'الصورة الرابعة'

40 5 4
                                    


كانت تنظر إلى الزاوية المليئة بالصور وتدمع اعينها، لا زالت تذكر ذلك اليوم، عندما ماتوا والديها وبقيت هي واختها، التي سافرت بحجة انها تريد البدء من جديد وقالت إنها سوف تبقى على تواصل معها لكنها لم تفعل.

نظرت إلى أولئك الثلاث صور، التي التقطتهم في الأيام القليلة الماضية، في الأولى، كان البؤس واضح على وجهها، وفي الثانية كانت تبتسم ابتسامة سعيدة كأنها نسيت ماضيها بأكمله، اما الثالثة، فكانت تبدو سعيدة للغاية.

ابتسمت بخفة عندما تذكرت فتى البولارويد ذاك، وقررت الذهاب إلى مكانها السعيد.

سحبت معطفها ومفاتيحها وخرجت من منزلها، ركبت سيارتها كونها ليست في المزاج كي تمشي، بعد دقائق معدودة كانت قد وصلت.

نزلت وأخذت خطاها مباشرة لذلك الكشك، وقفت تنتظر دورها وحرصت على أن تكون الأخيرة، دون سبب مقنع. عندما وصل الدور إليها، كان ذلك الشاب يعبث بكاميرته.

"مرحباً" حيّته بصوتٍ عالي وسعادة اما عنه فقد فزع قليلاً بسبب نبرتها العالية. "اعتذر" تمتمت بهمس وهي تحاول حبس ضحكتها.

"مرحباً، يمكنكِ الضحك" قالها هو وهي ضحكت بصوتٍ عالٍ لدرجة أنَّ أصبحت اغلب الانظار عليها.

"حسناً، اسفة" قالت له بعدما انتهت نوبة الضحك خاصتها.

"لا عليكِ، بالإضافة إلى أن ضحكتكِ جميلة" رد عليها مبتسماً بلطف، اما عنها فوجهها قد صبغ بالأحمر كونها غير معتادة على أن يقال لها كلاماً معسولاً.

"أشكرك، التقط لي صورة من فضلك" قالت له بخجل، وقادت نفسها لتلك البقعة التي تقف فيها دائماً، وهو امسك كمرته لكن خطرَ لهُ سؤالاً.

"هل لي بسؤال؟" سألها متردداً، وهي نظرت له منتظرةً اياه ان يكمل.

إنها صورتك الرابعة، وانتي وحيدة بها، لما؟" سألها ناظراً لعيناها بهدوء.

"من قال لكَ أنني وحيدةٌ في الصور فقط؟" اجابته بنفس نبرته، ثم اكملت "هل لي بطلب؟" سألته عندما خطر لها شيء وتمنت الّا يرفض. "بالطبع" قال لها وهو موقنٌ انه سيفعل اي شيء تطلبه منه.

"تصوّر معي!" قالت له، وهو صُعق للحظة لكنه ردَّ سريعاً "ها؟ بالتأكيد" قال لها و وقف بجانبها، رفع الكاميرا كي يلتقط الصورة بنفسه (وضعية السيلفي يعني)، لاحظت انه يتحرك كثيراً. "اعطني هذه" قالت له قاصدة الكاميرا، اما عنه فقد أعطاها اياها دون أن يقول اي شيء، ام عنها فقد أمسكت الكاميرا وقالت له ان يبتسم والتقطت الصورة.

أخرجت الصورة من الكاميرا، وكانت جميلة للغاية "انتي بارعة" قال لها عندما رأى ان يدها لم تتحرك ابدا والصورة واضحة "إنها فقط صورة، وانت بارع اكثر مني بمراحل بالتأكيد" قالت له.

اخذت الصورة ومشت إلى المنضدة الصغيرة وامسكت القلم وهو وراءها، "امم، ما اسمك؟" سألته وخافت ان لا يجيبها كما فعلت هي سابقاً.

"هاري" اجابها، "اسم جميل" قالت لها وهو ابتسم لها. انتهت من الكتابة وهو تفاجئ قليلاً لكنه شعر بالسعادة لأنه أصبح يعلم اسمها، أو ربما اختصار اسمها.

"هاز؟ لم ينادني احد بذلك من قبل" قال لها مع قهقهة خفيفة، "وها انا افعل، هاز" ردّت، وهو قهقه مرة أخرى بدوره.

"حسناً، أراك لاحقاً، وداعاً" قالت له ملوّحة وذهبت، وهو فكر قليلاً بأسمها. "لقد كتبت بارب، اظن ان اسمها باربي" تمتم لنفسه بإبتسامة بلهاء.

'haz & barb'

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


'haz & barb'...

________________

Don't forget to vote please, thank you 💓.

Polaroid ||h.s||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن