الفصل السادس

44.9K 1.1K 61
                                    

كانت كارمن تجلس فى شرفة حجرتها ترسم بصمت لتسمع صوت صهيل جواد قريبا منها ..وقفت تستند الى السور لترى من أين يأتى هذا الصوت لترى جوادا أسودا رائعا يعتليه فارس عرفته على الفور..انه أدهم..كان يسير به بطريقة رائعة أبهرتها لتظل تلك الصورة فى مخيلتها للأبد..مال أدهم على الجواد يربت على عنقه بحنان ليصهل الجواد مرة أخرى..همس أدهم بأذن الجواد بكلمات لم تصلها ولكنها عرفت أنها من أجل أن يهدأ الجواد وبالفعل ..هدأ الجواد بعدها تماما..كان لهذا المشهد على كارمن أثرا كبيرا..وتساءلت بصمت عن كيفية معاملة أدهم لزوجته المتوفاة اذا كان بذلك الحنان مع جواده وأولاده..كم تحسد زوجته الراحلة لامتلاكها مثل هذا الرجل ولو لفترة قصيرة..لتفيق من أفكارها بصدمة..أأصبحت تحسد امرأة متوفاة من أجل ذلك الرجل..لقد جنت حقا..رفع أدهم وجهه فى تلك اللحظة ليراها واقفة تتأمله..وما ان تقابلت نظراتهما حتى التفتت بهدوء لتدخل الى حجرتها ليعقد هو حاجبيه بحيرة..وتمسك هى برسمتها تنظر لها بعدم رضا لتقطعها وتبدأ برسمة أخرى..لذكرى لا تود أن تنساها مطلقا

************
فى الصباح
تململت كارمن على صوت جودى المهلل وهى تقول:
مس كارمن..مس كارمن
فتحت كارمن عينيها لتواجه عينا جورى الضاحكتين..فابتسمت فى حنان قائلة:
صباح الخير ياسكرة
قالت جودى بابتسامة:
صباح الخير ..قومى يلا
نظرت كارمن اليها بدهشة قائلة:
أقوم فين؟؟

قالت جودى بحماس:
عمى أيهم جه..عمى أيهم حلو أوى يامس كارمن
ابتسمت كارمن قائلة:
مش أحلى منك ياقمراية انتى..انزلى تحت وانا هلبس وأحصلك علطول

سمعوا طرقات على الباب وقبل ان تمنع كارمن الطارق من الدخول..سبقتها جودى وهى تقول:
ادخل

ليدلف أدهم الى الداخل ليتفاجئ بكارمن التى شدت الغطاء حتى رقبتها تغطى نفسها وقد صعدت دماء الخجل الى وجنتيها ليقف أدهم متسمرا للحظة قبل ان يشيح بوجهه وقد احمر وجهه ليقول بارتباك :
أنا آسف جدا بس جودى اللى قالتلى أدخل

ابتلعت كارمن ريقها بصعوبة وهى تقول:
محصلش حاجة..بس ياريت لو سمحت تاخد جودى وتنزلوا وانا هغير هدومى واحصلكم علطول

قال أدهم:
آه ..أيوة..انا كنت جاى مخصوص علشان آخدها..دادة نوال قالتلى انها شافتها داخلة عندك.يلا ياجودى ..عمك عايزك
ابتسمت جودى وهى تغادر مع أبيها فى حين غطت كارمن رأسها بالوسادة قائلة بهمس خجول:
وبعدين معاك ياأدهم..ارحم قلبى شوية..مش كل شوية تخليه يدق بالشكل ده

بينما خرج أدهم من غرفة كارمن ليقف خارجها مستندا على الحائط يغمض عينيه على صورة كارمن وهى مازالت بآثار النوم ..كتفيها المرمريتين..بشرتها الوردية وشفتيها المنفرجتين..وشعرها الغير مرتب و الملتف حول وجهها بجاذبية..يود لو يتخلله بأصابعه ويعيد ترتيبه..ليفيق من أفكاره الجنونية على صوت طفلته يقول ببراءة:
انت نمت يابابا؟؟

لعنة العشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن