بِوَرمٍ حزين|٢

4.8K 414 184
                                    







لازلتُ لا أصدقُ أنني خرجتُ حقًا ، وهذه الأسوارُ التي كانت تحبِسُني بقيدٍ لا أعلمُ مدته

خرجتُ منها وها هيّ تُغادرُ عينيّ كُلما ابتعدنا

عينيّ أبت ترك الأفقِ البعيدةِ مُذ أن ركبتُ معه بالسيارة الخاصةِ به ، كان كُل شيءٍ مثاليًا جدًا

ودفنتُ دهشتي بصدري مُحدقًا بتسارعِ الحياةِ من خلف الزُجاج ، غارقًا بما ستخفيه لي الحياةُ غدًا ، ولم استطع منع الخوف الذي يخدشُ جدران قلبي ببطء ، مواكبًا صوت تكاتِ الساعةِ التي بمقدمةِ السيارة بجانِبِ السائق

وأحسستُ بتنفسي يضيقُ توترًا ، وأخذتُ اضغطُ على يديّ التي تستريحُ بحجري دون الإلتفات لمن يجلسُ بجانبي

" إليوت؟ "

وأخرجتُ نفسًا وتسائلتُ لـ هذا النداء ، فقد أيقظني هذا السيدُ من غرقي

إلتفتُ إليهِ وكان محياهُ الهادئُ يُرسلُ ابتسامةً خُيِّل لي بأنها لا تموت ، فأردف مزيلًا الصمت بيننا

" حدثني عن مفضلاتك ، عن نفسك مثلًا ؟ "

حدقتُ فيهِ بضياعٍ لمقصده ، كيف أُبادلُ أحدهم الحديث؟

أنا صدقًا لا أعلم ، لم أُحادث أحدًا عن مُفضلاتي البتة

ماهي مُفضلاتي أصلًا ، ربما القراءة؟

فيِريِسياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن