الفصل الثالث والعشرون

44K 1K 18
                                    

جلست مايا فى تلك الكافيتريا التى أخذها اليها مهيب..تتأمل ملامحه الغاضبة..تعلم أنه يحاول كبح انفعاله وعصبيته بشكل كبير..لتقول بتوتر:
ياريت تهدى نفسك وتقول كدة بسرعة كنت عايز تقولى ايه يامهيب لأنى بصراحة مش فاضية و.....

قاطعها مهيب قائلا دون مقدمات:
أنا طلقت ديالا
نظرت اليه مايا قائلة فى صدمة:
بتقول ايه؟

تنهد قائلا:
بقولك طلقتها يامايا..طلقتها

أحست مايا بقلبها يتوقف من السعادة لتنطفئ فرحتها وهى تتذكر طفله الذى تحمله ديالا..وتتساءل عن ذنبه فى كل ما يحدث..لتقول بحزن:
وابنك او بنتك يامهيب..هترضى يتربوا بعيد عنك؟

قال مهيب بمرارة:
مفيش بيبى يا مايا
قالت مايا بخوف:
البيبى جراله حاجة..ديالا أجهضته؟

ابتسم بسخرية مريرة وهو يقول:
مكنش فيه بيبى أصلا يامايا..الهانم كانت بتضحك علية..بتخدعنى..كانت حاسة بحبى ليكى واخترعت حكاية البيبى عشان عارفة انى مش هقدر أتخلى عنه وعنها..تعرفى المصيبة الأكبر ..انها أصلا مبتخلفش وكانت بتدفع للدكتورة عشان تخدعنى هى كمان

خلعت مايا نظارتها وهى تمسك ذلك الجسر بين عينيها بألم..تشعر بالصدمات تضربها بقوة..صدمة تلو الأخرى..تتساءل فى دهشة عن امكانية وجود امرأة بمثل هذا المكر والخداع..لتلبس نظارتها مرة أخرى وهى تقول:
طب ازاى كانت هتكمل فى كدبتها..ما هى أكيد كانت هتتكشف؟

قال بنبرة حزينة:
كانت هتتصرف..هتسافر مثلا بأى حجة وترجع بطفل..تتبناه بقى..تسرقه..مستبعدش أى حاجة ..بعد اللى سمعته منها وهى بتكلم صاحبتها ومامتها أقدر أقولك انها ممكن تعمل اى حاجة عشان توصل لهدفها

عقدت مايا حاجبيها بحيرة قائلة:
اللى هو؟؟

نظر الى عينيها قائلا:
الفلوس..ديالا تعمل اى حاجة عشان الفلوس..وفى نفس الوقت تنتقم منك  لأنها دايما كانت بتغير وبتحقد عليكى لأن فيكى كل حاجة مش موجودة فيها..ده غير ان حبيبها اللى حبيته هى زمان ..حبك انتى ..فقررت انها تاخد منك حبك وتفرقنى عنك

أومأت مايا برأسها بتفهم ورجعت بظهرها الى الوراء لتقول بأسف:
كانت صدمة كبيرة ليك يامهيب..انا بجد مش عارفة أقولك ايه
قال مهيب:
أكيد فى الاول اتصدمت..بس بعد كدة حسيت بالراحة..ديالا بعمايلها السودا خلتنى أسيبها وأنا مش حاسس ناحيتها بالذنب أو تأنيب الضمير

ثم أمسك يدها لتنظر اليه بحيرة وهو يقول:
أنا اول ما سيبتها جيتلك علطول يامايا..جيت نبتدى مع بعض صفحة جديدة وكفاية بقى اللى ضاع من عمرنا

أغمضت مايا عينيها لتبتعد عن تأثير عينيه التى تجبرها على الاستسلام له ولمشاعرها نحوه..فقد جرحها مهيب مرارا وتكرارا..حتى أنها تحس بتشوه عشقها له من كثرة تلك الجراح..لتفتح عينيها وهى تبعد يديها عند يديه قائلة فى ألم:
مع الأسف متأخر دايما زى عوايدك يامهيب..احنا حكايتنا خلصت من زمان

لعنة العشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن