( صغيرتي)
الحلقة _ 9_
_ دفىء وجودهُ! _
-----------------------------
تسرب القلق إلى قلب يُسر وهي تسألها مجددًا باهتمام:
_ خير يا مريم قلقتيني في إيه؟
تنهدت مريم بحزن، بينما يتجمد الدمع بمحجريها وهي تتكلم بالكاد مواصلة:
_ هحكيلك...فلاش باك..
_ لسه عندك صداع؟
كان سؤال تهاني لها وهي ممدة على فراشها في وقت مرضها، لتتعجب مريم من سؤالها وتجيب عليها بارهاق:
_ أيوة..
بسطت تهاني كف يدها بشريط به حبوب مع قولها الهادئ:
_ طب خُدي حبيتين من دا هيضيع الصداع خالص، دا واحدة صاحبتي جبتهولي ومن ساعتها مافيش صداع بيجيلي.. إمسكي.
ظلت مريم تنظر لها باستغراب شديد، بينما تسألها بخفوت:
_ بس أنتِ مش بتحبيني، ليه عاوزة تساعديني؟
ردت عليها بتهكمٍ:
_ لأن مابحبش أشوف إبني متضايق، وطول ما أنتِ تعبانة هو بيكون متضايق، مش بساعدك عشان سواد عيونك.. إتفضلي..
تركته أمامها وبرحت الغرفة، لكنها بقيت عند الباب تراقبها بفضول، أما عن مريم فقد تناولت الحبتين كما قالت، وتناولت خلفهما كوبا من الماء، وراحت في سبات عميق وبالفعل ذهب عنها ألم رأسها..باك....
وبعدين؟؟؟
سألت يُسر بعينين جاحظتين من هول الصدمة، لتجيبها مريم تلك المرة وهي تنفجر باكية:
_ وبعدين.. كل ما يجيلي صداع أخد منه، ولما رحت الصيدلية عشان أجيب زيه الدكتور قالي إنه برشام مخدر!
شهقت يُسر بفزع وهي تردد:
_ مخدر! .. إزاي؟! إزاي ماما تديكي حاجة زي كدااا، وأنتِ إزاي متقوليش ليوسف حاجة زي كدا أصلا؟
أجابت عليها بضيق:
_ أنا لسه عارفة من كام يوم الكلام دا، ولما رحت سألتها ليه عملت كدا قالتلي عشان أخلص منك ولو قلتِ ليوسف هرمي على وشك مية نار..
تجمدت قسمات يُسر وهي لم تستوعب جبروت والدتها، إلى أي مدى وصلت والدتها؟..
وصلت للخطورة ولابد من موقف فتتمادى فتضيع وتضيع من حولها!
بعد صمت قصير قالت يُسر بجدية:
_ لازم يوسف يعرف كل حاجة في أسرع وقت يا مريم، وأنتِ أوعي تاخدي من البرشام دا أبدًا تاني..
مريم من بين دموعها الكثيفة:
_ أنا بقيت أحس بتعب من غيره أصلا وهو كدا كدا مش موجود في أي صيدلية، بس أنا تعبانة وكنت بحاول أداري عن يوسف ومش عارفة هيعمل إيه لما يعرف، وكمان خايفة مامتك ترمي عليا مية نار زي ما قالتلي..
يُسر وهي تحاول تهدئتها:
_ ماتخافيش يوسف هيحميكِ مهما كان، هو ممكن يزعل إنك خبيتي عليه وبصراحة أنتِ غلطانة فيه حد يخبي حاجة زي كدا؟ ماما بتهددك بس مش هتقدر تعملك حاجة..
ردت مريم بقلق:
_ هقول ليوسف أول ما يرجع ويارب يسامحني..
--------------------------مساءً..
أصبح الجو أكثر برودة كما تساقطت حبات المطر من السماء، ليلة شتوية رائعة كان يتأملها يوسف من خلف الزجاج وهو يبتسم بود متذكرًا صغيرتهُ المهووسة بجو الشتاء خاصة المطر، تمنى لو كانت معه الآن بين أحضانه تحتسي من نفس فنجانه هذا كما عودها..
راح يسحب هاتفه من جيب بنطاله وقرر محادثتها لكنه وجد الهاتف مغلق، فخمن أن تكون نائمة أو ربما فصلت بطارية الهاتف..