الحلقة 4

17.3K 415 4
                                    

( صغيرتي) 
الحلقة _4_
_ انقلب السحر على الساحر! _
-------------------------
اعتلت الصدمة ملامحه، وسيطر الذهول عليه رغم أنه كان متوقع مثل هذا السؤال، لكنه صُدم.. وبشدة! 
ظل محملقًا بها لعدة لحظات، توترت مريم أكثر وأخذت تناظره بقلبٍ واجل، وحينما اقترب منها ركضت مبتعدة وخائفة فملامحه كانت لا تبشر بالخير، ظنت أنها أخطأت خطأ فادح، من الممكن ألا يغفره لها، كيف تفوهت؟
ليتها لم تسأله.. ليتها! 
اقترب منها مجددًا، اقترب اقترابًا قاتلًا متمهلًا، اصطدمت بالحائط من خلفها، فحاوطها وقد لفحت أنفاسه بشرتها، شعرت لوهلة أنه سيقبلها، سيقبلها كما سألته وها هو على وشك فعل ذلك!
أغمضت عينيها بشدة واستسلمت! 
ثوانِ تمرُ وهو قريبا منها للغاية، هي مازلت مغلقة لعينيها حتى سمعته يقول بهدوء :
_ إفتحي عيونك يا مريم وبصي لي!
فتحت عينيها ببطء، راحت تنظر إليه بقلب خافق، بخجل..خوف.. توتر.. أنفاس متسارعة..
تحرر من صمته القصير وهو يسألها بهدوء صارم:
_ عاوزاني أبوسك؟ 
أغلقت عينيها مجددًا وكادت تموت خجلًا وحرجا، في حين تابع بعصبية :
_ ردي؟ 
فحركت رأسها نافية وهي تفتح عينيها مجددًا وتقول بخفوت:
_ لا.. آآ أنا كنت بسألك و.. و بقولك اللي حصل..
قال وهو يتأمل ملامحها بعينيه:
_ أنا ممكن أبوسك يا مريم، بس عارفة أنتِ هتبقي إيه؟
صمت قليلًا ثم استطرد بنبرة ذات مغزى:
_ رخيصة!
رمقته بذهولٍ وهي تفتح فاها ببلاهة، بينما يردد يوسف بصرامة:
_ كل المخطوبين اللي بيعملوا كدا مش محترمين ومش متربيين ومعندهمش أخلاق يا مريم، مش كل حاجة الناس بتقولها او بتعملها تبقى صح، او نقلدهم..
مريم وقد نظرت إلى الأرض باحراجٍ تام، ثم قالت بهمس خافت:
_ بس أنا مش عاوزة أعمل زيهم، أنا قلت لك اللي هما قالوه، وكنت بسألك كدا عشان أعرف إن ليه مش زي اللي بيحبوهم هما، أنا أسفة..
أومأ يوسف بتفهم، ثم أخبرها في جدية:
_ بصي يا روما، أنتِ طيبة جدا وفيه حاجات كتير مش فاهماها، أنا عشان بحبك محافظ عليكِ صحيح أنا مش ملتزم أوي بس بحاول أعمل اللي أقدر عليه، الحب مش زي ما صحباتك قالتلك كدا، دا عيب وحرام، أنتِ غالية واللي بتعمل كدا زي ما قلت لك رخيصة، وهي اللي بترخص نفسها بإيديها، وأي واحد في الدنيا مش بتعجبه البنت اللي زيهم هو بس بيقضي معاها وقت حلو وياخد منها اللي هو عاوزه ويسيبها ويشوف غيرها ما هي رخصت نفسها أصلا هيبقى عليها ليه؟ واحدة مش خايفة على نفسها هيخاف هو عليها؟! أكيد لا صح ولا إيه؟ 
أومأت برأسها موافقة على ما قال، ثم استطردت بابتسامتها المُحببة له:
_ يعني أنا غالية يا يوسف؟ 
أومأ برأسه ضاحكًا بشدة قائلًا من بين ضحكاتـه:
_ غالية جدا والله، بس عاوزك تركزي شوية وتتصرفي بعقل وحكمة وتنقي البنات النضيفة المؤدبة وتصاحبيها إنما اللي بيتكلموا في الحاجات دي سيبك منهم خالص..
هزت رأسها بإيجاب وقالت متسائلة في هدوء حزين:
_ طيب أنا مش متربية؟ 
رفع حاجبيه بدهشة مرددًا بحزم رفيق؛
_ مين قال كدا؟!!! 
تابعت مجيبة عليه بضيق؛
_ مامتك هي اللي دايمًا تقول عني كدا، وأنا عارفة إن كلامها صح، عشان أنا من غير أهل على رأيها، يوسف أنا كان نفسي أبقى مؤدبة والله مش بإيدي إني متربتش! 
انفجر ضاحكا بقوة وهو يُحرك رأسه بعدم تصديق لما تقول صغيرته العفوية، بينما زفرت هي بغيظ وهي تدفعه برفق وتقول متذمرة:
_ شوفت، بتضحك عشان دي الحقيقة..
هدأت ضحكاته ولم يتخلى عن ابتسامته وهو يُخبرها بنبرة حانية:
_ أنتِ مؤدبة ومتربية يا روما، أومال أنا بعمل إيه وبابا؟ 
حركت رأسها نافية وتابعت:
_ أنت بتنصحني كتير أعمل الصح بس أنا مش بسمع كلامك ودا دليل على إني مش مؤدبة، غير يُسر اللي على طول بتسمع كلامك وكلام عمو
جلس إلى جوارها وهو يقول متنهدًا بابتسامة هادئة:
_ روما أنتِ بريئة جدا هو فيه كدا يا ناس؟.. وبعدين أنتِ بتغلبيني أه شوية بس بعد كدا بتسمعي الكلام ومش معنى إنك لمضة تبقي مش مؤدبة يا هبلة..
انزوى ما بين حاجبيها وهي تهتف بضيق:
_ أنا هبلة؟ 
_ جدا
_ مخصماك يايوسف

نوفيلا صغيرتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن