(( الفـصل السادس والعشرين ))

13.6K 445 0
                                    

  ^^ عـهد جديد ^^

(( الفـصل السادس والعشرين ))

حالة من الفوضى عمّت في الطابق الموجود بهِ غرفة العناية المركزة عقب وصول خبر فتح "قاسم" لجفونهُ.. وركضن الممرضات لتبليغ الأطباء بالتطور الذي حلّ بالمريض الميؤس من حالتهِ..
بينما عادت "حور" لمقر الغرفة وراحت تثير انتباههُ إليها ولكن بدون فائدة.. جاهدت كي يرد، يرمش، يتحرك، ولكن لم تصدر عنهُ حركة واحدة :

- قــاسم، طب انت سامعني ياقاسم؟

أشار "أنس" في الهواء وهو يردد بتحمس شديد :
- شايفني ياخالي، سامع حد فينا طيب؟

ولا حياة لمن تنادي، عيناه عالقتان بالسقفية دون حراك يميني أو يساري.. ولا يشعر بأي شئ كان، حتى اقتحم كبير الأطباء قسم العناية ومن خلفهِ مساعديهِ الأثنين، وما أن رآهم حتى صاح فيهم :
- مين سمح ليكم بالدخول هنا؟

لم تجيبهُ "حور" بل إنها ركزت على سؤالها :
- هو مش سامعني ولا إيه يادكتور؟

أشار للخارج وهو يأمر الجميع بـ :
- بـرا من فضلكم خلونا نشوف شغلنا

غادرت الغرفة مضطرة كي تسنح لهم الفرصة بفحصهُ، ووقفت بالخارج تشمل جميعهم بنظراتها الخاطفة.. بينما في الأصل عيناها مرتكزة عليه، متوجسة من سكونهُ لأقصى درجة..
جاهد الطبيب لجعلهُ يُصدر أدنى حركة، ولكن بدون فائدة، طرق بخفة على عظام ركبتيهِ بمطرقة طبية صغيرة ليثيرهُ فـ يحركها، ولكن لم يفعل.. أضاء مساعد الطبيب كشاف صغير للغاية ووجهُ ضوءهُ في عينيهِ، فـ رمش "قاسم"..
ثمة همهمات بين تدور بالداخل ولكنها لم تستمع لأي منها، تنغض جبينها بإرتياب وهي تتمتم :
- في إيه ياأنس؟ هو مش بيتحرك خالص لـيه؟

غالب "أنس" إحساس بداخلهُ وكأنهُ وسواس يوهمهُ بأن الشلل قد ترعرع في عظام جسد خالهُ.. أدعى الثبات وهو يجيب :
- لسه خارج من غيبوبة ياطنط! عيزاه يبقى عامل إزاي؟

_ في الـداخل..
استمرت محاولتهم لإثارتهُ أكثر من خمسة عشر دقيقة، ولكن باءت جميعها بالفشل.. رفع مساعد الطبيب نظرهُ نحو كبيرهم وقال :
- مفيش أي إستجابة
- إحتمالية إنه اتصاب بالشلل فعلًا مش هتتأكد غير لو استجاب لينا، وتقريبًا هتطلع التخمينات صح

لحظات وغفى "قاسم" مرة أخرى ليكون أسير غيبوبة جديدة، ولم يفلح أيهم في مساعدتهُ لإستعادة وعيهُ :
- أنا هطلع أبلغ عيلتهُ، وانتوا اعملو اللازم

ذمّ الطبيب شفتيهِ عقب أن أنهى عبارتهُ.. ثم تحرك نحو الخارج عاجزًا عن تفسير الوضع للمنتظرين في الخارج، وبمجرد أن خرج وجد "حور" تحاصرهُ بأسئلتها :
- هـا يادكتور؟ طمني هو ليه متحركش خالص؟

وجد من الصائب مصارحتهم فضلًا عن تورية الأمر، فقال بحزم :
- مفيش أي مؤشر ظهر لحد دلوقتي، لكن اللي حصل في صالحنا، وان شاء الله كل حاجة تتحدد في أقرب وقت.. عن أذنكم

* عهد الفرعون *.... بقلم المبدعة ياسمين عادلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن