في الحافلة !

116 6 3
                                    

توقفت الحافلة إلى جانب الطريق .

قام بفتح بابها رجلٌ على جانبيه فتاتين ، وگان يبدو بِـ هَمه غريق .

قلّبَ جفنيه ، وابتسم رغم تعاسته ليقول أصعب شيءٍ في العالم أن تگون لأحدهم أمّاً وأباً وصديق .

قرّب جسده النحيل من طفلته ذات العامين وحملها ليضعها على مقعد الحافلة ، وبؤبؤ عينيها منطفئ البريق .

قَدمهُ تعانقها طفلتهُ الأُخرى ، وحدقتاها متعلقتان به خوفاً من أن يترگها بلا رفيق .

قبّل يدها ليُطمئِن قلبها الصغير ، وهو يرفعها لتجلس إلى جانب شقيقتها ذات الوجه الرقيق .

قعد بينهما في الوسط وحاوطهما بذراعيه ، ليبث بروحهما دفء بيتٍ عتيق .

قلّم أظافر الصغرى ، وبعينيه يراقب الأُخرى ، يرتب شعرها ، وبؤسه گالبحث عن ذرة سگر في رطلٍ من الدقيق .

قلبهُ ذاق من المعاناة ما يگفي لخطِّ تجاعيد يؤرّقها الضيق .

قيل عنه في الحافلة ، جبلٌ يحمل ما لا يطيق .

قارب العالم عنده على الانتهاء ، وهما تريانه لزهرِ العالم الرحيق .

قبل أن تترگ تلگ العائلة الفاقدة في داخلي بصمة حريق .

قرأتُ في عيني الطفلتين ألمَ فقدٍ صعيق ، خلّفه واقعٌ زنديق .

قبرٌ تربّع في قلوب ثلاثتهم ، عن اليتامى أتحدث أولئگ الذين في أنفسهم وادٍ سحيق .

عدد الگلمات 167 .

مقتبسة من قصة حقيقية حدثت معي💔

أَنِـيـن حُـلـم § Dream Whine حيث تعيش القصص. اكتشف الآن