فتح باب المنزل ودخل أضاء الإنارة .....لا يزال المنزل كما هو ...وكأنه تركه البارحة كان نظيفا ....لا بد ان محمد أرسل من ينظفه
دخل الى غرفة الاستقبال ...أغمض عينيه عدة لحظات ..وضع حقيبته ارضا واستلقى بتعب ...(((.. هنا تحديدا .....في هذه الغرفة تغير كل شيء .....بهذه الغرفة ...
تذكر حين عاد من سفره قبل الموعد ....كان سعيدا مبتسما وقد اشترى لابنه الغالي لعبة طلبها منه ....اما لحبيبته ...اشترى لها عقدا جميلا من الألماس ستحبه بالتأكيد ..... ماأن ترجل من سيارته لمح سيارة غريبة أمام المنزل ....هل لديهم ضيوف بهذا الوقت المتأخر
...وصل إلى البوابة وفتح الباب برفق .... ما إن دخل حتى لمح خيال زوجته الحبيبة في غرفة الاستقبال
اقترب قليلا كانت أصوات تأوهات رقيقة يعرفها جيدا ....لا بد أنه يتوهم أغمض عينيه كي لا يرى ما رآه من فتحة كانت حبيبة قلبه وزوجته وأم ابنه في وضع مخل للأدب ....مع رجل آخر لا يعرفه.... ... اهتز قلبه وقست معالم وجهه ..تركهما يكملان ما يفعلان وصعد درجات السلم ... دخل إلى غرفته وفتح خزانة حديدية مغلقة .... بمفتاح كان معه وأخرج من بين رزم المال والاوراق مسدسا ...وبعض الرصاص ....
وعاد أدراجه ....لم ينتبه لتلك العينين الصغيرتين اللتين تراقبانه .........وما إن وصل إلى الغرفة وفتح الباب ...بدأت زوجته بالبكاء والصراخ تترجاه أن يشفع لها ذنبها و عشيقها كان واقفا يرتجف ...
صوت رصاص قوي دوى في ارجاء المنزل
.........
نهض عمر فزعا يلهث وكأنه كان في سباق ....نظر حوله برعب ....لا يزال في السجن في زنزانة يشاركه بها جرذ قذر صغير ...يتجول في الأنحاء ويأكل بقايا الطعام....دلك بين عينيه ووضع يديه على رأسه متألما ....... لما لا نتذكر ذكرياتنا الجميلة ....لما ذاكرتتنا تحتفظ بالذكريات المؤلمة أكثر من الذكريات السعيدة ....كم يريد لو ينسى كل ما حصل.........أغمض عينيه ليعود منظر الدماء وصوت الرصاص شيء لزج غطى وجهه حين لحق بوالده ووقف خلفه كانت أحشاء والدته قد خرجت من جسدها وذلك الرجل مستلق بقربها وقد تفجر دماغه ....كان عمر الصغير ينظر بفزع ليتمسك ببنطال والده عله يحميه .... لكنه وجد شيئا أسود بارد يوضع على جبينه لم تكن سوى فوهة المسدس.....)
تكلم والده باكيا : وأنت يا ابن العاهرة ....سألحق بهم
(ارتجف جسده الصغير وهو يرى دموع والده ....رفع يده الصغيرة ليمسح على وجه والده بلطف وقال بصوته الطفولي )
_لا تبكي يا ابي ....إفعل ما تريد ولكن لا تبكي
(ارتجف جسد حاتم ليبعد المسدس عن جبين ولده الصغير )
حاتم : لن يكون لك والد بعد الآن ...والدك مات اتفقنا
(هز عمر برأسه وهو يرى والده يبتعد ...ليبقى وحيدا مع جثة والدته وعشيقها طول الليل )()))))))))نزلت دمعة يتيمة من عينه ....مسحها بسرعة ......لن يسمح لنفسه بالضعف ...لطالما كان عمر قويا لا يؤلمه شيء............ ولن يؤلمه شيء
...................
........................
..............
جلس يوسف على كرسي قرب سرير سمر يدلك لها رجلها بلطف شديد ..... أما سمر فكان وجها كحبة الفراولة ....)
يوسف بنبرة عملية : آنسة سمر .....أرسترخي لا تفكري بشيء ....جسدك متشنج ...لا أستطيع العمل
سمر : حسنا
(حاولت الاسترخاء قدر الإمكان ....لك كيف ستسترخي ويدي ذلك الرجل الوسيم تداعب رجلها ......لا تدري لما خطر ببالها كرم ..... .هل تقارن يوسف بكرم ....لا مجال للمقارنة ابدا .....يوسف حالة اخرى .....حالة مختلفة تلك الشعرات الفضية عيونه بلون الزمرد أنفه المتناسق مع شكل وجهه ....ذقنه الشقراء الخفيفة .....أوف إنه مفعم بالرجولة .....إنه رجل أحلامها .....
تنهدت بحب .... رفع نظره نحوها مستغربا )
آنسة سمر أنت بخير
سمر بتوتر : لا ....أقصد نعم ....لما
(ضحك يوسف )
سمربغضب : ما بك
يوسف بضحك : لا شيء
نهضت سمر على رجليها وهي تصرخ به )
سمر ما أنا به الآن بسببك انت ....فلا تضحك (سارت قليلا ....ثم نظرت لنفسها وأعادت النظر ليوسف المتفاجئ لا تدري كيف اختل توازنها مرة اخرى وكادت تقع ليلتقطها يوسف ويجلسها على السرير برفق وبجلس قربها ....يقول بنبرة غريبة )
يوسف : لقد نجحتي
سمر : لا أصدق ...لا اصدق(احتضنته سمر بفرح اما هو فكان مستمعا بحضنها ....ربما لن يراها عن قرب مرة اخرى )
يوسف : هيا عاودي النهوض
(حاولت سمر أن تقف بخوف ....ونجحت للمرة الثانية كان صعبا قليلا ان تحافظ على توازنها ..... أمسكت بكف يوسف الذي اسندها برفق .ونظرت في عينيه لتسأله بخجل )
سمر : دكتور يوسف ...هل أنت متزوج
(ابتسم يوسف بسذاجة قائلا )
يوسف : لا ولكن سأتزوج قريبا من فتاة تعرفينها
(تغيرت ملامح سمر وصمتت ...ليبتسم يوسف بغموض .....)
بيان : ألم تنتهو......(وقفت بيان التي دخلت للتو بصدمة لتقول ببطئ )
بيان : سمر .....لقد ....يا إلهي أنت تسيرين
(قفزت بيان بفرح وركضت نحوها تحتضنها وتقبلها
ابتعد يوسف عنهما وهو ينظر إلى تلك الفتاتان ...كم تحبان بعضهما ...وهما حتى لا تدريان أنهما قريبتان
نظرت بيان ليوسف وهي تقول ::: شكرا ...شكرا سيد يوسف
(ابتسم يوسف لها...وقال بلطف)
يوسف : بيان اريد مكالمتك بموضوع مهم
وقفت الفتاتان باستغراب )
يوسف : أيمكننا التحدث في الحديقة
بيان : كان لدي بعض الأعمال ....بصراحة انا أوضب حقيبتي
سمر : لماذا
بيان : سأسافر غدا
يوسف : بيان فقط كلمتان ..وبعدها افعلي ما تشائين
(نظرت بيان إلى سمر التي كانت في عالم آخر ...هل يوسف يحب بيان ..لكن بيان عقد قرانها على رجل آخر .....مستحيل ...ماذا يريد منها )
بيان : سانتظرك في الحديقة
(خرجت بيان )
يوسف : آنسة سمر ...سأعود غدا بنفس الموعد ....انتظريني.....علي الذهاب الآن
خرج يوسف مسرعا يتبع بيان وترك سمر تحاول استيعاب ما يحصل ))
..