الحلقة 2

21.1K 438 9
                                    

( صغيرتي) 
الحلقة _ 2 _
_ اعتذار خاص _

---------------------------------

احتدت ملامح وجهه عُقب سماعه لصوتها الذي يبغضه بشدة، كما احتدت نبرة صوته وهو يرد عليها في جدية تامة:
_ نعم؟ يعني إيه وحشتك؟! 
أجابت نِهال بميوعة:
_ عادي وحشتني.. سوري لو أزعجتك..
زفر أنفاسه بقوة بينما يردف بثبات:
_ خير يا نهال عاوزة حاجة؟ 
تكلمت مرة أخرى بدلال:
_ اتصلت أسلم عليك يا جو لأنك وحشتني كتير.. أسفة مش قصدي، قصدي إني بسلم عليك..
رد برسمية:
_ شكرا على سؤالك يا نهال، أنتِ اخبارك ايه؟ كويسة وبخير الحمدلله؟ 
ابتسمت بهدوء مجيبة عليه:
_ بخير، طالما سمعت صوتك..
جز على أسنانه بضيق بينما يقول بضجر:
_ ماشي..
لاحظت نبرته المستاءة فأنجزت في حديثها معه، ثم أنهتهُ وأغلقت الخط وهي تزفر غاضبة من إسلوبه الغليظ معها، راحت تقضم أظافرها بغيظ بينما تهمهم بغضب ناري، ثم أجرت اتصالا عبر هاتفها وهي تهز ساقيها بغير رضى، ما إن آتاها صوت -خالتها- تهاني حتى أردفت بضيق:
_ إزيك يا خالتو..
_ الحمدلله يا حبيبتي، مالك في إيه؟ 
أعطتها تقريرًا بما يفعله إبنها معها، إسلوبه الحاد وكلامه المحدود معها، واختتمت جملتها وهي تقول:
_ نفسي أعرف بيعاملني كدا ليه، ومريم فيها إيه زيادة عني! 
لوت الأخيرة فمها بتهكمٍ وقالت:
_ عملي علمك يا نهال، حتة بت مفعوصة لا راحت ولا جات مشقلبة كيانه، ربنا ياخدها عشان أرتاح منها..
وأمنت نهال على دُعائها حيث قالت:
_ يارب يا خالتو يارب، خالتو ينفع أجي أبات عندكم كام يوم، أنا إستأذنت من ماما ووافقت..
تهاني وقد رحبت بها بشدة:
_ طبعا يا حياتي تنوري وتشرفي يا قلبي وأهو بالمرة تقربي من يوسف كدا ويمكن تلفتي نظره شوية..
افتر ثغرها بابتسامة متحمسة وهي تخبرها:
_ هجهز نفسي حالا.. ثانكس خالتو..
------------------------------------------

ترجل - يوسف- من سيارته أمام مقر شركة والده -همام- ليعبر الطريق بخطواتٍ متزنة ويصل إلى الداخل ثم إلى المصعد وإلى مكتب والده، ولج بهدوء وألقى عليه سلاما خاصا بمزاحه المعتاد معه؛
_ صباح القشطة يا حاج همام...
كبح همام غيظه منه وهو يرد عليه بعصبية:
_ كام مرة أقولك بلاش شغل التكاتك دا يا يوسف بيه، في بيه محترم زيك كدا يقول لأبوه يا حاج همام وكمان في مقر عمله؟! 
قهقه يوسف قائلًا بلا مبالاة من بين ضحكاتـه:
_ وإيه المشكلة ياعم، خليك رويح مش كدا..! 
عض شفته السفلى بينما يتمتم بغضب مصطنع:
_ عم؟.. رويح؟ .. عليه العوض فيك يا إبني!
يوسف في مرح؛
_ ما هو أنا مبحبش شغل ولاد الزوات دا، اللي هو ميرسي وهالوه وبليز والجو دا بيخنقني، خليك إبن بلد وفريش، كفاية الحاجة عليا مش هتبقى أنت وهي!! 
ضحك همام بخفوت وراح يضرب كفا بكف قائلًا:
_ إبن بلد حضرتك يعني..
يوسف مؤكدًا :
_ بالظبط..
تنهد همام قائلًا بحزم:
_ طيب، قولي بقى يا سيدي وصلت مريم على طول ولا إتلكعت؟! 
_ فوريرة..
قال كلمته بسرعة وهو ينظر إلى بعض الملفات أمامه فوق سطح المكتب، بينما استطرد همام بنبرة ذات معنى:
_ مريم دي بنت الغالي، أنا عارف إنك بتحبها وعشان كدا مش قلقان طول ما هي تحت عنيك، وعارف طبعا إنك محافظ عليها وحاططها جوا عنيك مش كدا ولا إيييه؟ 
يوسف وقد تحدث بعتاب:
_ شامم ريحة تلميحات مش اللي هي، عاوزك تطمن على الأخر وتشد حيلك كدا مع الحاجة أم يوسف وتحاول تقنعها توافق، مع إن أنا ممكن أكتب عليها وأحطها قدام الأمر الواقع أصلا..
رفض همام بقوله:
_ يعني تكتب من هنا وهي تمشي من هنا والبيت يخرب؟ ما هي كل شوية تهددنا بإنها هتمشي وأنا مش هقدر أستغنى عنها بصراحة برضوه يعني..
غمز يوسف له وقد ضحك مقهقها:
_ قشطة.. الله يسهلووو، خليني أنا متعذب كدا عشانك أنت والحُب..
ليقول همام بضحكة خفيفة:
_ إتأدب يا ولد وقوم شوف شغلك كفاية كدا هتضيع لي نفوخي يا إن تهاني...
يوسف غامزًا:
_ قصدك إبن الحُب...
.........    ..............................

نوفيلا صغيرتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن