الحلقة 1

36.7K 562 24
                                    

(صغيرتي)
الحلقة - 1 -
_ مُدللتهُ _
---------------------------------------

وقفت أمام المرآة والابتسامة المُشرقة تعتري وجهها كعادتها، تتأمل ملامحها بإعجابٍ واضح في نظراتها،تعلم أنها على قدرٍ من الجمال وملامح مفعمة بمزيج من الأنوثة والبراءة رغم صغر سنها، عينين عسليتين جميلتين، وجه دائري أبيض وناعم يتوسطه أنف صغير وشفتان ورديتان.. ناهيكٍ عن شعرها البني والذي يتماشى تماما مع لون عينيها الساحرتين..
أزادت من إشراقها حين وضعت أحمر الشفاه الصارخ ببزخ على شفتيها بينما راحت تكحل عينيها فتُصبح جميلة حد الفتنة..
ألقت نظرة أخيرة على ملابسها بإعجاب والتي كانت عبارة عن بنطال جينز وكنزة وردية اللون لاصقة بجسدها فأبرزت مفاتنها بوضوح! ..

خرجت من غُرفتها تسير بخطوات مدللة كمثلها، وقفت في منتصف الرواق تُراقب غرفته وتنتظر خروجه بفارغ الصبر..

نظرت إلى ساعة معصمها ثم زفرت بغيظ قائلة بحنق:
_ كدا يا يوسف نايم لحد دلوقتي! 
تلفتت حولها في حذر وعبرت المسافة القصيرة بين غرفتها وغرفته في سرعة، ثم طرقت باب الغرفة بهدوء فلم يأتي رد..
قررت اقتحام الغرفة،  فأدارت المقبض وولجت، تعالت دقات قلبها وهي تناظره ببسمة عريضة على شفتيها الناعمتين، اقتربت أكثر وتأملت ملامحه عن قرب بنظرات شغوفة..
ملامحه تذبذب كيانها وتفقدها صوابها..
ذاك الوسيم الأسمر ذا البشرة الخشنة صاحب الجسد الضخم والشخصية القوية...
تعشقه حد الموت، تهيم به ولديها هوس غير طبيعي بشخصه، حُبه وحنانه الجارف معها...
حاولت استعادة ثباتها قليلًا وهمست بإسمه وهي تدنو منه:
_ يوسف..
وكررت بصوت أكثر نعومة:
_ يوسف..
لم يستجيب في البداية، فعادت تكرر بنبرة أعلى:
_يوووسف..
هُنا فتح عينيه منزعجًا، وراح يلقي نظرة خاطفة عليها متمتمًا بنعاس:
_ في إيه.. يا روما!؟ 
تنهدت " مريم" بعمقٍ وهي تجلس جواره بجراءة معهودة منها.. معه، لتقول بتذمر ودلال في آن:
_ أنت نسيت إن النهاردة أول يوم لي في الجامعة؟ والمفروض إن حضرتك تقوم عشان توصلني! 
تململ في فراشه، ثم تمطع بأريحة قائلًا بابتسامته الرجولية:
_ صباح الفُل الأول.
بادلته الابتسامة باتساع وقالت:
_ صباح الورد.
نهض جالسًا على الفراش وفرك عيناه، ثم عاد يتطلع إليها فاتسعت عيناه في غضب جم، بينما يهتف بزمجرة:
_ إيه دا؟؟؟! 
سألته مستغربة:
_إي؟
نهض عن الفراش بعنف وعيناه قد تحولتا لجمرتان:
_ أنتِ راحة الجامعة بالزفت دا؟ بتستهبلي؟؟ 
انكمشت ملامحها بحدة وهي ترمقه بعتاب؛
_ أنا في أولى جامعة، يعني كبرت مش صغيرة، من حقي أحط الميكب اللي يعجبني وألبس برضوه اللي يعجبني! 
هدر بها بتعنيف:
_ أنتِ مش من حقك أي حاجة، أنتِ ترجعي أوضتك فورًا، تمسحي المهرجان دا اللي في وشك وتغيري لبسك بلبس محتشم عن كدا، ويا كدا يا إما مافيش جامعة، مفهوم ولا لا؟ 
نكست رأسها قليلًا وقد أدمعت عيناها في حزن، ثم بكّت في رقة دائمًا ما تُذيب قلبه وتبعثر ثباته، لكنه بقى ثابتا بملامحه الجامدة ولم يتحرك، لم يراضيها كعادته، فيما كرر بنبرة صارمة:
_ سمعتيني قلت إيه؟ 
أطاعته واستدارت خارجة من الغرفة وهي تمسح دموعها بظهر كفها، أما هو ذهب إلى الحمام وهو يهمهم غاضبًا:
_ مبقاش ألا أنتِ اللي مطلعتش من البيضة وتقولك حقي ومش حقي! ٱل ميكب ٱل!! 
ضحك وهو يغلق باب الحمام خلفه، فتمر نصف ساعة ويُكن بهيئته الجذابة بعد أن ارتدى ملابسه الأنيقة، خرج من غرفته فتقابل مع والدته التي قالت بحنق واضح:
_ المزغودة دي كانت بتعمل عندك إيه؟! 
سار خطواتين للأمام مع قوله الجامد:
_ بتصحيني..
أخذت تسير خلفه وهي تهتف بغضب:
_ بتصحيك؟ إزاي تسمحلها تصحيك، دي بنت قليلة الأدب أنا لازم أشوف شغلي معاها! 
قال بصوته الأجش في صرامة:
_ شغلك معايا مش معاها يا أمي، مريم ماحدش له دعوة بيها تمام؟! 

نوفيلا صغيرتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن