خلفها كانت تفصلهما سنتيمترات قليلة  كان تنفسها يزداد سرعة
لماذا تتعرض لمثل تلك المواقف الخرقاء
وضع يده على الحائط خلفها وهمس بفحيح يرعب الأبدان )

ماذا تفعلين
انا ...آسفة ...لم أقصد أعتذر
(يمسكها من ذقنها بعنف  )
بماذا يفيدني أسفك هل ستعيدي ما كسر (كانت ترتجف باكية بين يديه لتنزل دموعها الساخنة على يده لتوقظه من نوبة غضبه )
أنا ...(يتركها مرتبكا)...لم اقصد أن اخيفك إن هذه الصورة غالية على قلبي
(تنظر إليه من بين دموعها  ...لماذا تفعل به هكذا لماذا يتأثر كلما رأى دموعها ......تبا لها وجودها بهذا القرب يوتره وهو يرى شفتاها الكرزبتان ترتجفان خوفا منه عليه ان يلتهمهما كي يطمئنهما نفض تلك الأفكار من رأسه....وابتعد عنها لتتنفس الصعداء يا له من رجل غريب إنها لا تفهمه أبدا بعض الأحيان يكون حنونا وأكثرها قاسي لا يمتلك رحمة ....جلس خلف مقعد وفك ربطة عنقه فهو بالكاد يتنفس هي وعطرها وووو أشياء لا يستطيع تفسيرها  يغمض عينيه ليرتاح قليلا وهي لاتزال مجمدة مكانها...تتحرك قليلا لتنظف قطع الزجاج حين يقاطع هدوئهما عاصفة دخلت المكتب كانت عبارة عن فتاة ترتدي ثياب فاضحة جميلة ولكنها  قد وضعت الكثير والكثير من مساحيق التجميل.....
فتح عينيه على تلك القنبلة التي دخلت المكتب وحطت في أحضانه وبدأت بتقبيله بكل جرأة ....وقعت عيناه على تلك العينان الفيروزيتين اللتين تراقبانه بألم ....بادلها بعض القبلات متقصدا لينبهها بوجود بيان...تنظر اليها الفتاة بتكبر)
ومن انت
_بيان
_أقصد ماذا تعملين...
_انا لا ..إنني ...
_انها المستخدمة الجديدة
_وأخيرا ....اسمعي يا فتاة مكتبي كل يوم مرتين عليك تنظيفه وتلميعه اتسمعين أنا أحب أن أعمل بمكان نظيف
تنظر بيان الى عمر ....الذي لا يلفت نظره الا بعض نقط الدم الموجودة على الارض ليترك الفتاة ويسرع نحوها....)
بيان أنت تنزفين
(تنظر بيان ليدها لا بد انها جرحت نفسها بإحدى قطع الزجاج ....يمسك يدها بلطف ليأخذ الكثير من المناديل الورقية ويمسح بها كفها وهي تنظر إليه كيف يبدو مشغولا بها ....ما ألطف ...حسنا هو ليس ذئبا كما اعتقدت ...ربما هو حوت لطيف ...أما تلك الحرباء التي تنظر إليهما بحقد ) عمر....يا عمر....هيه عمر(يلتفت من شروده بتلك اليد الرقيقة التي نزفت بسببه )
نعم
_سأنتظرك في شقتي الليلة(تغمزه بوقاحة لتسير بثوبها الذي لا يغطي شيئا من جسدها)
اننبه لنفسك من الامراض (تقولها مشككة قاصدة)
ماذا تقصدين
_اقصد الأمراض التي تنتقل عبر ...عبر(تحمر وجنتاها خجلا ليسعل وقد فهم مقصدها ...يالهذه الجرأة التي قالتها بها )
_هل أنت خائفة على نفسك(جاء دورها لتتلعثم وترتبك وتحمر خجلا  لتهم بالذهاب لكن يد خشنة منعتها لتلتفت واذ بها تلتصق به ليلمس جسدها بجرأة وقد بلغ صبره حده  تجمدت للحظات حتى أيقظها همسه ....)هل ترغبين بالمبيت في سريري
(تنظر اليه وعيناها لا تتحركان ليبتسم ابتسامة شيطانية)
_سأريحك وأسعدك وستريحيني مارأيك
(لم تسعفها الكلمات ...ليقبل ادشفتاها الكرزيتين قبلة صغيرة تمنى لو يلتهمهما ...ولكن لن يفعل ذاك في مكتبه فتلك الصغيرة وذاك الجمال يحتاج للصبر .....يرخيها ثوان فقط ولم تكن موجودة ....لقد شعر برغبتها ...الليلة سيطفئ ناره الحارقة
(يضحك بينه وبين نفسه)
(ركضت في الممر وقد تلون وجهها بكل الألوان لم تكن ترى امامها حين ظهر شخص أمامها وكادت تقع لكنه اسندها بيديه ....وقعت عيناها بعينيه إنه القذر الآخر ...تبا لهما...غاب في تلك العينين اللتين اختفى بريقهما خلف سيل من الدموع)
هل انت بخير(تنهض وهي تنظر إليه)
ومن اين سيأتي الخير ...لن أبقى هنا لدقيقة اخرى...اتركني
_انتظري اهدأي مالذي أثار غضبك لهذه الدرجة لا بد انه ابن عمي
_امقتك انت وابن عمك
_ماذا فعلت لك كي تكرهينني يا فتاة اأنت تظلمينني حقا ...أنا احب المزاح ربما ازعجتك بمزاحي
_ابتعد عن طريقي فحسب
_تعالي لنجلس قليلا في مكتبي وتحكي لي ما حصل معك
_يكفي لوسمحت
تتركه لتخرج...
خرجت من العمل بأكمله ...وذهبت للميتم كانت تبكي في أحضان السيدة مروة
_لا احتمل الذل اريد ان اعود لما لم أموت مع والداي  لماذا بقيت لأشقى وحدي
(تداعب السيدة مروة شعر بيان بلطف )
لا يمكننا الاستسلام من اول مصيبة تصيبنا
علينا الاكمال حتى النهاية أعرف انك قوية وقلبك نقي كقلب الاطفال ...لدي ثقة بك بأنك ستكونين ذات يوم طبيبة ذات شءن عظيم
_لكن امي اخشى ان يؤذونني
_لا احد يجرؤ على اخذ شيء منك دون رغبتك ...ما عليك سوى تجاهلهم
_لا يمكن ان اعود إلى هناك يا ريتهم يبقونني هنا
_حبيبتي بيان لم أعهدك ضعيفة هكذا
_لا اعرف اشعر وكأن الدنيا تقف بوجهي وقد اغلقت كل الأبواب
_إلا باب الله لن يغلق يوما ...صلي وادعي لنفسك حبيبتي
(بعد اقناع كبير عادت بيان الى القصر خائفة مرتعبة ما إن دخلت أقفلت الباب على نفسها من الداخل خوفا من اولئك المغتصبين وبدأت بالبكاء )
(كان كالاسد الجائع يمشي في غرفته جيئة وذهابا وكيف لا وهو يشتم رائحة طريدته قريبة منه يشتم دمها وعطرها يشتم أنفاسها العطرة ...لقد أقنع سمر ابنة عمه ان تقنعها بالخروج للحديقة عله يجد فرصة لاسكات جوعه لها....
وهاهي سمر مرت ساعة كاملة ولم تخرج من غرفة بيان

قلبه أسودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن