حصة الأخلاق.. تلك الحصة التي -حقاً- لا أدري ماذا ندرس فيها..
ذاك اليوم بالتحديد.. أتى هو!"فليجلس الجميع في أماكنهم" قال الاستاذ وهو يضع دفتراً بلونٍ زَيتيٍ على منضدته ذات الألواح الخشبية داكنة اللون
"إذاً.." ابتسم وهو يقلب نظراته بيننا "هل أنتم متحمسون؟""لأجل ماذا استاذ؟" احدهم قال بلا مبالاة بينما تنتشر همسات بين الطالبات
"أخبرتكم سابقاً، ألم أفعل؟، سيأتينا ضيفٌ ليقدم لنا حصة هذا الاسبوع!"
"نعم هذا صحيح" قالت فتاة "وقد قال الأستاذ بأنه فتىً يصغرنا بعام أو اثنين، صحيح؟"
"نعم هذا صحيح، وأريد من الجميع أن تكونوا لطفاء معه وأنـ.." طُرِقَ الباب مقاطعاً حديث استاذنا وبدأ صوت الثرثرة بالتعالِ
لقد كان المُوَجِّه..جالساً بجانب النافذة واضعاً سماعة بلوتوث في أذني اليسرى
"آاه~" أطلقت تنهيدةً بسيطة..لكن سرعان ما عاد الاستاذ للداخل وهو يسفق بيديه "هيا لقد جاء ضيفنا"
ما إن قالها الأستاذ حتى دخل
فتى نحيل بطولٍ عادي وشعر أسود طويلٍ قليلاً إذ أنه يغطي أذُنَيه، يرتدي بدلة لمدرسة غريبة عن طلاب المنطقة، إذ أن أحداً لم يتعرف على مدرسته من خلال زيه، رمادية بربطة عنق مخططة أحمر وأصفر بقميص أخضر..
كان يسير باستقامة مرفوع الرأس قبضاً على قبضتًيه باحكام..مشى ذاك الطالب حتى وصل منتصف السبورة وتصدر الصف بصمت
وقف الاستاذ إلى جانبه وقال "هذا لؤي" مشيراً نحو الفتى "طالب في الصف العاشر من مدرسة ثورة الأرواح الخاصة"
همست إحداهن "مدرسة خاصة"
"يا للعجرفة" ردت أخرى
وأكمل المعلم "وسيقدم لكم هذه الحصة"
"نعلم هذا" أجاب آخر
"ما هي قوة الواسطة التي أحضرته إلى هنا يا ترى~" تنهد الفتى في الخلف
"هلّا أغلقتم أفواهكم" قلتُ بصوتٍ مرتفع فقد ضقت ذرعاً بهم
"والآن" ابتعد الأستاذ عن السبورة "هو الأستاذ" قالها مع بسمة لطيفة ثم جلس في مقعدٍ فارغٍ في الخلف، وقال "إذاً.. أيها المعلم لؤي.. تفضل!"
كل هذا ..وذاك الفتى يقف بنظرةٍ باردةٍ مكانه ولايقول ولا حتى كلمة واحدة
أخذ لؤي طبشورةً كانت على جانب السبورة بخفة
وكتب [ما رأيكم في المطر؟]
نظر الطلبة لبعضهم البعض ..صمتوا لدقائق ثم بدأت الهمسات
لم يُجِبه أحدٌ بدايةً.. حتى حرضهم الاستاذ، لتكون أول الاجابات هي..
"إنه رمز الحزن" قالت فتاة
![](https://img.wattpad.com/cover/116186433-288-k120200.jpg)
أنت تقرأ
كلمات المطر〈one shot〉
Short Storyهل أصغَيتَ يوماً لما يقوله المطر؟ .. أجل! المطر يتكلم! بل ويُجيد كُل اللغات! لو أنكَ أصغَيتَ له.. لَفَهِمتَني...!