( صغيرتي)
الحلقة _12_ والأخيرة..
_ أحبك للنهاية _
--------------------------------نجحت في الفِرار منه دون تلبية طلبهُ، وبدلالها خضع لها بالطبع! فهي من تأسره بعشقها الآخاذ..
لكنهُ لم يكُف عن مُغازلته لها وتدليله الخاص..
_ طب كويس إنك بتسمعي كلام يُسر، ليه ما تحاوليش تعملي زيها؟
أردف يوسف بتلك الكلمات بنبرة ثابتة، وابتسامة عذبة تٌزين ثغره، فتابعت مريم متساءلة بعدم فِهم:
_ إزاي؟
أجابها بتنهيدة عميقة ولهجة تحمل البساطة:
_ أقصد يعني في لبسها، جميل ومحتشم وفي نفس الوقت شيك، أنا مش هضغط عليكِ ولا عاوز أضغط بس أنا مش عاجبني لبسك يا روما ولا عاجبني إنك مش محجبة أصلا! بس سايبك على راحتك فترة..
زمّت شفتيها في هدوء قبل أن تخبره بعفوية:
_ بس أنا لبسي مش ضيق، بسمع كلامك وألبس واسع، الحجاب خطوة حاسة إنها كبيرة عليا وممكن مأعملش بيه وربنا ممكن يغضب عليا لو ماعملتش بيه!
منحها ابتسامة خفيفة وهو يردف موضحا:
_ ربنا هيغضب عليكِ عشان أخدتي خطوة في رضاه؟، مش صح طبعا، الحجاب طاعة لوحده ولو أخدتيها هتؤجري عليها، مافيش حاجة اسمها لازم أعمل بيه، فيه حاجة اسمها دا هيسترني وهيرضي ربنا وتقولي ربنا يقدرني أكتر وأطيعه في كل حاجة، فهمتِ؟
هزت رأسها بإيجاب بينما تواصل:
_ أيوة، طيب أنا مش عندي لبس زي بتاع يسر، أعمل إيه؟
يوسف وقد رد هادئا:
_ أشتريلك اللي تشاوري عليه يا روما، بس كدا؟ وبالمرة نشتري لاوازم الفرح والحاجات الحلوة بتاعة العرايس دي..
أنهى جملته بغمزة وقحة من عينه، فصعدت حُمرة الخجل إلى وجنتيها بتدفق، وفركت كفيها معا في توتر وهي تستطرد:
_ أنا مش عارفة هجهز إزاي للفرح يا يوسف، يعني أعمل إيه وأبدأ منين مش عارفة..
أطال النظر إليها مبتسما، هو يعلم أنها لا تفقه الكثير عن مطلبات الزواج والتجهيزات اللازمة، وهو سيصعب عليه ادراك حاجة الفتيات في هذا الوقت، لذا بادر يقول وهو يمسح فوق شعرها برفق حنون:
_ يُسر هتكون معاكِ وتجهزوا مع بعض، اه وصحيح دادة عطيات هديكِ من خبرتها برضوه اسأليها واستعيني بيها، وطبعا أنا معاكِ يا حبيبي بس الحاجات دي مش بفهم فيها أوي بس لو عاوزاني أفهملك مخصوص يعني وكدا..
تعالت ضحكاته وهي تلكزهُ في ذراعه بقبضتها، بينما يتورد وجهها بشدة جراء غمزاتهُ ونظراته، تنهدت بضيق رغم قربه الذي يجعلها وكأنها تطير فرحا، أخبرته بحزن لمع بعينيها الواسعتين:
_ هنتجوز إزاي ومامتك مش موافقة يا يوسف؟.. أنا خايفة..
لم يرد بأن تُفسد لحظته معها ولهذا قال بإيجاز :
_ متخافيش، هي ميسرها تعرف الصح، ومسيرها تهدى بالله وتعيش مع الأمر الواقع وتنسى الماضي، بس عاوزك متفكريش كتير، وسبيها على الله وطالما أنا جنبك خلاص ماحدش هيقدر يعملك حاجة، وبالمناسبة بابا طرد نهال من البيت وخلاص هتبعد تماما..
صمتت تتنهد بحزن دفين، فرفع ذقنها بأصابعه إليه وأخبرها بنبرة حنون:
_ ممكن الجميل مايزعلش، عشان أنا مش بحبه يزعل! وكمان لازم الجميل يعرف إني بحبه للنهاية وهفضل أحبه مهما حصل، ممكن؟؟!
افتر ثغرها عن ابتسامة سعيدة وهي تومئ برأسها مع قولها بامتنان وصدق:
_ هفضل أحبك لحد آخر نفس فيا..
--------------------------------