( الفصل الثالث والثلاثون)

25.3K 594 12
                                    


 ( الفصل الثالث والثلاثون) 

_ ألتفتت برأسها فجأة عندما أستمعت صوته الخشن ينادي عليها ، فأبتعدت خطوة للوراء عن طارق ثم جاهدت للحفاظ على ثباتها ..

بينما تقدم قاسم منهما ووقف على مقربة منهم وهو ينظر إليه بصرامة عاقدة لحاجبيه ، ثم نطق مستنكرة

قاسم : مين ده؟!

  طارق وقد خرج عنه الحديث بنزق : انا طارق ابن خالتها ! واضح انك مش فاكرني قاسم بشكل حاد : ومش عاوز حور وقد شعرت بالحرج الشديد : آآ .. طارق شافني بالصدفة وكان بيسلم عليا طارق وقد تعمد تجاهله عقب أن أحرجه بشدة : انتي جيتي القاهرة أمتى؟ | حور وهي تنظر لمعالم وجه قاسم :لسه واصله حالا طارق وهو يبتسم برقة ملاطفة إياها : يبقي لازم نقعد مع بعض ! انا سايب ماما عند خالتو.. خلينا نروح تشوفي خالتو وبالمرة نقعد سوا قاسم وقد برزت شعيرات عينيه الحمراء لتزيد من حدة قسماته : نعمين !! حور بلهجة متعجلة وهي تنظر نحو قاسم : آ.. هو عارف ياقاسم أن بقالي كتير مشوفتش ماما عشان كده حس اني عايزة أشوفها 

 قاسم وهو يتطلع إليه من الأعلى للأسفل ثم قال ساخرة : واضح إنه... حسيس بزيادة

حور وهي تتصنع الضحك : اه جدا |

طارق معاودة النظر للصغيرة : وده مين اللي شیلاه؟ مش معقول لحقتي تخلفي وإحنا منعرفش! قاسم بفظاظة : وانت دخلك إيه؟ طارق وقد أنفلت زمام الأمور من بين قبضته : لا دخلي ونص ، أي الإسلوب اللي بتكلم بيه ده ياحضرت! کار قاسم وقد أقترب منه وبعينيه بصيص الشر : والله أنا حر

حور وهي تتقدم بخطواتها محاولة الفض بينهم :) معلش ياطارق أصلنا بنلف على لبن الياسمين من بدري وقاسم مخنوق شوية قاسم وهو يحدجها بنفاذ صبر : اي معلش دي انتي کمان !

حور وهي تتفحص ما يحمله من حقائب بلاستيكية كبيرة الحجم : طيب ياقاسم حط الحاجة دي في العربية عشان نمشي بقی طارق رافعة حاجبيه : أفهم إنك مش هتيجي؟ حور وقد أبتسمت له بمجاملة : ان شاء الله هنيجي

قام قاسم بإلقاء الحقائب في مؤخرة السيارة ثم صفق الباب وعاد لمحلهم مرة أخرى ليجد حور قد تصرفت بعجالة وأستطاعت صرف طارق لمنع توسع المشاحنات بينهم ، بينما رمقها هو بنظرات محتقنة وقد شعر بنيران الغيرة تأكله.. وبنبرة جامدة نطق قاسم : ده صفته اي عشان يهزر بالشكل ده معاكي

حور وهي تداعب صدغ الرضيعة بطرف أناملها وأجابت بشئ من الجفاف : ابن خالتي قاسم وقد قبض بكفه على طرف ذقنه كاظمة لغيظه الذي أنتشر فوق معالم وجهه : عارف ! بس.

حور مقاطعة له بعجالة : أمسك ياسمين لحد ما أركب العربية

وبحركة خاطفة منها أودعت الصغيرة بين ذراعيه ثم ألتفتت لفتح باب السيارة ومنه جلست في مكانها، بينما كان هو باسطة لذراعه بتوتر .. كانت حركتها مباغتة له جعلت من حديثه ينقطع فجأة وينشغل خلده بهذه التي فوق ذراعه ، تحركت الصغيرة بتمرد فأشد قبضته عليها حتى لا تنفلت منه .. ولكنه دون عمد ضغط على ذراعها الصغير الرقيق بقوة جعلتها تصرخ وتبكي فجأة ، فأزداد توتره وهدر بصوته وهي يضعها بين أحضان " حور " هاتف بسخط قاسم : يوووه ، أمسكي

* عهد الفرعون *.... بقلم المبدعة ياسمين عادلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن