الجزء الخامس

6.9K 189 9
                                    

سقط من عينيها
الجزء الخامس

ـ سهير بفزع: أنت أتجننت يا سامح، عايز بنتى تتجوز حد من الشارع وتربط حياتها به ثلاث سنين وتطلق وتتحسب عليها جوازة.
ـ سامح صائحا: مين قال من الشارع، وبعدين مش أحسن ما تتجوز غفير سامي، اللى هيخلص منك القديم والجديد من بنتك حسب توقعاتك أنت.
ـ حياة بهدوء: أستني بس يا ماما ربط حياتي مش مشكلة أنا عن نفسي كنت عايزة أتجوز بعد التخرج ووافقت بس عشان خاطر ماجد،. لكن لو زى ما بتقولى هيجوزنى حد من طرفه غير ماجد، يبقى الأحسن يبقى من طرفنا، وطبعا مش هيبقى جواز، وأنا معنديش شك فأن ماجد هيستناني، بس هنجيبه منين الجوز الصوري ده.
سهير بانفعال: والمفروض أنك هتروحي تطلبي أيد العريس، ولا ندفع له المهر، ونضمن منين أنه محترم ويلتزم بالأتفاق، وما يعملش فينا اللى خايفين سامى يعمله.
ـ سامح بغموض: هو أنا بس اللى بأفهمها وهى طايرة، ولا أنتم محتاجين نظارات ومش شايفين اللي أنا شايفه.
ـ سهير بعصبية: وأيه بقى اللي أنت شايفه لوحدك يا عبقري.
لتفاجئها الأجابة بصوت أحمد: أن أنا معجب بحياة يا ماما، وأتمنى لو وافقت تبقى شريكة حياتي.
ليعم الصمت لفترة ليقطعه صوت سامح: طيب ممكن نسيبهم يتكلموا مع بعض شوية، ونشوف الأمور هترسى على أيه.
خرجوا جميعا وبقيت حياة صامتة تنظر للأرض، فقام أحمد ليجلس على المقعد المواجه لها وقطع الصمت قائلا
ـ أحمد بابتسامة: مفيش عندك رد على اللي قولته، ولا أعتبر السكوت علامة الرضا.
ـ حياة باندفاع: لا طبعا.
ـ أحمد برجاء: طيب ليه، إذا كان كده كده هتتجوزي حد غير ماجد، ليه ميكنش أنا، ولا أنت لسه بتكرهيني.
ـ حياة بخجل: احنا قلنا جواز صوري، وطبعا ده مش مناسب بالنسبة لك بعد ما قلت أنك معجب بيا.
ـ أحمد بهيام: بس على فكرة أنا كدبت، مردتش أحرجك قدامهم وأقول أنى بحبك [نظرت له بذهول فأكمل] مش من دلوقتي يا حياة أنت أتولدتي في وجودي وأنا عندي تسع سنين، وتربيتي قدام عيني مع أختي، أنا مش عارف حبيتك أمتى بالضبط لأننا مكناش بنفترق، بس عارف أمتى حسيت بحبك، في أول يوم عرفت أنى مش هاشوفك تاني، وأنت عندك تسع سنين أنا نزلت القاهرة أدخل الجامعة، في أول أجازة رجعت فيها، كنت مشتاق لك قوى بس كنت فاكر أنك وحشانى زى ماما ومنار، وبعد وفاة ماما وأنا في الاجازة وإصرار مامتك أننا نفضل معها ومنار تفضل معكم بعد سفري كنت مش عارف هاعمل أيه لو بابا رفض وعلاقتي بالبلد انقطعت، بس برضه مكنتش فاهم مشاعرى قوي، وأنا في سنة ثالثة جامعة أتفاجأت في أخر يوم امتحانات بابا كلمني وقالي استناه ومارجعش البلد، قلبي أنقبض، جه وجابنى هنا ولما شفت ماما سهير فرحت وافتكرت أنك معها، ولما أتحكى لي اللي حصل تعبت جامد وعرفت أني بحبك لما حسيت بالغيرة لما عرفت أنهم كانوا هيجوزوكي، وبقيت أقول لنفسى أنت أتجننت دي طفلة تلاتاشر سنة، بس لا أنت كنت أنضج من سنك بكتير، كرهت كل حاجة بعدتني عنك وخاصمت مامتك، وطبعا هما أفتكروا أن كل ده لأني صدقت أنهم على علاقة، بس بعد فترة ولما شوفت عذابها فى بعدك وفهمت أنها ضحيت عشانك مش بيكي، هديت بس جرح قلبي فى فراقك ما هديش، ولما أتقابلنا فى الكلية فرحت وأفتكرتك فاكرة أتفاقنا أنك تدخلي زى كلية الطب وعرفتك بنفسي وأتصدمت من كرهك لي وأفكارك عن بابا ومامتك، ومن صدمتي تعبت تاني وكلهم زاروني إلا أنت، و تقريبا كنت بموت فى كل مرة أشوف الكره في عنيكي وأنا اللى عايش على حبك من سنين، ولما عرفت من زمايلك أنك أتخطبتي كنت  عامل زي المجنون، ودلوقتي هتسبيه وترتطبتي بأي حد، وبتقولي انا لا عشان معجب، لا يا حياة أنا عاشق مش معجب.
ـ حياة بخجل: دكتور أحمد، يمكن لو فضلنا جيران ومحصلش اللى حصل كان نظرتي لك اختلفت، أنا جاه علي وقت كرهت أمي نفسها، تخيل مشاعري ناحية عيلتك اللي دمرت حياتي زى ما كنت فاكرة وقتها هتكون أزاي، طبعا أنا مش بكرهك دلوقتي، بس بقى مينفعش أحبك لأني بحب فعلا، ماجد هو حب عمري، وأنا مش شايفة حد غيره.
ـ أحمد بحزن: طيب ولو طلع متفق مع باباه أو حتى محترم بس باباه أمره يسيبك بعد ما الفلوس رجعت لمامتك وهو سمع كلامه.
ـ حياة بحزم: حتى لو اللي بتقوله حصل هسيب ماجد اه بس مش هرتبط بغيره؛ غير لو حبه انتهى تماما من قلبي؛ أنا عشت عمرى كله أكره الخيانة، عشان كده مش هاقدر أتجوز واحد وأنا بحب غيره.
ـ أحمد بألم: حتى لو كده يا حياة مش هاقدر أتخلى عنك وأسيبك يتكتب كتابك على واحد معرفش هيعاملك أزاي، أنا قابل يربطنى بك أى شئ حتى لو مجرد ورقة، لكن ما قادرش أتخلى عنك وأنت محتاجنى.
ـ حياة بتوتر: طيب عشان نبقى واضحين، أنا حتى مش معترفة بالورقة اللي هتربطنا دي.
ـ أحمد بحيرة: يعنى أيه!
ـ حياة ة بحرج: أصل في روايات كتير كده الأتنين يتجوزوا غصب عنهم ويتفقوا على جواز صوري، وبعدين يتجوزوا وتنام على السرير وهو على الكنبة وبعدين يتعودوا على بعض وجوازهم يقلب جد ويعيشوا في تبات ونبات ويخلفوا صبيان وبنات ، بس طبعا كلام روايات، مجرد أنى أوافق أن تحصل بنا خلوة يبقى لجواز لحرام، وأنا مش موافقة أتجوزك وطبعا القبول شرط الجواز، يعنى الورقة اللي هنكتبها وظيفتها الوحيدة أنها توقف خالي عند حده، لكن بالنسبة لى أنا هي مش موجودة، وملهاش أي معنى، يعني محدش يعرف بالموضوع ولا علاقتنا هتزيد عن اللى بينا دلوقتي بأي شكل وهتفضل أجنبي بالنسبة لي، وبمجرد ما ظروف ماجد توضح ننهى الورقة ومش هاقول تطلقني لأننا متجوزناش من أصله، أسفة لو كلامي ضايقك، بس أحسن من البداية كل حاجة تبقى واضحة.
ـ أحمد بحزن: طبعا أنا كنت أتمنى نمشى على كلام الروايات، بس مفيش مشكلة وأي حاجة تريحك أنا هاعملها، بس عايزة أقولك حاجة حتى لو كلامي يضايقك بس عشان كل حاجة تبقى واضحة، لو فى أى وقت لاقيتي نفسك ممكن تقبليني كزوج، أديني أي أشارة، وأنا عرض جوازي لك قائم لأخر لحظة في عمري.
ـ حياة باعتذار: معتقدش أن ده ممكن يحصل.
ـ أحمد بعتاب: وأنا بتمنى، عايزة تحرمينى حتى من التمنى
ـ حياة بارتباك:أنت حر، أنا بتكلم عشانك.
ـ أحمد باقتضاب: شكرا.
***********************
ـ سهير بقلق: حياة، فكرى تاني يا حبيبتي، الجواز والطلاق مش لعبة، وأنت يا سامح شغل دماغك شوية وشوف حل تاني.
سامح بغيظ: والله أنت جننتيني، أنت اللي بتأكدي أن سامي يأما هيجوزها ماجد أو واحد من رجالته أول ما تكمل تمنتاشر، ويدمر حياتها، ولما أقول لك جواز بجواز يبقى واحد نطمن له، خايفة ورافضة. 
ـ سهير بقلق: وده برضه مش حل فاكرين سامي هيسبها ده ممكن يقتلها عشان يحرق قلبى عليها، زى ما حرقت قلبه على الفلوس.
ـ أحمد بانفعال: ليه كده يا ماما ده رأيك في، ولا أنت معترضة لأنك مش شايفاني الراجل اللي ممكن يحميها، حتى لو بجواز صوري أو من غير جواز خالص.
ـ سهير بعتاب: كده برضه يا أحمد، ده أنا اللي مسكتني وأنا سامعه الهبل ده أنك أنت العريس، والله لو أي حد غيرك ما كنت هاتناقش ولا هسأل أصلا، ويمكن كان زماني عند سامي متنازلة عن كل حاجة، والمشكلة بس أنى عارفة أن الفلوس مش كفاية هو عايز يذلني ببنتي ويكسر قلبي عليها، عشان أتجرأت وأتحديته.
ـ سامح مستنكرا:طيب بدل أنت عارفة أنه مش هيكتفي بالفلوس بتعارضي في أيه.
ـ سهير بحزن: خايفة عليها، ويمكن يكون دلوقتى عرف أنها عرفت،هو حط جواسيسه فى الأرض من يوم ما انا مشيت وأكيد هيستغربوا سفرها ورجوعها بسرعة، ولو سأل فاروق من الخوف ممكن يقولهم أنها قابلتني، وساعتها يا عالم سامي ممكن يعمل أيه.
ـ سامح بحزم: يا ستي أهدي وأرسى على بر، ممكن تسيبيني أتصرف، مبدأيا احنا لازم نتحرك حالا مش بس عشان فاروق ما يتكلمش، لا عشان أحنا محتاجين نجيب فاروق هنا لأنه لازم يبقى وكيلها، وإلا سامي ممكن يطعن ببطلان الجواز.
ـ سهير بذعر: انت أتجننت أنت متخيل أن فاروق ممكن يجوزها لحد من غير أوامر سامي، وكمان لو فكر يخرج من البلد سامي هيعرف بقولك عنده جواسيس.
سامح بغموض: سيبي لي الموضوع ده أنا هاجيبهم كلهم هنا، حتى سامي نفسه وهاعرض فاروق لضغط مش هيقدر يقولي لا.
ـ حياة باعتراض: ضغط أيه اللى هتحط بابا تحته، هو أساسا نفسيته مدمرة.
ـ سامح مطمئنا: متقلقيش يا حياة، بس أنا فعلا لازم أجيبه مش بس علشان يبقى وكيلك، لا بعد الجواز احنا لازم نحميه فاروق هيبقى زى المجنون ومش هيلاقي حد قدامه غيره.
ـ حياة بحيرة: يعنى حضرتك ناوى على أيه.
ـ سامح بابتسامة: أول خطوة بتعتمد على الدكتور.
ـ أحمد بدهشة: أنا!
ـ سامح بدهاء: أيوه عايزين أوضة في المستشفى اللي بتشتغل فيها، وحد يربط لحياة أيد ورجل وشوية حركات وكأنها عاملة حادثة.
ـ سهير بلهفة: بعد الشر عنها.
ـ سامح بنفاذ صبر: يا ستي ألف بعد الشر، بس لما أتصل من تليفون حياة وأقول أنها عاملة حادثة، الحركة دي هتخض الكل ومحدش هيسأل فاروق عن حاجة وشكله الخايف هيبقى طبيعي جدا، وكمان كلهم هيجوا هنا في ملعبنا بعيد عن مملكة سامي ونلعبوا على أرضنا وفى وسط جماهيرنا.
***********************
فى المستشفى
يكاد أحمد أن يموت من الغيرة وهو يرى ماجد القريب من الفراش الذي ترقد عليه حياة وطريقته الناعمة في حديثه معها
ـ ماجد بحنان: سلامتك يا يويو، أنا كنت هاتجنن لما جاتني مكالمة من تليفونك تقولي على الحادثة،. بس تصدقي أنا قلبي كان حاسس بك ومن الصبح وأنا قلقان.
ـ سامي بهدوء: سلامتك يا بنتي، أنت بس أيه اللي رجعك تاني أنت مش كنت وصلتي بيتكم امبارح الخميس والمفروض تسافري الحد الصبح، أيه بس اللي سفرك الجمعة الفجر.
ـ حياة بألم مصطنع: زميلتي في بيت الطلبة اتصلت تقولي أنى قفلت الدولاب على حاجتها وأخدت المفتاح وسافرت، وهى لازم تسافر وعايزني أجيب لها المفتاح.
ـ سامي بحده : ما كانت كسرته، ولا عنها ما سافرت، يعنى هى هتنفعك دلوقتي.
ـ حياة بآسى مصطنع: الحمد لله يا خالي نصيبي كده، وباهتمام، وأنت يا بابا من فضلك أهدى وبطل عياط.
ـ ماجد باندفاع: أهو قرفنا كده من أول الطريق ولولا أن الممرضة اللي اتصلت قالت أنك قبل البنج أكدتي عليها أنها تكلمني وأنى لازم أجيبه معايا كنت نزلته في الطريق.
ـ حياة بصدمة: قرفك!
ـ ماجد بارتباك:قصدي تاعب نفسه يعني وكده وحش عشانه، معلش يا قلبى من قلقي عليكي مش مركز في الكلام.
ـ أحمد بحده : من فضلكم يا جماعة، ياريت كلكم بره، عايز أتابع الحالة، وبعدين مواعيد الزيارة انتهت والآنسة لسه خارجة من العمليات ولازم ترتاح، تعالوا بكره الصبح أن شاء الله.
ـ حياة بضعف: من فضلك يا دكتور ممكن بابا يبقى المرافق بتاعي، يمكن أحتاج حاجة.
ـ ماجد باستنكار: وهو هيقدر يساعدك بحالته دي، خليه يروح مع خالك وأنا هبقى المرافق.
ـ أحمد بحده : حضرتك جوزها.
ـ ماجد ببرود: خطيبها.
ـ أحمد بعصبية: يبقى طبعا ماينفعش، احنا في مستشفى محترمة، المرافق يا والدها يا خالها، وشوفوا بقى مين اللي هيقعد عشان نخلص.
ـ سامي بلامبالاة: خلاص خليك معها يا فاروق وهنيجي لك الصبح.
بعد خروجهم بلحظات فتح الباب ليفاجأ فاروق بدخول عدة أشخاص ليتوقف عالمه عند وجهها
ـ فاروق باشتياق : ست سهير، ازيك يا ست الناس، أمانتك كانت هتروح مني، الحاجة الوحيدة اللي كانت مخلياني عايش وأنا حاسس أن بينا رباط كانت هتروح منى.
ـ مصطفى بحده : ازيك يا فاروق.
ـ فاروق بتلعثم : أزيك يا بشمهندس.
ـ سهير بهدوء: فاروق أنا كنت عايز أتكلم معاك.
ـ فاروق بسعادة: هو أنا أطول، أنا تحت أمرك يا ست سهير، قصدي يا سهير هانم، لايق عليكي قوي شكل الهوانم، يا ست الهوانم.
ـ مصطفى وهو يحرك وجه فاروق إليه بيده :  لا خليك معايا أنا، بص يا فاروق بنتك كانت هتروح منك في الحادثة دي، لكن ربنا ستر، وده طبعا من قهرتها بعد ما عرفت اللي عملته زمان في أمها، وحقها عليك تعوضها.
ـ فاروق وهو ينظر لسهير: والله ندمت عمري كله، وأتقهرت على النعمة اللى ضيعتها.
ـ مصطفى وهو يحرك وجه فاروق إليه بيده: ما قلت لك خليك معايا أنا، وسيبك من اللي ضيعته وخليك في اللي هيضيع منك، ثم وهو يحاول أن يهدئ، طبعا بنتك مش هتقدر تعيش مع ابن اللي بهدل أمها وظلمها، وأكيد سامي لو عرف أنها رافضة أبنه هيهد الدنيا، واحنا خايفين عليك؛ أنت مش قده، فالبنت هتتجوز اللى يقدر يقف قدامه، أبدأ فى الإجراءات يا مولانا.
لينتبه فاروق بفزع لذلك الذي أخرج أوراقه وبدأ بتسجيل البيانات: تتجوز حد غير سي ماجد، ده سي سامي كان ولع فينا كلنا.
ليسحره صوت سهير الهادئ وهى تقول: فاروق بنتك بتحبك وبتحترمك، أوعى تتخلى عنها وتسيبهم يكسروها هتسقط من عينيها، مش هتقدر تحط عينك في عينها تاني، وتخسرها للابد.
ـ فاروق بصوت مرتجف: ده جبار وظالم، يا ست الناس.
ـ سهير بحنان: متخافش يا فاروق أحنا مش هنسيبك، أنا محضرة كل حاجة، بس تعالى أقعد [أجلسته بجوار المأذون مواجها لأحمد] أول ما الإجراءات تخلص هاخدك على بيت حلو أوى في وسط قيراط أرض، في بلد بعيد قوى عن بلدنا هتنبسط قوى هناك، ده أنا منقية البيت زى بيتنا بالضبط وجهزته على ذوقي، كمل بس مع الشيخ وهاقول لك على اللي عاملته لك هناك.
ردد وراء الشيخ وهو شبه مغيب، لتتم الإجراءات وهو مسلط نظره عليها، بينما مصطفى يكاد ينفجر وهو ينظراليهم.
ـ مصطفى بنفاذ صبر: مبروك يا فاروق.
ـ فاروق بقلق: الله يبارك فيك يا باشمهندس، ربنا يستر.
ـ سهير بهدوء: هيستر يافاروق، أصلا دايما ربك مع الحق وبينصر المظلوم، أخرجت بعض الأوراق من حقيبتها، ده ورق الأرض اللى قلت لك عليها وهو بأسم حياة يعنى هتعيش فى ملكك، ما أنت وبنتك واحد.
ـ مصطفى بصرامة : استنينى فى مكتب أحمد يا سهير وأنا هاقوله على التفاصيل [بغضب وهو يرى عينيى فاروق تتبعها] بصلى يا فاروق، البيت والأرض بتوعك واحد من مكتب سامح أخويا هيوصلك  هناك دلوقتى ومش هيسيبك الا لما تطمن خالص، ويزبط لك كل حاجة، والظرف ده مبلغ لحد ما تظبط حياتك، وده كمان تليفون جديد بخط جديد، متسجل عليه نمرتي أنا وسامح وبنتك وجوزها  لو عوزت أي حاجة كلمنا، وكمان فى ناس فى البلد يعرفوا سامح أخويا وهيساعدوك فى أى حاجة تعوزها، يالا أتكل على الله عشان تلحق توصل قبل الصبح ورجوع سامى، هسيبك دلوقتى تسلم على بنتك.
***********************
فى مكتب أحمد
ـ مصطفى ثائرا: بتضحكوا على أيه أنت وهو، ماشي يا سامح.
ـ سامح ضاحكا: وهو أيه اللى حصل، أنت اللى غيران.
ـ مصطفى بعصبية: ومغيرش أزاي وهو متنح للهانم بالشكل ده، ده نسى رعبه وبنته والدنيا وهو باصص لك يا هانم، ده جوز بنته من غير ما يحس [وهو يقلد صوت سهير] أخترت لك بيت زى بيتنا وعاملته على ذوقي] بيت لاقيناه بالتليفون ورجاله الجمعية بتاع سامح أشتروه يبقى ذوقك جه منين، ما تنطقى أنت عمرك فى حياتك ما كذبتي، بتكذبي عشانه ليه؟
ـ سهير بتوتر: كنت بأطمنه، صعب علي رعبه وحاولت أتوهه.
ـ مصططفى بعصبية: ويصعب عليكي ليه، وتطمنيه ليه، أنت مالك وماله.
ـ سهير بعتاب: من فضلك أهدي، أنا مش ناقصة رعب، أنت طول عمرك بتراعي مشاعرى مالك النهارده.
ـ مصطفى بانفعال: دلوقتي، بقيت مش براعى مشاعرك عشان شفتيه مرة واحدة.
ـ سامح بحده: مصطفى.
ـ سهير بحزن: سيبه يا سامح، لو سمحت سيبنى معه [بألم بعد خروج سامح] مشاعرى اللى بتكلم عليها، قهرتى على بنتى؛ المأذون ده جوز بنتى جواز صوري هتطلق منه بعد ما يضيع من عمرها ثلاث سنين متجوزة أنسان وبتحب أنسان تاني، بعدت عن أبوها ومش ينفع تروحله عشان سامي ميعرفش مكانه، وأنت كل اللى بتفكر فيه رجل مابقتش شيفاه حتى، قلت لك قبل كده أنه سقط من نظرى، يعنى لو أخر رجل فى الدنيا ميلزمنيش، أنا كنت بكلمه وأنا شايفة بنتى والراحة فى عينيها وهى شايفه هادي، مكنتش شايفاه من أساسه، ممكن أروح لبنتى؛ أظن فاروق مشي.
ـ مصطفى بندم: أنا أسف يا سهير، محستش بنفسي، كنت هتجنن وهوبيبص لك بحب كده.
ـ سهير بحنان: فاروق مابيحبش حد ولا حتى نفسه، فاروق مريض،.أتظلم كتير وكلهم كانوا بيهنوه، هو حب معاملتي ليه كبني آدم، ده مسكين.
ـ مصطفى بضيق: ممكن متتكلميش عنه تاني خصوصا بالرقة والحنان ده.
ـ سهير متفهمة: حاضر يا مصطفى، بس أرجوك بلاش تتصرف كده قدام حياة.
ـ مصطفى: حاضر يا سهير، بس أنت كمان راعى انى بحبك وبغير.
ـ سهير بابتسامه: وانا كمان بحبك والله، وكمان حتى لو مش بحبك مضطرة أجاملك ما أنت بقيت حماه بنتي.
   ***********************

سقط من عينيها - بقلم منى الفولي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن