غُربة ، لازال هذا الشعورُ الثقيلُ يترددُ في صدري ، كنتُ أعيشهُ وأُحسُ بهِ طوالَ عيشيّ بالميتمِ ، حينها لم أكن مدركًا لهذا الشيء ، البتةحتى قرأتُ هذهِ الكلمةِ في أحد كُتبِ قصصِ الجنودِ القُدامى ، والذي تحدث أحدهم عن كونهِ لا يملكُ وطنًا وقد أصبح مُغتربًا
وبعدها عرفتُ ما كان ينمو في صدري حينها ، الغُربةُ التي تحملُ اللونَ الأخضرَ المُميت ، كنُتُ أشعرُ بهِ ينسكبُ الآن من يدي ، ويتلوّنُ بظليّ ، أزفُرُ فيخرجُ هوائيّ أسودًا ، وأظنني بدأتُ بالتلوُّنِ بهذا اللونِ القبيح
ماذا أفعل ، كيف أعتادُ على هذا الشعور؟
عايشتهُ قبلًا فنسيتُه ، لكنهُ عادَ الآن بقوة ، بقوةٍ تفوقُ تماسُكي وإعتيادي على الصبر ، لأنني ذِقتُ في هذا المنزلِ الكبيرِ والدافئ عليّ ، على مكاني ، على دوري بهِ وإن اِنعدَم ، لكنني منذُ الأمسَ وأنا أُصارعُ فكرةَ أنني لستُ فردًا سيندمجُ هنا ، وهذا أحزنني ، بل شعرتُ بالخذلانِ رُغم أن كُل ذلك من نسجِ أفكاري
لكنني أعلمُ شديدَ المعرفةِ أن هذا الحدسَ اليَقِظ فيني لا يكذب ، لم يكذب عليّ يومًا ...
هنا ، الكُل يبتسمُ لي ، يُحييني ، ويُعاملني كإنسان ، كفردٍ من هذه العائلة ، لكن لا زال شعورُ أنني لستُ منهم قائمًا ، لأنني اليوم بعد أن تناولتُ طعام الغداء مع إيدين والذي لم يُقصر بأن يجعل المكان مُبهجًا بحضورهِ وأحاديثه ، حتى حطم سماعي لحديث بعض الخادِماتِ هنا نظرتي السعيدة
أنت تقرأ
فيِريِسيا
Mystery / Thriller" فتى الزهرة " جُرحٌ نامَ في قلبِ الفيريسيا ، وظلّ صاحبهُ عالقًا طوالَ إدراكهِ ، لكنّ الريحَ فجأةً حرّكت بتلاتهِ في خُضمِ غفلةِ الخوفِ في صدرهِ الحزين...