walls of love // جدران العشق

أحاسيس مجهولة

            

  جالسة على الكرسي بجانب سريرها وأربت على شعر هيون الجالس في حضني وهو لا يتوقف عن البكاء ، أزلت الدموع التي تسللت من جفوني قبل أن يراها هيون

  أنظر لحالتها السيئة ، وجهها الشاحب ، جسدها الساخن لتتسلل إلى ذاكرتي صورة أمي عندما كانت في المستشفى تلتقط أنفاسها اﻷخيرة وكنت أبكي باستمرار عليها كما يفعل هيون اﻵن

  من الصعب عليه تحمل هذا اﻷلم وهو في سن صغير ، أنا أشعر بألمه ومعاناته لأني مررت من نفس التجربة 

  حاولت تهدئة هيون وأنا أنظر للطبيب الذي يفحص إريم قد ابتسم مزيلا سماعته الطبية من أذنه ، أغلق حقيبته المليئة باﻷدوات الطبية بعد أن حقن إريم بإحدى اﻹبر التي كانت معه

  تقدم الطبيب نحوي لأقف حاملة هيون بين يداي ، ربت على شعر هيون بهدوء ليتحدث معه بلطف بعد أن أزال دموعه الصغيرة

    الطبيب (بلطف) : لما تبكي ؟
    هيون : لأن أمي مريضة
    الطبيب (وهو يبتسم) : توقف عن البكاء فأمك بخير اﻵن
    هيون : حقاا .. ولكنها مازالت ...
    الطبيب (وهو يقاطعه) : إنها نائمة لا تخف
    ميلي : هل هي حقا بخير ؟
    الطبيب : أجل فقد كانت حرارتها مرتفعة ومرهقة وأعطيتها اﻵن أدوية ستخفض درجة حرارتها
    ميلي : شكرا لك ، فقد كنت خائفة من يحصل لها شيء سيء
    الطبيب : لا داعي للقلق .. صحتها بخير اﻵن لكن يجب عليها الاهتمام بصحتها وبنفسها أكثر
    ميلي : ولكنها تفعل ذلك فهي ليست من النوع المهمل
    الطبيب (وهو يربت على شعر هيون) : أظن بأن هذا الصغير قد أخذ وقتها وأولوياتها
    ميلي : أنا سأعتني بها اﻵن

  خرجت برفقة الطبيب بعد أن وضعت هيون على السرير بجانب أمه ، أعطيته المال مقابل علاجها ليغادر وأعود إلى غرفة إريم لأرى هيون يلمس جبين أمه برقة وهو خائف من أن تستيقظ

  رؤية هيون بهذه الحالة تذكرني بنفسي ، بطفولتي ، بذكرياتي اﻷخيرة مع أمي عندما كانت تصارع الموت وأنا لا أعلم بذلك ، تصارع المرض لكي تقضي بضعة أيام برفقتي

  توفيت وأنا صغيرة ولم أقضي معها الكثير من الوقت ، تعذبت كثيرا لفراقها وعانيت كثيرا ، ألم فقدان اﻷم صعب ولا يعلمه إلا من عاشه

  منذ طفولتي وأنا أتمنى لو ظلت أمي بجانبي ، لو أن الموت لم يسلبها مني ، لكن لا فائدة من تمني أشياء مستحيلة ولن تتحقق

  أتمنى ألا يعيش هيون ما عشته ، يكفي أنه لا يملك أبا ولا يعرف معنى هذه الكلمة ، لا أريده أن يتعذب ، لأن أمه هي كل ما يملكه في هذا العالم وإن فقدها ...