( الفصل الحادي والأربعون )

23.9K 560 7
                                    

( الفصل الحادي والأربعون )

وقف " سليم " واجمة ، يحدجه بنظرات قاتمة باغضة .. وأخيرا خرج عن قوقعة صمته ونطق) بجمود

سليم بصوت حاد : عايز إي ، وإزاي تيجي برجلك هنا يابجح؟

قاسم وقد أنعقد ما بين حاجبيه بذهول : لسانك أتعدل وبتكلم زي الناس أهو ؟ سليم وهو يحذره شاهرة سبابته في وجهه : ألزم حدودك معايا يابن... یابن صفوت رسلان

نهض سلمان عن مجلسه وراح يشق الطريق متعجلا حتى وصل أمام الباب .. فدفع أخيه بعنف ونطق بإنفعال جلي وهو يهدر فيه بصوته

سلمان : مشی من آهنه أحسنلك ، بدل ما أجيب کرشك في يدي

حاول أحد رجاله تجاوزه والتدخل العنيف في الأمر ، ولكن أشار له قاسم ليتوقف وقد ظهر الجفاء على ملامحه مما أثارهم ضده أكثر و......

قاسم : تؤ تؤ تؤ ، مش دي شهامة الصعايدة !

 عيب ده انا جاي قدام بيتكم ياسلمانية سالم : وإحنا ولاد أصول ونعرفوا الأصول زین يابن رسلان ، تعال  

لم يتحرك مقیاس قدم واحدة من مكانه ، بل ظل جالسة أعلى مقعده محتل أجزاءه .. بينما ألتفت سلمان وسليم بحركة مندفعة واحدة وهدر سلمان بصوت متشنج وهو يرفض قرار عمه قائلا

سلمان : کيف ده ياعمي ؟!

_بسط قاسم ذراعه ليزج بهم بعيدة عن طريقه بحركات خفيفة غير متعنفة ، ثم ولج لداخل المنزل ليتأمل زواياه بلمحات خاطفة وهو يهتف بجدية

قاسم : كلك ذوق ياكبير السلمانية

تعقبه رجاله ووقفوا على مقربة منه ، بينما جلس هو على أحد المقاعد المنفردة ورفع أحد سيقانه على الأخرى بشموخ مغتر .. وبدون إدنی مقدمة هتف

قاسم : مش هنطول في الكلام ، أنتوا خسرتوا الأرض والبيوت وأنا خسرت أمي سليم وهو يقابله في جلسته وقد رمقه بإحتقار : قصدك خسرنا الأب والأم والمال والبيوت .. إحنا مبقاش حيلتنا حاجة والبركة فيك! ما تجيب من الآخر وتقول جاي تهبب إي هنا؟ قاسم وهو يشبك أصابع يديه سويا ليتابع بلهجة أكثر حدة : أمكم الله يرحمها ، هي اللي تعدت على قصري وموتت أمي .. إحنا الأتنين خسرانين ، والحرب دي لو فيها فایز وخاسر .. عمري ما هكون أنا الخسران اللي فيها؟ سلمان وهو يصرخ فيه وكاد ينقض عليه ليفتك به : ات جاي تهددنا في بيتنا ياواد المركوب؟

نهض قاسم عن مجلسه ثم أستدار ليطل بإنظاره عليه ، ومن ثم قرر الضغط على جرحه لينزف أكثر بدلا من إن يتعامل معه بإنفعال لن يجدي شيئا .. فأبتسم بسخرية زائفة ثم بسط يده ليملس ذراعه المبتور بشئ من الإستهزاء وهو ينطق ببرود ..

قاسم : عيب ياشاطر متشتمش

حد أكبر منك !

أستشعر سلمان مرارة الهزيمة وقد أصبح ريقه علقمة يبتلعه .. فأهتز كيانه وقد تشنجت عروق عنقه وهو يكز على أسنانه ، وبصورة مندفعة كاد) يهوى على صدغه بصفعة مميتة .. لولا أن أستبقه قاسم بحركة مباغتة قبض فيها على ساعده الأيسر ، وبسرعة شديدة كان قد ضرب رأسه بلكمة قوية

* عهد الفرعون *.... بقلم المبدعة ياسمين عادلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن