سقط من عينيها
الجزء الرابعاتجهت لقريتها وهى لا تعرف كيف ستواجه والدها، كانت دائما مشفقة عليه ترجع ضعفه وانكساره لخيانة أمها المزعومة، أما الأن فهي تعلم أن ضعفه طبيعة، وأنكساره ندما على فعلة مشينة في حق رجولته قبل أن تكون بحق أمها، ولكن لا لن تحكم عليه مازال لديها أمل، ربما منيرة واهمة أو متوطئة مع والدتها فهي تعلم كرهها لنوال، وربما هي أيضا تغيير منها فهي ستكون طبيبة وستكون المقارنة بينهما كزوجتين لشقيقان لصالحها هي، نعم الأمر لم يحسم بعد سيحسمه مواجهتها مع والدها، التى تتمنى الا تندم عليها، لو نكأت جروح والدها وهو برئ مما الصقته به والدتها، وصلت لمنزلها فدعت الله أن يهديها للصواب.
ـ جنة بابتسامة: السلام عليكم، أزيك يا بابا عامل أيه دلوقتى.
ـ فاروق بشرود: الحمد لله يا حياة، حمد لله على السلامة.
ـ حياة بتوتر: الله يسلمك.
ـ فاروق بقلق: مالك يا حياة، بكي أيه.
ـ حياة بتوتر: ولا حاجة يا حبيبي، بابا أنا كنت عايزة أسألك على حاجة.
ـ فاروق بقلق: أيه يا حياة، سؤال أيه اللى مغير حالك، اسألى يا حبيبتي.
ـ حياة بارتباك: بابا، أنت وماما سبتوا بعض ليه.
شحب وجه فاروق وتمتم بانكسار: أنت بتقولى ماما مش سهير، عرفتي أيه، ومين اللى قالك؟
ـ حياة بسرعة: هي بنفسها ومصدقتهاش، هصدقك أنت وبس.
ـ فاروق بلهفة: قابلتي سهير وهي عاملة أيه، حلوة طبعا زى زمان ولا أحلوت زيادة ما هو الطير لما يخرج من القفص جماله يزيد، من غير ما عرف قالت لك أيه الست سهير عمرها ما كانت كدابة.
ـ حياة بذهول: يعنى أنت اللي ظلمتها.
ـ فاروق بقهر: لا أنا اللي حبتها، بس الظروف والفقر والطمع ظلمونا أحنا الأتنين، من وأنا أبن ثمان سنين، أمي سلمتني لأهل الست نوال أجير بلقمتي، بس يتنازلوا عن حبسها بوصل الأمانة اللي كان على أبويا وهى ضامنته فيه، أبويا مات وهى هتتحبس وأخواتي يتشردوا، قالت لي الكل أبدى من واحد، وسلمتني ليهم عبد؛ وهو أجير من غير أجر أيه غير عبد، أتبهدلت وأتذليت بس عشان يسيبوا أمي في حالها، ولما رجع سي سامي خلوني أشتغل عنده، أيامها كان عندي ستاشر سنة،رجع وفي أيده الست سهير، كانت صغيرة بس حنينة قوى، أول حد يعاملني وكأني بني أدم ماكانتش بتشتم وكانت بتستأذن وهى بتطلب حاجة وبتشكر وهى بتأخدها، حبتها، حبتها قوي، وكل يوم كانت بتكبر قدام عيني وحبها يكبر في قلبي، بس لساني ما يقدر يتكلم، قلبي كان بيتقطع لما عرفت أنهم هيجوزوها سي مختار أبن عمها، مش علشان هياخدها مني، لا طبعا هو أنا كنت أحلم أنها ممكن تبقى ليا، بس كان نفسي تتجوز حد حنين زيها، وكمان كان هياخدها البلد وأنا كنت عايزها تتجوز هنا في المركز وتفضل قدام عيني، كنت بابصلها بحزن وأنا عارف أن برقتها دي لا يمكن تقدر تعيش مع واحد زي سي مختار، لاقيت ست نوال بتبص عليا وبتقولي بتحبها، أترعبت وحلفت لها أني ما أتجرأ، وأنها ستي وتاج رأسي، بس قالت لي متخافش لو جوزتها لك تعملي أيه، ما صدقت وقلت لها والله أعيش خدامك وتحت رجليكي عمري كله، قالت وأنا مش عايزة أكتر من كده، وتاني يوم سي سامى بعتلي وقال لي أن ست نوال قالت له أنى واسطتها تطلب لي يد سهير وأنه موافق بس هنقول أنى طلبتها من شهرين قبل ما سي مختار يفكر فيها، وطيت بوست أيده وهو بيقول أنى هاسيب العشة وهاعيش معها في أوضتها وهو هيفرشها من جيبه وكمان هاكل من البيت ومرتبي أساعد بيه أخواتى زى مانا وقتها كانت أمي ماتت وبقى لي مرتب بس ميكفيش العيش الحاف، مصدقتش نفسى يوم فرحنا، كنت عارف أنها هتبقى زعلانة ويمكن تهيني، بس مكنتش زعلان كفاية أنى هبقى جنبها، بس تصدقى ماكانتش زعلانة عاملتني حلو قوى وكأنى راجلها بجد، مصدقتش أنى لمستها ومقرفتش مني، حسيت اني لو قعدت عمري كله تحت رجلين ست نوال على جميلها ما أوفي، الحاجة الوحيدة اللي كانت بتدبحني لما يضربوها، الأول كانت بتبصلي برجا بصة بتدبحني وبعدين عرفت أن كل اللي في أيدي، أنى أطبطب عليها وأعيط عشانها، ورضيت هى بنصيبها وهى ما تعرف أن وجعها بيوجعني أكتر منها بس ما باليد حيلة، ولما حملت كنت هاتجنن، أنا هاخلف من الست سهير وأبقى أبو عيالها، لكن حتى الفرحة دى ماكانش ينفع تكمل؛ ضربوها وكانت هتسقط فيكي، زعلت قوي وكنت هاتجنن لو جري لها حاجة،بس لما قامت الحمد لله بالسلامة أتغيرت وبقيت عافية لدرجة كسفتنى من نفسى، الست وقفت للرجالة وأنا خايف، والغريب برضه أنها فضلت تعاملني على أنى راجلها وكبرت مني لما سي مختار وسي سامي اتريقوا عليا وقللوا من حالي، وكمان خليتني صاحب بيت وأرض متحكم بيهم وريس نفسي، بس ماكنتش مبسوط وبقيت مكسوف منها ومستكترها عليا أكتر، لحد ما ولدتك وقالت لي يا أبو بنتي، كنت هاتجنن هي لسه شايفني راجلها وينفع أبقى أبو عيالها، عشت معها أجمل سنين عمري تلاتاشر سنة في الجنة، كان نفسي أنام تحت رجليها تخطى عليا وما تلمس الأرض، حاولت أسعدها حتى لو أتاذيت، ماقدرتش أمنعها تدخل المدرسة وهى بتترجاني، ويوم مجية سي سامي يخطبك، كان يوم خروجي من الجنة، كانت أول مرة تقل مني وتجرحني بالكلام ومش ده اللي قهرني لكن بعدتني عنها، وهى عارفة أنها النفس اللي بتنفسه وبعيد عنها أموت، كنت بروح المضيفة وأول ما تنام باجى أنام تحت رجليها على الأرض، مع أنى كنت زعلان منها عشان مش راضية توطي للريح وتخلينا في جنتنا.
ـ حياة بصدمة: زعلان عشان مش راضية تتخلى عنى!
ـ فاروق بشرود: أمي قالتها زمان، الكل أبدى من واحد، أمي كانت ست عاقلة؛ حمت عيالها باللي عملته، وأنا كمان اللي عملته هو اللي خلاني أتجوزت سهير وعيشت في الجنة، ولو كانت سهير عاقلة زيها كان زمان بنتي مرات سي طاهر ابن سي سامي، وست في البيت اللي ياما خدمت فيه، وبعدين ده كان جواز على سنة الله ورسوله.
ـ حياة بصدمة: ولما ظلمتها ووافقت تتهمها بالزنا كان على سنة الله ورسوله برضه.
ـ فاروق بخنوع: أنا وأنت وهى كنا هنضيع، سي سامي كان عنده استعداد يموتنا كلنا، لو حس أنه خسر كل حاجة كان هيقتلنا، كان لازم حد يضحى و نعيش كلنا، كان ممكن تسيبك تتجوزي، لكن صممت أنك أبدى مننا احنا الاتنين، ودبحتني وهي محتمية بالباشمهندس وكأنها خلاص مبقتش شايفني راجل، وقالتها بلسانها بعد ما شوفتها بعنيها، قالت لي أن سقطت من عينيها ومش شايفني حتى، سابتني ومشيت معاه، ومن يومها وأنا ميت حي، كنت بتمنى أنها ترجع وتسامحني، بس أتجوزته بعد فترة، ودخلت الجامعة وبقيت محامية قد الدنيا، بقيت هانم وأنا فضلت خدام سي سامي، ومستني قدري أول ما يجوزك ماجد هيقفل البيت هنا تاني ويرجعني أخدمه هناك، هى شرطت عليه تفضلي هنا، وأول ما يجوزك ماجد هيرجع زى الأول وألعن، يعني ضحيت على الفاضي، لو عملت زى أمي، كان زمنها معنا [ببكاء] كل مرة كانت تحاول تقويني كنت باضعف أكتر وانا شايف نفسى أقل منها وهى الست واقفة وبتعافر وأنا الراجل واقف مطاطي بس مش بخاطري خوفى منهم أقوى مني، خوف اتربيت عليه وبقيت أحس معه بالأمان لأن طول ما أنا خايف مش هاغلط، وطول ما أنا باسمع كلامهم فأنا فى حماهم.
***********************
لم تستطع البقاء بالبلدة واستقلت القطار لتعود للقاهرة بنفس اليوم، كما وجدت نفسها دون إرادة تتصل بإحدى زميلاتها تسألها عن عنوان الدكتور أحمد مصطفى فهذه الصديقة من ضمن من زاره أثناء مرضه، وتجاهلت تلميحات صديقتها وفضولها لمعرفة هذا سبب هذا الطلب.
***********************
في منزل المهندس مصطفى
رن جرس الباب فذهب أحمد لفتحه، وقف مصدوما لا يصدق أن حياة تطرق باب بيته فظل صامتا لا يرد على تساؤلات سهير عن شخصية الطارق؛ لتأتى بنفسها لاستطلاع الامر، وقفت بجانبه هى الأخرى لا تصدق ما تراه ليقطع صمتهم صوت حياة المنتحب وهى تردد : أسفة، أسفة، أسفة.
ـ سهير وهى تجذبها لحضنها باكية : قلت لك الاعتذار الوحيد اللي عايزاه أنك تترمي في حضني.
تشبست كلا منهما بحضن الأخرى وكأنهما يعوضا سنين الفراق، ليقطع عليهم اللحظة صوت احمد المتأثر: طب ندخل جوه، ولا أنت لسه رافضة تزورينا.
***********************
بغرفة بمنزل المهندس مصطفى
وقفت تتطلع بدهشه لغرفه لطيفة مطلية باللون الزهري والأبيض وبها سريران وخزانة باللون الزهري ومكتبان والعديد من الألعاب، كانت غرفه مثالية لشقيقتان، انتباتها رعشة عندما فكرت في السبب الذي جعل والداتها تدخلها لتلك الغرفة وهى تخبرها بوجود مفاجأة، فقالت بتلعثم وقد وصلت ارتعاشها لصوتها : هو أنا عندي اخوات بنات.
ـ سهير ضاحكة: لا ما تخافيش لا بنات ولا صبيان دي أوضتك أنت ومنار.
ـ حياة بدهشه: أوضتى!
سهير بابتسامة: أنا أتجوزت مصطفى بعد ثلاث سنين من اليوم اللي سيبت فيه البلد وأول ما أتجوزنا عملنا حسابنا على اليوم اللي ترجعي لنا فيه، وكنت كل سنة في عيد ميلادك بجيب هدية، وهدايا أخر ثلاث سنين من ساعة سفر فاطمة عندي
ـ حياة بحيرة: أشمعنا من ساعة جواز ماما فاطمة!
ـ سهير بحب: كل هدايا فاطمة ليكي من يوم ما أنا أختفيت كانت مني، العروسة اللي بتتكلم و الفستان الروز والأزرق والمحمول، كلها كانت مني، لكن بعد ما فاطمة أتجوزت وسافرت، كنت بجيب الهدية وأحطها في أوضتك مستنيه اليوم اللي ترجعي فيه ليا، واتجهت للخزانة وأخرجت ثلاث لفافات صغيرة، أمسكى يا حياة دي هداياكي هي كلها دهب سلسلة وخاتم وانسيال لان مكنش ينفع أجيب حاجة غير كده وأنا مش عارفة أنت هترجعي ليا امتى.
حياة بصدمة: ممكن براحه عليا أنا طبعا عارفه أنى ظلمتك بس بصراحة اللي بيحصل كتير مش قادرة أستوعب حياتي كلها حتى ماما فاطمة كل حاجة مش زى مانا عيشتها، وبعدين أزاي أتجوزتي عمو مصطفى بعد ثلاث سنين، وكان الوضع ازاى قبل ما تتجوزوا!
ـ سهير بحب وهي تجلسها على طرف السرير وتجلس أمامها : أهدي بس وأنا هافهمك على كل حاجة، أنا بعد اللي حصل في اليوم ده، سامى صمم ان رجالته يفضلوا معانا لغاية ما نلم حاجتنا ونمشى وهددنى ان لو دخلت البلد تانى هيسمع تسجيل الخيانه للبلد كله مش لكى لوحدك وبكده يفضحك ويذلك، استنينا لبليل وخارجنا زى الحرامية، مصطفى أتصل بأخوه سامح واحنا فى الطريق وحكى له الموضوع بالتفصيل، وطلب منه يوفر لي مكان أقعد فيه تبع الجمعيه بتاعتهم، ولما وصلنا لاقينا سامح منتظرنا ومجهز كل حاجة ووصى عليا مشرفين دار ضيافه للمطلقات، وسابوني أنام وقالوا انهم الاتنين هيجولي بكره، وتانى يوم قابلتهم فى كافيتريا الدار وجايبين ظرف فيه فلوس وبيقولوا لي أن كل شهر هيجينى ظرف زى ده، طبعا ضحكت واتفاجأوا لما قلت لهم أني معايا فوق النص مليون جنيه
ـ حياة بدهشة: نص مليون جنيه.
ـ سهير ضاحكة: امال أنت كنتي فاكرة اني هاهرب بك ونتشرد سوا، فاروق رغم عيوبه كان مجتهد وامين جدا، وكان بيعتبر نفسه مجرد أجير بلقمته وبيديني كل مليم بتجيبه الأرض، ده غير أن إيمان الله يرحمها صممت أني انضم لمشروعها للمرأة المنتجة وكنت بربي طيور وأرانب في جنينة البيت والجمعية بتسوق المنتجات، والنص مليون دول تحويش التلاتاشر سنة اللي عيشتهم بعيد عن نهب سامي ومن حتة أرض واحدة ما تساوى ربع حقي عنده.
ـ حياة بفضول: وبعدين.
ـ سهير بابتسامة: قلت لهم انى مش محتاجة مساعدة مادية بس محتاجة يساعدوني في أن أشتري شقة ولازم تكون قريبة من شقة الباشمهندس مصطفى لأني لسه مصرة أهتم بأحمد ومنار ولاد إيمان، وكمان يساعدونى الاقى شغل يضمن لى دخل ثابت، وأهم حاجة انى أنتسب لكلية الحقوق.
ـ حياة بدهشة: وساعدوكى فى ده كله.
ـ سهير ضاحكة: صحيح أصلك لسه ما قابلتيش عمك سامح أخو مصطفى، ده دماغه فظيعة، وعنده حل لكل حاجة وحلول غير تقليدية كمان.
ـ حياة بفضول: ليه هو حلها لك أزاي.
ـ سهير بحماسة: طلع أساسا مصطفى مش عنده شقة بالقاهرة هو بيشتغل بالصحرا بالسويس لانه مهندس بترول وطلع امبارح بات عند سامح وهو نفسه بيدور على شقة، لأنه لما اتجوز ايمان خيرها تعيش فين لانه مش هيجى غير اسبوع فى الشهر وهى اختارت الأرياف لأنهم محتاجين العمل التطوعى أكتر، وأقترح سامح أننا نشترى عمارة سوا، وناخد شقتين قصاد بعض ونأجر الباقي ونصيبي من الأيجار هيبقى دخل ثابت بالنسبة لي، وفعلا أشترينا العمارة دى، وقدملي في الجامعة،وكمان جابلي شغل في الجمعية الحقوقية اللي متطوع فيها، وقدرت أوفق بين رعاية أحمد ومنار والدراسة والشغل، وقبل ما اتخرج بسنه مصطفى اتنقل الإدارة في القاهرة وبقى ما ينفعش أتابع الولاد في وجوده، وبعد فترة حسينا أننا محتاجين بعض بس محدش فينا قدر يتكلم لكن سامح أدخل ولقيته في يوم جايبه الجمعية ونادني في المكتب وأول ما دخلت قام وقلنا، بقولكم أيه أنا اتصلت بصاحبي هيقابلنا عند المأذون بعد نص ساعة هاسيبكم مع بعض تتفقوا على التفاصيل وبلاش شغل أسدين قصر النيل ده، وأتجوزنا.
ـ حياة ضاحكة: يظهر أن عمو سامح ده مشكله فعلا.
ـ سهير بسعادة: أنت طبعا هتباتي في حضني النهارده وهو هيتغدى معانا وهتشوفيه
ـ حياة بأسف: لا أنا لازم أمشى حالا، أنا سافرت بلدنا الخميس ورجعت الجمعة الفجر وماجد بيجى الجمعة وأكيد هايحصل مشكلة ومش عارفة أقول رجعت ليه.
ـ سهير برجاء: طيب اتغدى معانا بس واكيد هنلاقى عنده حل أو فكرة تبرر رجوعك بدري.
كادت أن ترفض ولكن النظرات المتوسلة بعينى والدتها أجبرتها ان تومأ بالموافقة
***********************
فى منزل الباشمهندس مصطفى، على مائدة الغداء.
تعالت الضحكات على تعليقات سامح المرحة، وانتهوا من الغداء في جو عائلي
رائع، ثم انتقلوا لغرفة الجلوس لتبادل الاحاديث.
سهير برفض قاطع: شوف حل غير ده يا سامح
ـ حياة بهدوء: وليه لا يا ماما، ده حقك.
ـ سامح بهدوء: على فكرة انا لما بقول أنها تقدم ميعاد كتب الكتاب ده مش بس عشان العقد اللي وهبتي به ورثك يبقى باطل وترجعلك فلوسك، لا ده كمان الحل الوحيد اللي هيمنع تحكم سامي بحياتها، ويثبت حسن نية ماجد وحقيقة مشاعره.
ـ حياة بثقه: أنا مش محتاجة أتأكد من مشاعر ماجد بس أنا شايفة أن ده الحل الوحيد عشان حقها يرجع لها، وأساسا ما أخذ بسيف الحياء فهو باطل وأنا مش موافقة أنى أخد فلوس حرام.
سهير بحنان: أنت عبيطة فلوس أيه اللي حرام وأنا ليا مين غيرك اسيبله فلوسي، ده أنا عشانك ضحيت بسمعتي اللي أغلى من كنوز الدنيا.
ـ حياة بحب: وجه وقت أن حقك يرجع لك.
ـ سهير بتوتر: عشان خاطري انسوا الكلام ده، انتم مش فاهمين حاجة.
ـ حياة بحيرة: أيه اللي احنا مش فاهمينه!
ـ مصطفى بثقة: أقدر أقولكم أن سهير كده عارفة في حالة زى دي رد فعل سامى هيبقى ايه وده اللى موترها كده
نظرت له سهير بدهشة الهذه الدرجة اصبح يفهمها.
لتسألها حياةت: الكلام ده صح يا ماما، أيه اللي أنت متوقعه وموترك كده، أرجوك بلاش أسرار تانى، المرة دي بجد مش هسامحك، لأن دلوقتي كبيرة ومن حقي اعرف اللى بيدور حواليا.
ـ سهير بتردد: لو رحتى قلتى لماجد على عرفتيه وطلبتي منه تكتبوا الكتاب وترجعوا لي فلوسي وطلع مش قد ثقتك وقال لسامي، وأتاكدوا ان كل حاجة راحت من أيديهم سامي هيخليه يوافق ويكتب عليكي ويأما تموتي في حادثه قبل ما أبتدي أنا في إجراءات استرداد أملاكي أو هو يعمل فيكي اللي هددنى أنا به زمان بس المرة دي هيلعبها صح.
ـ حياة بحيرة : يعني أيه.
ـ سهير بتلعثم وهى تنظر للأرض لا تقوى على مواجهتها بما تتوقع: هيوضبلك قضية زنا صح مفيهاش غلطة مش مجرد تهديد، ويحبسك فعلا ويساومني على براءتك بالتنازل عن كل أملاكي.
ـ حياة باستنكار: لا طبعا حضرتك ما تعرفيش ماج، هو لا يمكن يعمل كده.
ـ احمد بحده : ليه بقى الولد سر أبيه، اللى خلى ابوه يعمل كده فأخته، أنت يادوب بنت عمته.
ـ حياة بانفعال: من فضلك يا دكتور أنت متعرفش ماجد عشان تتكلم عنه كده.
ـ مصطفى بحزم: أحمد، متزعليش يا حياة أحنا أسفين دي حياتك، بس بجد ده من خوفنا عليكي، أنا أنخدعت مرة وأتسببت فى أذية سهير وحرمانها منك، وعشان كده كلنا مصدقنا أنك رجعتي لها وخايفين من أى حاجة تفرقكم، لأن سهير تعبت أوى فى بعدك.
ـ حياة بضيق: خلاص يا عمى مفيش مشكلة، لكن محدش يتكلم على ماجد، مش معنى أن خالى ظالم يبقى ماجد زيه، طيب ماهى ماما أخته وعكسه تماما.
ـ أحمد باعتذار: أنا أسف يا حياة.
ـ سامح بجدية: طيب نرجع لموضوعنا، بالنسبة للاحتمالين أنا بستبعد موضوع القتل أولا لأنك أنت وأبوها هتورثوا معهم وهما عايزين كل حاجة وكمان لو سأل محامى هيقلوا أنك مش محتاجة أي إجراءات، لأن لما راجعتي معايا العقد في التليفون الصيغة اللى أنا ملتها لك كانت بتمكنك من إنهاء العقد بمجرد الإخلال بالشروط بدون الحاجة لرفع دعوى قضائية يعنى أول ما بنتك تمضى على قسيمة جوازها وهى أقل من 18 يبقى كده كل حاجة رجعت لك وتروحي القسم تطلبى الأستلام علطول.
ـ حياة بضيق: أنتوا بتتكلموا وكأنكم متأكدين أن ماجد مشترك مع خالي وكمان هيرفع قضية زنا.
ـ سامح بإيضاح: لا يا حياة أحنا طلبنا منك تخلى كتب كتابكم بدرى ولو رفض، يبقى في احتمال أنه عارف، وبرضو ممكن يرفض من غير ما يكون متوطئ يعنى ممكن باباه يرفض.
ـ سهير بحيرة: طيب واحنا هنفرق أزاي.
ـ حياة بتلقائية: خلاص نأجل الجواز، لغاية ما أكمل واحد وعشرين سنة وأبيع لك كل حاجة، وده هيبقى أكتر أثبات على نية ماجد.
ـ سهير بذعر: لا أوعى تتكلمي في تأجيل الجواز يوم واحد.
ـ حياة بنفاذ صبر: أيه هو اللي أنت متوقعاه يا ماما.
ـ سهير بتوتر: هيخلي أبوكي يبقى وكيلك ويغصبوكي ويزوروا وهما متأكدين أنك مش هتبلغي عن فاروق ويجوزك ماجد لو متفق معهم، و لو طلع جدع زى ما أنت بتقولي كتابك هيتكتب على أي حد من الغفر او رجالة سامي، وبرضه هيعمل فيكي اللي هو عايزه.
ـ حياة باندفاع: وهو بابا هيرضى يجوزني من غير موافقتي.
نظرت لها سهير نظرات ذات مغزى فشعرت بالم يعتصر قلبها وقد علمت أجابة سؤالها
ـ سامح بهدوء: طيب كده، في قدامنا حل واحد، يجمع ما بين الحلين، بس فكروا فيه كويس.
ـ حياة بفضول: أيه هو يا عمو.
ـ سامح بتردد: يتكتب كتابك دلوقتى فعلا على حد من طرفنا أحنا، بشكل صوري على الورق بس لغاية ما تكملي واحد وعشرين سنة، وده يلغى التنازل وكمان يحميكي من تحكمات سامي وأنه يجوزك حد من طرفه وبعد الواحد وعشرين لو كان ماجد مستنيكي وعند حسن ظنك تطلقي وتتجوزوا.
ـ سهير بفزع: أنت أتجننت يا سامح، عايز بنتى تتجوز حد من الشارع وتربط حياتها به ثلاث سنين وتطلق وتتحسب عليها جوازة.
ـ سامح صائحا: مين قال من الشارع، وبعدين مش أحسن ما تتجوز غفير سامي، اللى هيخلص منك القديم والجديد من بنتك حسب توقعاتك أنت.
ـ حياة بهدوء: أستني بس يا ماما ربط حياتي مش مشكلة أنا عن نفسي كنت عايزة أتجوز بعد التخرج ووافقت بس عشان خاطر ماجد،. لكن لو زى ما بتقولى هيجوزنى حد من طرفه غير ماجد، يبقى الأحسن يبقى من طرفنا، وطبعا مش هيبقى جواز، وأنا معنديش شك فأن ماجد هيستناني، بس هنجيبه منين الجوز الصوري ده.
سهير بانفعال: والمفروض أنك هتروحي تطلبي أيد العريس، ولا ندفع له المهر، ونضمن منين أنه محترم ويلتزم بالأتفاق، وما يعملش فينا اللى خايفين سامى يعمله.
ـ سامح بغموض: هو أنا بس اللى بأفهمها وهى طايرة، ولا أنتم محتاجين نظارات ومش شايفين اللي أنا شايفه.
ـ سهير بعصبية: وأيه بقى اللي أنت شايفه لوحدك يا عبقري.
لتفاجئها الأجابة بصوت أحمد: أن أنا معجب بحياة يا ماما، وأتمنى لو وافقت تبقى شريكة حياتي.