لِـص

190 14 2
                                    

ما الذي جئت تفعله في هذا الوقت من العام ؟!

في خريفها المُحبب ، وانهيارها وسط دوامة آلام !

لماذا الآن ؟! ، في منتصف الوقت المناسب دونما كلام

ولكن أتعلم ، لا بأس عليك فيبدو أنها كانت بانتظارك دون أن تدري منذ أعوام .

لقد أيقظتَها من غفلةٍ كادت تودي بحياتها نحو الركام .

تلك التي كانت تقرر الانتقام من واقعها فتنام .

لم يعد طيفك يسمح لها بالتفكير في الانتقام .

أخبرني ماذا فعلت بها ؟! لقد كانت جثة متحركة منذ أيام .

وباتت عبادتها المفضلة الصيام .

كيف بعثرتَ كل كلماتها ، وبوجودك شبه المنعدم ، ظهرها المكسور في ذلك السجن قد استقام ؟!

قالت بأنها لا تعلم إن كنتَ في داخلها سوءاً أم سلام .

من سمح لكَ بسرقة ألوان عالمها لتلوين الأوهام ؟!

بأي حقٍ تستعبدها بصمتك الرهيب ونظراتك المبهمة باهتمام ؟!

حلمها منتقص ، وواقعها منتقص ، وأنتَ نصفك ضياء ونصفك ظلام .

فالرحمة على قلبها ، على روحها ، على ضميرها المنهك من التقصير اتجاه كل شيء ، على ما تجمّع في داخلها من حُطام .

الرأفة بحالها المكسور وحاجاتها غير المشبعة ورغبتها الهائلة بالاستسلام .

تلك المسكينة ، كم التناقض في شخصيتها يفوق بُعدَ الأجرام .


عذراً ديسمبر ، فقد اتَّضح أنه في أوكتوبر تنتهي كل الأحلام! .

أَنِـيـن حُـلـم § Dream Whine حيث تعيش القصص. اكتشف الآن