الفصل الحادي عشر

82 13 0
                                    


تحقق الحلم

أصبحت حبيبي الأن بين يدي
تركت أهلك من أجلي وجئت إلي
وبأمر الله وسنة نبيه أصبحت سيدي وصياً علي
تحقق الحلم
لم يعد يقف شيئاً بيني وبينك
لم يعد بأستطاعة أحد أن يمنعني من
رؤيتك عندما تشتاق إلي عينيك

عبد الرحمن مروان حمدان

*******************

تردد كلمات سيتا هاكوبيان وهي تحرك فرشاة الرسم بأتقان وأحترافية. تتحرك كالفراشة بين الألوان واللوحة وأختيارها الأغنية لتلك المطربة العراقية بعد أن تنتهي الأولى.
كان يقف في أحد أركان الغرفة وهي لم تستشعر وجوده بعد.
يشاهد كل حركة تصدر منها وهو يحفرها في مخيلته. تلك الشعلة النارية التي لا تخمد لا في رؤيتها قريبة ولا في بعدها.

بدأ يتقدم منها وهي ترسم ولف يداه حول خصرها وقربها من صدره. وهمس في أذنيها كلمات تبثُ شوقه وعشقهُ لها .

- وحشتيني يا ملاكي، يرضيكي ما أسمعش صوتك لمدة يومين وأجي ألاقيكي بتغني  لسيتا هاكوبيان وترسمي.

ضحكت بخفة ودلال وهي تتملص من بين يديه وهي تردف قائلة:
- من أيمتة بتعرف سيتا هاكوبيان المطربة العراقية ؟
- شوف أنا أكلمها في أيه وهي ترد في أيه؟
لتسأل ملك بقلق مصطنع :
- مالك يا حبيبي بتكلم مين؟
- بكلم الشيطان أصلوا بيقولِ أقرب موعد الفرح وأتهنى أنا  قولتي أيه؟
- قولت أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
- كدة، طيب خليكي يا ستي مع أغنيتك اللي أنتي مش عارفة تقوليها أزاي!
- ظريف أوي ، على فكرة أنا بغني عراقي حلو أوي !
- والله طب سمعيني حاجة يا ستي!

أخذت ملك تنشد وتغني بصوت شجن حنون مغلف بالعروبة.كلماتها تخترق قلب علي قبل أذنيه.

- زغيرة جنت وإنتا صغيرون
حبنا عرفناه بنظرات العيون
قالوا ترى ذولا يحبون
من الصغر للمن يكبرون
مثل نجمة والقمر
كبر حُبنا وأزدهر
لعيونك حبيبي تبتدي عيون السفر

ختمت هنا ملك غنائها وهي تشعر بحزن كبير يعتليها وهي تستمع لتلك الكلمات. لا تستطيع تفسيرها حالياً فحاولت أن لا تظهر تلك الأحاسيس على ملامح وجهها الناعمة. وشعرت بيد علي تحتضنها مجدداً وهو يهمس في أذنيها بطريقة جعلتها تذوب بين أحضانه.

- موهبة جداً خطيبتي. يا ترى هي موهبة بس في الفنون ولا حاجات تانية؟

استدارت ملك نحوه بجسدها وهي تلاحظ نظرات العبث والشقاوة تملؤ محياه، لترمقه بأحدى نظراتها الشهيرة التي يغلفها الغضب المكبوت.

ضياع العشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن