استيقظت صباحاً وهي تشعر أنها أفضل، لقد كانت مريضة لمدة يومان، وبالتأكيد لم تجد أحد ليهتم بها.عليها الذهاب إلى شركتها، بالتأكيد هناك الكثير من العمل المتراكم عليها، فتحت هاتفها و وجدت اتصالات كثيرة من السكرتيرة الخاصة بها، ارسلت لها رسالة تقول لها أنها ستأتي اليوم وقامت لكي تغتسل وترتدي ثيابها، لفت نظرها صورتها التي مثبتة على حائطها، شيء بداخلها أخبرها أن تذهب لهناك بعد العمل، فقررت فعل ذلك.
انتهت عملها بوقت متأخر، ورغم تعبها الشديد إلى أنها سوف تذهب إلى ذلك المكان، او بمعنى أدق، إلى فتى البولارويد ذاك، ركبت سيارتها وقادت سريعاً وهي تتمنى أن تجده هناك، عندما وصلت وجدته بجانب الكشك الخاص به ينظر حوله وكأنه يبحث عن أحد، هو كان ذلك بالفعل، في اليومان السابقان كان يبقى لأوقات متأخرة لعلها تأتي، لكنها لن تدرك ذلك بالطبع.
مشت إليه بهدوء، وقفت أمامه وهو لا يزال غير مدرك لوجودها كونه كان ملتفت إلى اتجاه آخر يبحث عنها.
"مرحباً؟" قالت له بنبرة سؤال وكأنها تطلب انتباهه، أما هو فقد احس بتلك الكهرباء حينما سمع صوتها، نظر لها قليلاً كأنه ينتظر منها أن تقول أين كانت مختفية، لكنها بالتأكيد لن تقول له، فهي بعادتها كتومة، منعزلة، لا تثق بالكثير، ولا تتطفل.
"أعتذر، كيف يمكنني خدمتك؟" قال لها بعد أن لاحظ توتر الجو بسبب سكوتهما.
"التقط لي صورة، فضلاً" قالت له بإبتسامة، كانت أكبر من سابقتها، لم تتفاجئ من ابتسامتها، فهي مدركة أن هذا المكان يسعدها، وربما من فيه أيضاً.
"بالتأكيد، تفضلي" ارشدها إلى داخل ذلك الكشك الصغير، وهي بدورها وقفت مقابلةً لهُ، وابتسمت، من يراها يظنها سعيدة، لكنه لا يعلم أن سعادتها هذه تتبدد بمجرد عودتها لواقعها.
نظرت بإتجاه الشاب وابتسمت تلك الابتسامة التي لا تعلم كيف تستطيع إظهارها عندما تكون في هذا المكان، اخذ الصورة وكالعادة مشت له وأخذتها منه ومسكت القلم وفكرت قليلاً، انتهت من الكتابة و وضعت القلم جانباً واخرجت بعض المال من حقيبتها واعطتها لفتى البولورايد كما تسميه.
"اشكرك" قالتها له وهي تنظر لوجهه بإبتسامة، وهو ابتسم لها بدوره. اخذت خطواتها لكي تخرج من الكشك الصغير لكن صوته اوقفها.
"انتظري" التفت له ونظرت له منتظرة اياه ان يكمل. "ما اسمك؟" سألها، كان الفضول يقتله كي يعلم اسم هذه الفتاة وقصتها وكل شيء يخصها، وربما الإعجاب كذلك.
وهي بدورها ابتسمت له بطلف واكملت خطاها للخارج، اما عنه فقد تعجب منها. لما لم تخبره بأسمها؟ ثم خطر له ما كتبته وعاد يفكر مرة أخرى في كلامها كيف يتغير مع كل مرة تأتي بها إلى هنا تغييراً جذرياً.
'هذا المكان يسعدني للغاية، و يا ليت كل الأماكن مثل هذا المكان' غريبٌ كلامها، أليس كذلك؟
أنت تقرأ
Polaroid ||h.s||
Short Story"إنها صورتك الرابعة، وانتي وحيدة بها، لما؟" سألها ناظراً لعيناها بهدوء. "من قال لكَ أنني وحيدةٌ في الصور فقط؟" اجابته بنفس نبرته.. -قصة قصيرة، اي الأجزاء ستكون قصيرة جداً، والقصة بإكملها لن تتعدى العشرون جزءاً- 'الفكرة غير مسروقة'