( الفصل الثالث والأربعون )

22.9K 608 27
                                    

  * عهد الفرعون *
(( إنهيار الحصون ))

( الفصل الثالث والأربعون )

_ ثار قلبها ، وتمرد بين أضلعها رافضاً إستيعاب ما لفظه للتو ..
كانت مغمضة العينين مستسلمة للمساته الظريفة وهمساته السحرية .. ولكنها سرعان ما أتسعت حدقتيها وظلت في سكونها المُريب لحظات ، غير مصدقة ما يحدث لها ..
هل تتلاعب بها الأقدار .. أم إنها لُعبة جديدة يمارسها؟!
أإنتهى حبه لها ونال مراده والآن يتركها أمام أولى محطات الحياة ! أيعقل هذا أم إنه هراء !؟ ...

دفعته بقوة وإنسالت من بين ذراعيه .. حدجته بذهول وقد بدأت الدموع تتجمع في عينيها ، فكانت نظراتها گالطعنات التي تنغزه ..
كادت تصرخ فيه لتُجرم فعلته المُشينة ولكنها كبحت جماحها وخرج صوتها متحشرجاً مقطوعاً

حور : طالق !!

_ أستدار ليبتعد عن عينيها ، فراحت تقف أمامه وهي تهزه بعنف صارخة فيه بصوت هادر

حور : دي .. مكافئتك ليا؟! طب آ... لو كنت عاقبتني! كنت هتعمل إيه ؟! تحبسني زيها ؟

_ لم يقوَ على مواجهتها والرد على حديثها ، وإياً ما صدر منها يرجع إليها الحق فيه !
هي ترى إنه تخلى عنها بإرادته .. في مُنحنى صعب المرور منه ، ألتفت بجسده ليوليها ظهره وبطرف إبهامه أزال عبرة .. كادت تخونه وتنزلق من بين أهدابه ، ثم أطبق جفنيه وهو يتابع بلهجة مقهورة

قاسم : انا أديتك حريتك !! من النهاردة مش هتضطري تعيشي معايا غصب عنك .. ولا هكون سجان ليكي ، حقوقك هتوصلك گأي زوجة طبيعية ، وبزيادة كمان .. و....
حور وقد صدر صوتها صراخاً مزع فؤاده تمزيعاً بلا رحمة : مش عايزة أسمع صوتك !! انت كنت كداب في كل حاجة .. حتى مشاعرك كانت كدب ، انت مستحيل تكون حبتني أبداً .. أبداً
قاسم وهو يغالب رغبته في ضمها لصدره مرة أخرى ، فأبتعد خطوتين وتابع : محصلش !!
انا عمري ما كدبت عليكي ، انتي كنتي الحقيقة الوحيدة في حياتي ياحورية

_ صدرت ضحكتها الساخرة التي أمتزجت بشهقات البكاء المميتة ، ثم تابعت بتهكم ساخر

حور : وياترى دي كمان كدبت فيها ياقاسم بيه؟!
قاسم مبتلعاً ريقه الذي أصبح علقماً مرّ :............

_ فيضان من الدموع غمر وجهها حتى أصبحت رؤيتها للأشياء مشوشة للغاية .. فمسحت وجهها بكفيها ثم نطقت بنبرة عزيزة تحمل الكبرياء

حور : انا همشي ومش عايزة منك حاجة ، مش عايزة اعرفك تاني .. متحاولش توصلي أو حتى أشوفك صدفة ، ولو كنت الحقيقة الوحيدة في حياتك ، انت طلعت أكبر كدبة عشتها وصدقتها .. ياريتني ما......

_ أنقطع حديثها ، بينما أنتظرها تستكمل بشغف ولهفة..فتابعت بنبرة متحسرة

حور : ياريتني ما صدقت ! أبعتلي
ورقتي في أسرع وقت..

_ كان جرحها حياً ينزف بشدة .. أنقباضة في قلبها وثمة برودة تملكت أطرافها بالتناقض مع الغليان الفائر بصدرها ..
صفقت باب حجرته بقوة فألتفت سريعاً على أثر الصوت ..
راح يخطو نحو الباب وكاد يفتحه ..
ليلحق بها
ليعترف إنها تملكته تملكاً لا رجوع فيه..
ليرجوها متمنياً أن تصفح عنه ، ربما يرق قلبها لعويل قلبه ..
ولكنه تسمر في مكانه ووقف محدقاً في الفراغ .. لا يصدق ما أفتعله للتو في حقها .. وإن حدث وصافحت ، لن يصفح هو عن حاله .

* عهد الفرعون *.... بقلم المبدعة ياسمين عادلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن