( الفصل الأربعون )

26.8K 609 10
                                    

  * عهد الفرعون *
(( إنهيار الحصون ))

( الفصل الأربعون )

_ قضت ليلة رائعة في أحضانه ..
جعلها تشعر وكأنه المُنتظر .. هو الذي كانت تحلم بوجوده في حياتها منذ سنوات عديدة ، والآن هو بين كفيها.

أفاقت عقب معارك داخلية مكثفة .. حيث شعرت بثقل حركة جفونها وعدم قدرتها على الأستيقاظ ، وما أستشعرته هو رغبة جسدها المُلحة في جولة إستحمامية ساخنة لتُزيد من إستعادتها لنشاطها ..
تأوهت بخفوت ثم ألتفتت لتراه .. ولكنه لم يكن جوارها ، فأعتدلت في جلستها وهي تحك فروة رأسها ، وإذ بها تستمع لصوت هدير المياة من داخل المرحاض .. فعلمت إنه سبقها في هذه الجلسة التي نشدتها ،
نهضت عن الفراش لتتفقد '' ياسمين '' فوجدتها مستفيقة في فراشها بسكون .. أبتسمت لها وهي تقول

حور : صباح الياسمين ياياسمينا

_ قامت حور بتحريك الألعاب المُعلقة أعلى الفراش الخشبي الصغير ليصدر أنغاماً موسيقية بديعة .. لتندمج معها الصغيرة ،
تركتها وأنصرفت عنها لتجد قميص قاسم وبنطاله وسترته أعلى ( الشماعة) الخشبية .. فنظرت لباب المرحاض بترقب وقد أخترق عقلها فكرة جديدة ، ومن ثم أقتربت من ملابسه لتقوم بتفتيشها لعلها تحد دليل خيانته لها .. عقب أن رأت بقايا أحمر الشفاة على غلاف جرحه ..
كانت تبحث بحركات متوترة عسى أن تجد ما تنشده ولكنها فشلت .. حتى وجدته يخرج فجأة عن المرحاض مرتدياً بنطال قماشي قصير من اللون الأزرق الداكن ، وأعلاه عارياً ..
كان حاملاً للمنشفة القطنية الكبيرة يمسح بها على رأسه ، فرأها تبحث في ملابسه ..
وبفطنته المعهودة أستشف ما تبحث عنه ، فأتسع ثغره بإبتسامة خبيثة وهو يقول

قاسم : بتدوري على إي عندك؟ قوليلي يمكن أساعدك!
حور وقد ظهر عليها بعض التوتر : شكرآ مش عايزة مساعدات

_ وضع قاسم منشفته أعلى المقعد الخشبي التابع لمنضدة الزينة ثم فتح خزانة ملابسه وأنتقى منها ( تيشيرت قطني) ذو لون أبيض ناصع .. وأقترب منها بخطوات بطيئة وهو يقول

قاسم : هو ده اللي بتدوري عليه؟

_ مد يده له بأصبع طلاء الشفاة .. ففغرت شفاها بصدمة وقد شعرت بنيران الغيرة تتآكلها .. ولكنها حدقت فيه قليلاً وهي تستذكر أين رأته من قبل ؟
شكله المميز مألوفاً إليها .. ضيقت عينيها وهي تسترجع بعقلها أين رأت شبيهه حتى تذكرت فجأة، فلمعت عيناها وهي تقول

حور : صُباع الروچ ده بتاعي؟ جيبته منين؟
قاسم وهو يلوح به في الهواء ليثير حنقها ، فحبذا رؤية غضبها وبروز عروقها أمامه : ده معايا بقاله كتير أوي! خدته من الشقة اللي كنتي مأجراها في رسلان قبل ما تكوني مراتي

_ كشف عنه غطائه ثم بدأ بتلطيخ شفتيها بلطف .. العجيب في الأمر إنه رسم شفاها بشكل مُغري دون أخطاء ، ودون أن يحتاج للتعديل ..
نظر لهيئتها التي تبدلت عقب وضع أحمر الشفاة ..
فجذبها من رسغها ووقف خلفها أمام المرآة لكي يُطلعها على هيئتها .. فأبتسمت برضا وهي تقول

* عهد الفرعون *.... بقلم المبدعة ياسمين عادلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن