الفصل السابع عشر

6.9K 132 6
                                    

وقفت بيان قرب سرير سمر وهي تكاد تبكي على حالها ...(((فعندما دخلت كانت سمر ممدة في ارض الحمام تبكي ..... يبدو انها زحفت  ارضا كي تغلق الباب لأنها لم تكن تستطيع النهوض...لكن مالذي اوصلها  إلى هذه الحال يا ترى ...ساعدتها على الاستحمام وألبستها ثيابها  وما أن انتهت حتى جاء احمد الذي كاد يموت خوفا على أخته حملها ووضعها على السرير ليدخل الطبيب كي يكشف عليها ....))) وها هي بيان تنتظر  انتهاء الطبيب من فحص سمر  ....بعد مدة استقام الطبيب واقفا وهو يوجه حديثه لأحمد ...)
سأطلب لها عدة تحاليل وصور  ....فلتأخذها غدا للمستشفى  ونتأكد من وضعها الصحي
سمر ببكاء : الن أستطيع السير بعد الآن
(ابتسم الطبيب بلطف  وهو يقول )
_بالتأكيد ستسيرين وتركضين ولكن نحتاج للاطمئنان   لا أكثر ....فقط ارتاحي ونامي ولا تفكري بشيء أبدا
ما إن خرج الطبيب حتى جلس أحمد قرب سمر يحتضنها يكاد يبكي  على حال اخته
احمد: أيتها المشاغبة فلتستغلي الفرصة كي تتدللي براحتك
(ابتسمت بيان لا إراديا  وهي ترى حبهما لبعضهما .... كادت تنسحب لولا دخول السيدة فريدة ام أحمد كانت غاضبة وهي توجه كلامها لبيان )
يا وجه الشؤم أنت كله بسببك ...إخرجي من منزلنا
)لم تكن بيان تتحمل كلمة أخرى فهي منذ الصباح ليست على مايرام خرجت من الغرفة باكية رغم نداء أحمد لها. ....لكن أوقفها الجد والغضب ظاهر على وجهه )
الجد : لا تقلقي سمر ستكون بخير ...أخبرنا الطبيب أنها حالة نفسية لا أكثر
(لم يكمل كلامة حين ارتمت بيان على صدره باكية ....ابتسم وهو يربت على ظهرها بحنان )
_هيا يا صغيرة لقد تعبت انت ايضا فلتبدلي ثيابك وترتاحي
.............
جلس يوسف في بيته وحيدا يفكر بابنة اخته بيان كم تمنى لو يحتضنها ويقول لها أنه بجانبها ولكن سيترك الأمر ليحين وقته....أما تلك الفتاة ..يا لها من مسكينة ....يشعر انه سبب لما حصل لها سيسأل عنها غدا فهي لم تذهب من باله  طول الليل
................
في الصباح
استيقظ جود استحم بنشاط وارتدى زيا رياضيا فهو سيمضي اليوم بأكمله مع بيان بما ان اليوم عطلة للجامعات ايضا ...ابتسم لنفسه بالمرآة ...بيان متى ستكون بين أحضانه يا ترى  ...  تذكر للتو شيئا قد أجله البارحة مساءا ليخرج نحو غرفة مربم التي لم تفتحها حتى الآن ...وجد أمه تقف في طريق وكأنها لم تنم الليل خوفا من عراكهما )
جود
(ابتسم جود لها مطمئنا )
جود : صباح الخير
(اطمأنت امه حين رأت الابتسامة على وجهه)
أم جود : صباح النور حبيبي
جود : يبدو أنك لم تنامي الليل
ام جود : كنت خائفة
جود بلطف : أمي مريم أخطأت البارحة بوقوفها مع شاب بعيدا عن الناس
أم جود هزت برأسها موافقة )
ام جود : فلتتكلم معها بهدوء ..... بالتأكيد مريم لم تقصد ذلك أنا من رباها وأعرفها جيدا
جود: سأتكلم معها قليلا هل تسمحين لي
(ابتسمت الأم مطمئنة لهدوء ابنها ...لا تعلم ماالذي كان يغضبه ..ولكن هناك إحساس غريب يقول لها أن دخول تلك الفتاة إلى عائلتها لن يجلب سوى المشاكل ..).((((فليهديك الله ياجود لم تحب تعذيبي ...لو انتقيت فتاة ممن اخترتهم لك لما تعذبت انت ولا تعذبت أنا))تمتمت ام جود
................
(لم تنم طول الليل .....هل أخطأت إلى هذه الدرجة حين وقفت معه لكن هي لا علاقة لها هو من جاء إليها وكان قصده شريف ....كان يسأله سؤالا فحسب.....ربما هذا جزاء لها لأنها ردت على مكالماته الهاتفية دون صلة تربطهما  ....صوت دقات الباب أجفلتها لتحتضن دميتها أكثر ..)
جود : مريم افتحي الباب حبيبتي..... اريد ان أتكلم معك قليلا فقط
(نهضت مريم ربما جود سيضربها ولكن عليها تحمل نتائج أخطائها ....فتحت الباب وابتعدت عنه مسرعة
دخل جود بهدوء وأغلق الباب خلفه  ....اقترب عدة خطوات منها ورفع يده ....خبئت مريم وجهها بمحاولة ان تحمي نفسها من القادم ...لكنها أحست بيده تربت بحنان على شعرها رفعت نظر نحو أخيها  الذي ينظر لها بلوم )
جود : هل ضربتك من قبل
مريم  بصوت مبحوح : لا
جود : اذا لماذا انت خائفة مني
مريم : لأني اخطأت
جود بلطف : إذا تعترفين انك مخطئة
مربم : كنت أبحث عن أمي وتوقفت حين تعبت ....هو من جاء ليكلمني ....ولم يكن قصده سوءا ....بل
جود : بل ماذا
مريم : كان يسألني عنك ....اراد طلب يدي منك
جود : لن ازوجك من بيت الدالاتي  ....أنا لا اطيقهم
مريم بحزن : ولكن أحمد شاب لطيف
جود : هل افهم أنك موافقة
مربم : لا لا لم اقصد ......ماتراه مناسبا أخي
(ابتسم جود وهو يقبل راسها يبدو أن مشواره مع عائلة الدالاتي طويل ...خصوصا أن بيان واحدة منهم.....((نعم  لم يكن صعبا عليه معرفة ذلك بالاستعانة ببعض الأصدقاء))
.................
جلس محمد في  الغرفة الخاصة للزيارات منتظرا .....ما إن فتح باب الغرفة حتى نهض يحتضن الرجل الذي دخل بحب )
محمد : حاتم ...اشتقت لك
حاتم :وانا ايضا ....فلنجلس قليلا (جلس الاثنان ...كان الرجل  ضخم الجثة طويل زين الشيب شعره  الطويل وذقنه نمت بشكل كبير )
حاتم : كيف حال ابي
محمد : جيدة وانت كيف حالك
حاتم_كما ترى ها أنا أمامك ...كيف هم اولادك وفريدة
محمد: نحن بخير ....لم تسألني عن عمر
((أدار الآخر وجهه بغضب )
حاتم:_لا تذكر إسمه أمامي ...ابن تلك العاهرة
محمد: لا أفهم لما تكرهه ولكنه شاب جيد ويشبهك كثيرا...هو لا يعرف بأنك حي لا احد يعرف سواي انا ووالدك وفريدة...
_إسمع سأخرج بعد عدة ايام لا تخبر احدا
محمد : ألن تأتي إلى القصر
_لا سأذهب إلى منزلي
محمد : أريدك ان تعود لأضع يدي بيدك ونعمل معا
_لا اربد العمل مع أحد...ومن ثم ألا تعمل أنت في شركة والدي
(ضحك محمد) محمد : بالتأكيد اعمل في شركة والدي ولكن هناك  عمل آخر اخبرك به لاحقا.....صحيح ...خذ هذا المال سيكفيك حتى تخرج
(امسك بالمال وهو ينظر لاخيه بحب )
لن انسى وقوفك بجانبي يا اخي
(ابتسم محمد ) محمد: ولماذا نحن إخوة اذن

قلبه أسودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن