الفصل الثامن عشر

43.2K 1K 52
                                    

وجدت مايا من يمسك يدها بقوة ويسحبها خلفه..كادت أن تصرخ لولا تعرفها على تلك الرائحة التى لطالما عشقتها..لتلتفت وتراه..وتتوقف بغتة قائلة:
انت اتجننت يامهيب بتشدنى كدة ليه؟
توقف وهو ينظر إليها بعينين مشتعلتين..ليمسكها من كتفيها قائلا بغضب:
اتجننت؟آه اتجننت..اتجننت من ساعة ما شفتك داخلة ايدك فى ايديه..من ساعة ما شفت ضحكتك ليه..أخد مكانى جنبك وبقى ليه حق فيكى وأنا مليش..قلبى واجعنى اوى..من حقى اتجنن ولا مش من حقى؟

نظرت اليه بعينين دامعتين وهى تقول بمرارة:
انت أنانى أوى يامهيب..بقالى سنتين مستحملة اللى انت مش قادر تستحمله فى ساعات..مستحملة أشوف ديالا فى المكان اللى اتمنيت اكون فيه....فى حضنك يامهيب..قريبة من قلبك..قلبك اللى واجعك عشان شفته ماسك ايدى وبضحك معاه..طب مسألتش نفسك انا قلبى كانت حالته ايه وانا بشوفها فى حضنك ..بتخيلك معاها فى بيتك..فى أوضة نومك..فى سريرك..ها؟قولى مفكرتش فية كانت حالتى شكلها ايه؟

اغمض عينيه بألم يتخيل كمية الوجع التى أحست بها فلو كان مكانها لما عاش للحظة واحدة..ليفتح عينيه على صوتها الذى تهدجت نبراته وكأن روحها تختنق فى تلك اللحظة وهى تقول:
انا كنت بموت فى اليوم ألف مرة ..ألف مرة يامهيب وانت محستش بية..بالعكس..كنت بتيجى تدبحنى اكتر وتكلمنى عن مشاعرك ناحيتها..عن احساسك وانت معاها..عن نظرتها وابتسامتها وكلامها..حتى مشاكلك معاها..كنت بتيجى تاخد رأيى فيها

صمتت لثانية أدرك مهيب فيها انها تتألم وبشدة من ذكريات عذابها معه لتردف بسخرية مريرة:
وكنت أنا الهابلة اللى بتيجى على قلبها وتنصحك فى مشاكلك معاها..استحملت دور الضحية كتير أوى يامهيب..لغاية ما احتقرت نفسى وضعفى وحبى ليك..لقيت عشقك لعنة خلاص قررت اتخلص منها..وأنساك..فمن فضلك انت كمان انسانى

قال فى لوعة:
مش قادر أنساكى ..مش...

رفعت يدها اليه مشيرة له بالصمت وهى تقول:
هتنسانى..مش بايدك.. لأ..غصب عنك..عشان خاطر ابنك اللى جاى..وانا كمان هنساك عشان خاطر البنى آدم اللى هرتبط بيه..صحيح ايهاب مش حبيبى اللى حلمت بيه سنين..بس هو انسان محترم وأكيد حبه لية هينسينى حبى ليك..خلاص حكايتنا خلصت ياابن خالى..خلصت

ثم غادرت تتبعها عيونه الملتاعة وهو يقول فى مرارة:
ياريت بايدى أنساكى يامايا..انتى العشق اللى ضيعته بغبائى..بس مش هقدر اتحمل اللى انتى اتحملتيه وأشوفك مع حد تانى..أنا هسيب البلد دى وأسافر..بس اوعدك ..اوعدك تفضلى فى قلبى لآخر نفس فيه
**************
دلفت كارمن الى حجرتهم بخجل يتبعها أدهم..تعلم ان زواجهم صوريا ولكن وجودها معه فى حجرة واحدة يدفع دماء الخجل الى وجهها..يشعل قلبها وجسدها ..وقف ادهم أمام كارمن يتأمل وجهها الجميل والذى زادته حمرة الخجل جمالا..بدا مترددا.. يريد أن ينسى اتفاقهما فى الحال ويضمها الى صدره..رغبة قوية الحت عليه بشدة..حتى انه اضطر الى ان يقبض على يديه بقوة كى لا يفعل..اقترب منها قائلا فى هدوء لا يعكس ابدا توتره:
كل العيلة مفكرة ان احنا متجوزين عن حب..وطبعا الكل فرحان عشان جوازتى الأولانية مكنتش بالشكل ده..وزى ما انتى عارفة..ماما رومانسية اوى..فياريت محدش يعرف بحقيقة جوازنا..وتفضل ما بينا احنا الاتنين وبس..وياريت نبان زى اى اتنين متجوزين عن حب..عشان خاطر جود وجودى كمان..انا عارف بتحبيهم اد ايه ولازم تبان علاقتنا أدامهم طبيعية

لعنة العشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن