~الحلقة الأولى~
____________
ككل يوم تتجمع عائلة الأسيوطي الساعة التاسعة صباحاً لتناول الفطور يجلس على رأس الطاولة كبير العائلة سعد الدين الأسيوطي وعلى يمينه أبنه الأكبر سعيد وزوجته فريدة وأبنه جميل وأبنته شروق وعلى يساره أبنه الثاني نبيل وزوجته رؤى وطبعاً أبنه الوحيد قيس وزوجاته جود ونور
وفي مواجهة الحاج تجبس زوجته الحجة رُبىالحاج: أين رقية لمَ لمْ تنزل
الحاجة رُبى: ستهبط بعد قليل كانت تستحم عندما دخلت عليها
الحاج موجهاً حديثه لقيس: وحفيدي كيف هي أوضاع أسرتك
قيس: الحمدلله يا جدي لم يبقى سوى شهر وسيمتلئ هذا القصر ببكائه وضحكاته
جود بأدب: هل يمكنني التحدث معك يا جدي؟
الحاج بحب: طبعاً يا أميرتي ماذا تريدين؟
جود: جدي أنا أريد أن أوزع الصدقات عن روح والداي فغداً ذكرى وفاتهما
الحاج بحزن: كما تريدين وأيضا أطبخو الأرز ووزعوه على الفقراء وطبعا سنقيم العزاء عن روحيهما مثل كل سنة أكتبو كل شيء تريدونه وسيحضره لكم منير
الحاجة: كما تريد يا حاج أنا قمت بكتابة بعض الأشياء وسأزيد عليها ما ينقصنا
كانت شروق تفكر بطريقة لمضايقة جود: أخبريني يا نور كم شهراً بقيّ ليشرفنا ولي العهد
نور: بقي شهران فقط لم تسألين؟
شروق: لا أبداً لاكنني شعرت بالغرابة فقد مضى على زواجك سنة كاملة وحملتي وغيرك دام زواجه سبعة عشر عاماً ولم يحصل معها شيء
توقف الجميع عن الأكل وكان الجد سيوبخها على كلامها الى أن سمع كلام ورد فتوقف ونظر اليها
جود: معكي حق فأنا تزوجت وفي سنٍ صغير تزوجت من حبيبي قيس وطول هذه السنوات صبرنا لعدم وجود أولاد حولنا وكل هذا الصبر وأخيراً نلنا ما أردنا صحيح لست أنا من تحمل في أحشائها طفلاً لكنني سعيدة أنهُ من صلب زوجي ولا يهمني شيء أخر أبداً
أبتسم قيس بفخر لكلام حبيبته وصغيرته المدللة وأيضاً الجد ولكنه أخفاها بمهارة وتكلم بغضب: فالتربي أبنتك يا سعد وإلا سأتصرف أنا وسأربيها على تريقتي
جود: عن إذنك جدي أنا ونور سنخرج الى الحديقة
الجد: أذنك معك حبيبتي
::::::::::::::::::::::::::::::::::::
مرهذان الشهران سريعاً وحانت ولادة نور كان الجميع يشعر بالقلق الى أن سمعو صوت باء الطفل
خرج الطبيب من غرفة العمليات وبشرهم...الطبيب: مبارك أيها السادة لقد أنجبت صبياً في غاية الجمال
قيس: وكيف حال زوجتي أيها الطبيب
الطبيب: الأم بحالةٍ جيدة وسننقلها الى غرفتها
الجد: مبارك لك مولودك يا قيس
قيس بسعادة وهو يقبل يد جده: مبارك لك يا جدي فابني سيتربى تحت رعايتك أنت
دخلو جميعاً الى غرفة نور ووجدو جود تحمل الصغير وتغني له
أبتسموا جميعاً فاقترب منها قيس وأخذ صغيره بين يديه وقبله من جبينه وأنحنى على نور وقبل جبينهاحل المساء وعاد الجميع الى القصر ولم يبقى سوا قيس وجود الى جانب نور
أما قيس فقد خرج وتوجه الى غرفة الأطفال ووجد جود تقف وتنظر إلى سرير الطفل
جود بحنان: أنظر كم هو صغير حتى إن ملامحه لم تظهر بشكلٍ واضح
تكلم قيس ولكنه لم يدرك ما تفوه به: أجل فهو مازال صغيرا ومع الأيام سيتغير شكله تماماً كم كنت أحلم بهذه الحظة وأخيراً أحسست بالأبوة وهذا بفضل نور
لقد أنتظرت كثيراً ونلت ما أريدأغمضت عينيها من طعنة كلماته القاسية
لماذا يا قيس لماذا هل بهذه السرعة نسيتني بفضل نور أصبحت أباً وأنا ماذا عني أنا أليس لي فضل ولو كان ضئيلاً
يبدو أنني سأرمى عما قريب يا لهذه الحياة ويا قسوة السنين معي لم ولن تتركني أبداً
💔💔💔💔💔💔
تسريع الأحداثكانت الأوضاع هادئة نوعاً ما في القصر وكان قيس يتقرب كثيراً من نور الأمر الذي أحزن جود لكنها لم تظهره أبداً حتى عندما تنفرد بنفسها تقرأ الرقآن بدل زرف الدموع
كان الجد يراقب كل شيء وكان يتألم لألم حفيدته ولذلك قرر شيئاً ما فأمر بحضور الجميع
سعد: ماذذا هناك يا والدي لم طلبتنا؟
الحاجة: خيراً إنشالله
رقية: يبدو أنه أمراً مهماً ليستدعينا أبي جميعاً يا أماه
الحاحة بقلق: معك حق ولكننا سنعرف ما يريد بعد قليل
الحاج يجلي حنجرته: أسمعوني جميعاً حدثت أمورٌ كثيرة خلال الأيام السابقة
ولقد فكرت بشيء ما وأرجو منكم سماعه
حفيدي قيس لقد أنتظرت طويلا سبعة عشر عاما من الزواج ولم تنجب حفيدتي لك ابداً فقررت هي أسعادك وزوجتك لكي تحصل على طفل يحمل أسمك وطبعاً أنت فشلت تماماً
قيس باستغراب: فشلت أنا.. وبماذا فشلت يا جدي
الجد: لقد فشلت بأن تعدل بين زوجاتك فشلت بأن تعطي زوجتك حقها بكل ما أنت فيه الأن بفضلها هي لما أصبحت أباً
هي من زوجتك وهي من كانت تعتني بزوجتك في شهور حملها حتى بعد ولادتها
أنت نسيتها تماما لذلك قررت أن جود من يوم الغد ستعيش في بيت المزرعة وهذا هو قراري ولا أريد أي نقاش حوله