حلّ هذا النهارُ رقيقًا جدًا كحُضن إيدين بالأمس ، ولأكون صادقًا ... هو يشبهُ السماء ، بإستطاعته إبهاري ، ومنح الحُب لجميع من ينظُر له ، حتى أن بإمكانهِ إحتضانُ نجمةٍ مُنطفئةٍ مثليلهذا يبدو كالسماءِ الحنونة ، وليست أكثرَ حنانًا منه..
وصدقًا... لم أستطع النوم ليلةَ البارحةِ من كثرةِ التفكير ...
أصبحتُ آمنًا قليلًا من ناحيةِ مدى قبولي هنا ، لكن ما أشغل بالي كان هذا الحُزن الذي ينسكبُ من إيدين ، عينيه وتعابيرهُ وحتى صوته ، كلاهما يقطُران من الحزن ومبتليّن به
أعرفُ ذلك ، لأن الغارق بالحزنِ يعرفُ أقرانه ، ربما الحزنُ يرانا كأسماكٍ فيه ، يلتهمنا قبل أن نلتهمه كما قرأتُ بكتابِ القبطان لُوس
الحُزن مالح ، لذلك لستُ سمكةً تستسيغُ هذا البحر ، كيف ننجو منه إذًا؟
كيف نخبرُ الحُزن أننا لا نريده ؟
تنهدتُ ولازالت أفكارٌ كُثرَ تغزوا عقلي وتلتهمهُ قطعةً قِطعة
لطالما نبهتني أمي من الشرودِ كثيرًا ولطالما أخبرني أبي أن أحذر من شراهةِ التفكير ، كنتُ قبلًا أخافُ التفكيرَ ظنًا مني بأنهُ سيلتهمُ دماغي حقيقةً ، وليتهُ يأكلهُ ولا ينهشهُ كما يفعلُ الآن
أنت تقرأ
فيِريِسيا
Misterio / Suspenso" فتى الزهرة " جُرحٌ نامَ في قلبِ الفيريسيا ، وظلّ صاحبهُ عالقًا طوالَ إدراكهِ ، لكنّ الريحَ فجأةً حرّكت بتلاتهِ في خُضمِ غفلةِ الخوفِ في صدرهِ الحزين...