(( الفصل التاسع ))

16K 440 9
                                    

  ^^ عهـد جـديـد ^^

(( الفصل التاسع ))

لا يهتم لهذا القدر العالي من الجمال، ولكن ما أثار دهشتهُ وجعلهُ صامتًا وهو يتأملها هنيهة هو عمرها الصغير.. فـ بدت عشرينية العمر لا إمرأه أتمت الثلاثين ربيعًا، سحب كفهُ الذي احتوى كفها لحظات.. ثم أخفض بصرهُ عنها وردد :

- أهلًا وسهلًا

ثم أفسح المجال أمامهما للمرور.. أشار نحو الطاولة التي ستحملهم، فـ اتجهت '' زرين '' أولًا.. أبرزت أسنانها اللؤلؤية أثناء إبتسامتها الآسره وهي تصافح '' أنس '' :
- مرحـبًا
- أهلًا

تلقائيًا انخفض طرفي '' زرين '' نحو '' حور ''، التي لم تكلف نفسها عناء النهوض حتى عن جلستها، بل ظلت عيناها المحتقنتين مرتكزة عليها دون أن ترمش.. فـ بادرت'' زرين " بقولها :
- مرحبًا هـور '' حور ''

التفتت جميع النظرات المدهوشة نحوها، حتى أن نظرات '' حور '' كانت الأكثر إندهاشًا وإنزعاجًا لتعرفها إليها، فقالت بإقتضاب ظاهر للعيان :
- أهلًا
" قاسم" وهو يسألها بفضول :
- أنتي تعرفي زوجتي؟

فـ تركت جسدها يستقر على المقعد المبطن وهي ترفع ساقًا أعلى ساق، لتقول بثقة :
- لقد تعرفنا على الكثير بشأنكم

انحنى '' إستيـڨان '' بجزعهُ ومد كفهُ ذا طبقة الجلد المجعدة لـ '' حور '' وهو يردد بالإنجليزية :
- Hello
- Hello!

وأتبع ذلك بـ قُبلة رقيقة على ظهر كفها، جعلت داخل '' قاسم " يشتط بغيرة شديدة، بدا ذلك بين ثنايات وجههُ المتجهمة.. مما جعلها تنتشي، على الأقل ضايقتهُ كما افتعل هو برد فعلهُ الصادم منذ قليل..
أتخذ الجميع مواضعهم، وبدأت الأحاديث تأخذ شكل أكثر رسمية.. تلك العينان الجريئتان اللاتي تتمتع بهما '' زرين '' جعلت '' حور '' تستشعر بإنها حقًا أصبحت ضمن دائرة الخطر، لم تشعر بالراحة حيالها بتاتًا.. وكأنهُ الحدس النسائي القوي هو الذي دفعها لهذا الشعور.. كانت تختلس النظرات إليها لمراقبة تصرفاتها المريبة، وصوتها المتمايل في الحديث وكأنهُ أسلوب إغراء رخيص في نظرها، تحكمت في انفعالاتها بـ حرفية شديدة گالتي اعتادت على مثل تلك المواقف.. تناولت لقيمات صغيرة للغاية، فداخلها منتفخ على أثـر الغيظ..
شرد " أنس" في هدوء أعصابها المتناهي، لو إنه لم يرى بعينهُ لا يصدق.. من أين لها بهذا القناع المزيف وهو يعلم حقيقة شعورها الداخلي، ألتهى '' قاسم '' في التحدث الجدي مع الشريك '' إستيـڨان '' ، فكانت " زرين" تتدخل بالأمر من حين لآخر، فـ أثبتت قدراتها العالية على الإدارة والأعمال..
انتهت تلك الجلسة المليئة بالمجاملات، وانقضى الجمع كُل لمكانهُ.. استقل '' قاسم '' سيارتهُ بجوار '' حور ''، حافظ على ثباتهُ الإنفعالي لئلا ينفجر.. ولكنهُ لم يستطع كبح غضبهُ طويلًا، وإذ به يصيح فجأة وبدون سوابق إنذار :

- دي آخر مرة هتحضري مقابلات أو اجتماعات زي دي، إنتي عندك حق.. الحجات دي متليقش بالمربية الفاضلة مديرة مدرسة الثانوية بنات

* عهد الفرعون *.... بقلم المبدعة ياسمين عادلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن