الحلقة 11

15.8K 361 0
                                    

( صغيرتي) 
الحلقة _ 11 _
_ شتاءً دافئا! _
-------------------------------

خرج الطبيب من الغُرفة بعدما انتهى لتوه من فحص " تهاني " بدقة، راح يقول بنبرة رسمية:
_ هتمشي على العلاج دا لمدة اسبوع لحد ما تجي لي العيادة وأشوفها، وياريت صورة تحاليل كاملة وأشوفها في الاستشارة إن شاء الله.
أومأ يوسف بصمتٍ وهو يسير معه كي يوصله إلى الخارج شاكرًا إياه، عاد إلى الغرفة مجددًا وولج إلى داخلها، نظر إلى والدته بصمت وهي كذلك، التزم صمتهُ بينما قال همام بصوتٍ أجش:
_ أنا خلاص مابقتش مأمنلك يا تهاني، رغم كل اللي كنتِ بتعمليه ورغم إسلوبك الزفت، إلا إني كنت باقي عليكِ لكن أنتِ طلعتي جاحدة ومعندكيش قلب، معقولة هان عليكِ البنت؟ ليه بتنتقمي من مين؟ من واحدة ماتت في بنتها؟ مش معقولة أنتِ مش طبيعية..! 
أغلقت عينيها بضيق هاربة من نظراتهُ، بينما تتأفف بضجر وهي تواصل بنبرة مستفزة:
_ ضغطي عالي أنا مش ناقصة، مجرد ما أقدر أقف على رجلي هسيب لك الدنيا كلها وأمشي وإشبع بيها أنت وإبنك وربنا يهنيكوا!
صرّ سعد على أسنانه غاضبًا، مازال حديثها فظا غليظا؟!
لم يلين قلبها المتحجر، لم تُهد كونها مرضت! 
تتمسك بأخلاقها البشعة، تهند يوسف بيأس تام من إسلوب والدته وفقد الأمل فيها بحسرة، حسرة تجتاح قلبه حيث أنها ستبقى أمه مهما فعل هي أمه، كيف يراضيها ورضاها فيه عذابه؟ 
لم ينتظر أكثر من ذلك وخرج من الغرفة مختنقا، تبعه همام وهو يضرب كفا بكف بغضب قاتل، نادى على إبنه بنبرة متعبة:
_ يوسف..
التفت يوسف إليه وراح يقول بنبرة متكلفة:
_ نعم؟ 
تابع همام في صرامة:
_ مريم فين؟ 
أجاب يوسف ببساطة:
_ عندي في البيت، اللي كنت قلت لك عليه قبل كدا، أنت عارف إني كنت بجهزه..
همام وهو يحك ذقنه قليلًا بينما يرد كاظمًا غيظه:
_ أها، بتعمل إيه يعني عندك مش فاهم؟ مريم ترجع النهاردة تمام؟ 
حرك رأسه بنفي قاطع قائلًا بجدية تامة:
_ مريم مش هترجع هنا تاني، أرجعها إزاي؟.. مستحيل طبعا خلاص أنا وهي هنعيش هناك..
اقترب همام من إبنه يهتف بصرامة:
_ مش عاوز استهبال، تعيشوا هناك لوحدكم إزاي؟ .. إيه التهريج داااا، لسه الدخلة ما تمتش دا مجرد كتب كتاب! 
_ تتم..
قال يوسف كلمته بنبرة ذات معنى وتابع بلا مبالاة:
_ إيه مشكلتك دلوقتي، الدخلة وهتم فيه طلبات تاني؟ 
مسح على وجهه بضيق فيقول:
_ تتم بأصول مش منك لنفسك، ولازم تخرج من عندي هنا زيها زي أي بنت وبعدين تبقى حر أنت وهي إنما كلامك دا ميمشيش معايا تمام؟ 
يوسف بغير رضا:
_ لا مش تمام، مريم مش هتدخل البيت دا تاني مش هضمن أسيبها دقيقة واحدة هنا، وكدا كدا هي خرجت من عندك أصلا برضوه يعني في إيه بقى؟ 
_ فيه استظراف
قالها جازا على أسنانه، بينما يستكمل:
_ أنت تسمع اللي بقولك عليه، على الأقل اسبوع واحد وبعدين نعلن جوازكم وتغور تروح على بيتك بعد كدا ومش عاوز نقاش..
زفر يوسف مع قولها المتجهم:
_ ماشي بس لما صحة مريم تتحسن شوية وكمان الوضع هنا يهدى شوية، أنا ماشي..
انصرف على ذلك وترك والده يشتم سرًا في غيظ..
----------

نوفيلا صغيرتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن