لايَقي بردًا|٦

2.6K 286 113
                                    





حلّ هذا النهارُ رقيقًا جدًا كحُضن إيدين بالأمس ، ولأكون صادقًا ... هو يشبهُ السماء ، بإستطاعته إبهاري ، ومنح الحُب لجميع من ينظُر له ، حتى أن بإمكانهِ إحتضانُ نجمةٍ مُنطفئةٍ مثلي

لهذا يبدو كالسماءِ الحنونة ، وليست أكثرَ حنانًا منه..

وصدقًا... لم أستطع النوم ليلةَ البارحةِ من كثرةِ التفكير ...

أصبحتُ آمنًا قليلًا من ناحيةِ مدى قبولي هنا ، لكن ما أشغل بالي كان هذا الحُزن الذي ينسكبُ من إيدين ، عينيه وتعابيرهُ وحتى صوته ، كلاهما يقطُران من الحزن ومبتليّن به

أعرفُ ذلك ، لأن الغارق بالحزنِ يعرفُ أقرانه ، ربما الحزنُ يرانا كأسماكٍ فيه ، يلتهمنا قبل أن نلتهمه كما قرأتُ بكتابِ القبطان لُوس

الحُزن مالح ، لذلك لستُ سمكةً تستسيغُ هذا البحر ، كيف ننجو منه إذًا؟

كيف نخبرُ الحُزن أننا لا نريده ؟

تنهدتُ ولازالت أفكارٌ كُثرَ تغزوا عقلي وتلتهمهُ قطعةً قِطعة

لطالما نبهتني أمي من الشرودِ كثيرًا ولطالما أخبرني أبي أن أحذر من شراهةِ التفكير ، كنتُ قبلًا أخافُ التفكيرَ ظنًا مني بأنهُ سيلتهمُ دماغي حقيقةً ، وليتهُ يأكلهُ ولا ينهشهُ كما يفعلُ الآن

فيِريِسياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن