لازلتُ لا أصدقُ أنني خرجتُ حقًا ، وهذه الأسوارُ التي كانت تحبِسُني بقيدٍ لا أعلمُ مدتهخرجتُ منها وها هيّ تُغادرُ عينيّ كُلما ابتعدنا
عينيّ أبت ترك الأفقِ البعيدةِ مُذ أن ركبتُ معه بالسيارة الخاصةِ به ، كان كُل شيءٍ مثاليًا جدًا
ودفنتُ دهشتي بصدري مُحدقًا بتسارعِ الحياةِ من خلف الزُجاج ، غارقًا بما ستخفيه لي الحياةُ غدًا ، ولم استطع منع الخوف الذي يخدشُ جدران قلبي ببطء ، مواكبًا صوت تكاتِ الساعةِ التي بمقدمةِ السيارة بجانِبِ السائق
وأحسستُ بتنفسي يضيقُ توترًا ، وأخذتُ اضغطُ على يديّ التي تستريحُ بحجري دون الإلتفات لمن يجلسُ بجانبي
" إليوت؟ "
وأخرجتُ نفسًا وتسائلتُ لـ هذا النداء ، فقد أيقظني هذا السيدُ من غرقي
إلتفتُ إليهِ وكان محياهُ الهادئُ يُرسلُ ابتسامةً خُيِّل لي بأنها لا تموت ، فأردف مزيلًا الصمت بيننا
" حدثني عن مفضلاتك ، عن نفسك مثلًا ؟ "
حدقتُ فيهِ بضياعٍ لمقصده ، كيف أُبادلُ أحدهم الحديث؟
أنا صدقًا لا أعلم ، لم أُحادث أحدًا عن مُفضلاتي البتة
ماهي مُفضلاتي أصلًا ، ربما القراءة؟
أنت تقرأ
فيِريِسيا
Mystery / Thriller" فتى الزهرة " جُرحٌ نامَ في قلبِ الفيريسيا ، وظلّ صاحبهُ عالقًا طوالَ إدراكهِ ، لكنّ الريحَ فجأةً حرّكت بتلاتهِ في خُضمِ غفلةِ الخوفِ في صدرهِ الحزين...