الفصل الخامس والعشرون

46.6K 1K 63
                                    

وجدت مايا ذلك الرجل الذى يدعى صديق يقف أمامها عند خروجها من عملها..يرمقها بتلك النظرة التى لم ترتح لها على الاطلاق..اقترب منها بهدوء لتتوجس خيفة منه..مد يده اليها قائلا:
اذيك يا مايا

تجاهلت يده الممدودة اليها قائلة فى برود:
مهيب قالك قبل كدة مبسلمش على رجالة..الظاهر انك نسيت

أرجع صديق يده الى جواره قائلا بسخرية:
سبحان الله مع انى اول مرة شفتك فيها كانت ايديكى فى ايدين ابن خالك ده ولا انا غلطان؟

قالت فى حدة:
والله ده شئ ميخصكش..خير بقى..حضرتك عايز منى ايه؟

اقترب منها دون ان يحيد بنظره عن عينيها ليقول بنبرة اقشعر لها بدنها:
عايزك

تراجعت خطوة الى الوراء وهى تقول بصدمة:
أفندم؟

ابتسم وهو يتأمل ملامحها الجميلة برغبة قائلا:
من أول لحظة شفتك فيها وانا حاسس بحاجة بتشدنى ليكى..عمرى فى حياتى ما واحدة أثرت فية بالشكل ده..وصدقينى أنا عرفت كتير..لقيت نفسى بصمم انك تكونى لية ومش هسكت ولا ارتاح غير لما ألاقيكى فى حضنى

اتسعت عينا مايا بصدمة وهى تقول:
انت أكيد مجنون

لتفيق من صدمتها وهى تقول بعينين مشتعلتين غضبا:
لو فكرت للحظة واحدة انى ممكن أوافق على كلامك ده تبقى أكيد اتجننت..وانا مش هقف لثانية واحدة كمان عشان أسمع كلام واحد مجنون..للأسف خدت من وقتى كتير

واستدارت لتغادر فاذا به يمسكها من يدها بقوة قائلا:
اقفى هنا واسمعينى..انا لسة مخلصتش كلامى

نزعت يدها من يده بغضب قائلة:
إياك تلمسنى تانى وإلا قسما بالله هصرخ وألم عليك الدنيا

كاد صديق أن يتحدث لولا أن قاطعهم صوت ايهاب يقول بقلق:
فيه حاجة ياآنسة مايا؟

التفتت مايا الى ايهاب قائلة بتوتر:
لأ مفيش ياايهاب..أكيد الأستاذ غلطان فى العنوان..ممكن لو سمحت توصلنى فى سكتك

نقل ايهاب نظره بين صديق ومايا لتستقر نظراته على مايا قائلا:
أكيد ..اتفضلى معايا

ابتعدت مايا مع ايهاب تتبعهم عينا صديق الذى قال بغضب:
بقى كدة يامايا..طيب مبقاش صديق ان مكنتيش فى خلال يومين بالكتير فى حضنى..بإرادتك..أو....غصب عنك
***************
فتح أدهم باب حجرته بلهفة ليقف مصدوما..يرى ذلك الجمال النائم بسلام..اقترب منها بعد أن أغلق الباب ليرى وجهها الشاحب..أصابه القلق فاقترب منها أكثر ليجلس بجوارها على السرير يتلمس جبهتها ووجنتها بقلق ليتأكد من عدم اصابتها بالسخونية..اطمأن قلبه عندما تأكد من ان حرارتها طبيعية..ليتأمل وجهها الذى اشتاق اليه بعشق وهو يقول بهمس:
قلقتينى عليكى يا كارمن..ياترى فيكى ايه؟..وشك مخطوف كدة ليه..الخوف عليكى هيموتنى ..ياترى حالتك دى بسبب اللى حصل بينا؟
ليتنهد مستطردا:
أنا مقدرش أقولك آسف على أجمل مشاعر عشتها معاكى واللى هتفضل ذكرى حلوة هعيش عليها..انا خايف بس تفتكرى انى استغليت طيبتك و شفقتك علية يوميها..بس والله انا كنت ضعيف وغصب عنى استسلمت لمشاعرى ناحيتك..أنا لو آسف بجد..فهكون آسف انى أجبرتك تتجوزينى بس بردو كان غصب عنى والله..مشاعرى من ناحيتك كانت أقوى منى..مقدرتش أتخيلك لحد غيرى..خدت الأولاد حجة عشان أضغط عليكى توافقى وانا عارف ان قلبك طيب وهتوافقى عشانهم..كان نفسى يومها أقولك انى محتاجلك أكتر من الأولاد..كان نفسى أقولك انى عمرى ما حسيت انى عايش غير لما شفتك..عمرى ما قلبى دق غير ليكى..وعمرى ما اتمنيت حضنى يضم حد قدك..انتى حياتى ياكارمن..بس والله لو راحتك وسعادتك فى بعدك عنى انا مستعد أبعد..حتى لو فى بعدك عذابى ياحبيبتى
مال ليقبل يدها برقة ليشعر بضغطة يدها ليرفع عينيه اليها لتقابله عينيها العاشقتين المغروقتين بالدموع وهى تقول:
عمر راحتى ما كانت فى البعد عنك..انا تعبت لما انتى بعدت عنى..أنا كمان أول مرة قلبى دق دق عشانك انت..واول مرة اتمنى حد..اتمنيتك انت..وفى حضنك بس حسيت انى لقيت نفسى..
لتتأمل ملامحه بعشق مستطردة:
آخر ليلة لينا مع بعض..كل لمسة لمستهالى كانت بتاخدنى فوق السحاب..كل همسة كانت بتطيرنى من السعادة..أنا اللى خفت تفتكر انى استغليت ضعفك وحبيت أورطك معايا بس والله انا كمان ضعفت واستسلمت لأنى مش بس بحبك أنا بعشق......

لعنة العشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن