الفِقـدَان المُتَـدرّج

126 4 0
                                    

لم أتوقع يوماً أن الفقدان يكون متدرجاً!
وأن خسارة الشخص تتهاوى على عدة مراحل

المرحلة الأولى تتمثل بالخذلان
فيكون سيد المشاعر والمتحكم الأول
وفي نهاية هذه المرحلة تبدأ مرحلة المقارنات
وطرح الأسئلة الاستنكارية حول
لماذا أصبحت الآن في المرتبة الثانية ؟!
وكيف استطاع ذلك الشخص تبديل مكاني بهذه السهولة ؟!
فيكون التحول الأكبر هو الانتقال من كل شيء إلى اللاشيء

عندها تبدأ المرحلة الثانية
وهي مرحلة التخبّط
فتصبح في بعض المواقف الشخص الذي ينحاز إلى طرف مشاعره الموجَعَة وقلبه المكسور
فيتصرف بسطحية مع شخصه المفضل
وفي بعض المواقف يدفعه حبه لشخصه المفضل إلى التخلي عن ثوران سخطه وغضبه ويسيطر الحب على شعور الخذلان لبعض الوقت

يلي ذلك المرحلة الثالثة وهي
التأقلم غير المثالي
فنوعاً ما تبدأ بالاقتناع والرضى بفكرة بُعد شخصك المفضل رغم شعورك المُلِّح بحاجتك إليه
واستذكارك لتفاصيل كل ما اعتدتما فعله معاً وعدم قدرتك على فعل تلك الأمور لوحدك دون شعورك بالفراغ الجزئي الذي لا ينفك يتوسع واجتياحك رغبة هائلة بالبكاء ثم النوم ...

أمّا المرحلة الرابعة والأخيرة
هي امتلائك بشعور الفراغ المُترَف
وإدراكك أنَّ التجاوز ليس خياراً متاحاً كما يعتقد الجميع
فتصبح مجبراً على متابعة حياتك وأنت شخصٌ ناقص من المستحيل أن يكتمل في يومٍ ما مجدداً ، أبداً!

9/8/2020

أَنِـيـن حُـلـم § Dream Whine حيث تعيش القصص. اكتشف الآن