فيِريِسيا

كيانٌ مِن زُجاج|١

                                                              

عِشتُ في هذا المكان منذ مدةٍ طويلة ، أيّ وقتَ إدراكي لحواسي ..

لم أكوِّن صداقاتٍ مع أحدٍ من الأطفال الَّذِينَ مَلَئوا المكان ، إنطويتُ على نَفسي ولم أتقبلهم ...وكذلك العكس

أغرقتُ نفسي بالكُتب ، كنتُ أهربُ لـ أقرأ... أحزنُ فـ أقرأ ، وأرتاحُ حالما أقرأ

ولم يكن بالأمرِ السهل بتاتًا أن أمارس نجاتي بهذا المكانِ المسموم ، فكنتُ أختبئ حالما أفعلُها

ولا أستطيعُ تخطيّ تلك المراتِ التي أُوبّخُ فيها بقسوة ، أمام الأطفالِ من حولي لأكون عبرةً لكل فردٍ سيفكرُ بفعل الخطأ

ولأنني الوحيدُ الذي يُوبّخ ، كنتُ عرضةً للنفور من قِبَلِ الجميع

خشيتُ كُلَ ذلك الكُره المقذوفِ عليّ والذي يُغرقني دائمًا ، لكنني رضيتُ به

فلن أجبرَ أحدهم على تقبُلي ، لذلك تركتُ هذه الفكرةَ وحيدةً خلفي ... مع ظلِ أمي الذي تركني وحيدًا في خُضمِ عمرٍ صغيرٍ ... بوقتِ لوعةٍ شديدةٍ

ولا زلتُ لا أعلمُ سبب تركها لي ...

كبِرتُ بخوفٍ في هذا المكان ، خوفٌ شديدٌ كان يتفاقَمُ في نفسي كُل يوم ، ولم أجد مكانًا ألقيهِ فيه