الفصل الخامس

190 21 2
                                    

"هل تقبلين بي ؟
هل تقبلين بأن اسكنكِ في قلبي لتتنقلي بين أعضائي مع كريات الدم الحمراء في كل شريان و وريد"
عبد الرحمن مروان حمدان
**************************
في خلال الثلاث ساعات كان علي يحوم الغرفة ذهاباً وأياباً. يرتجي الله ان يرجعها سالمة اذ خرجت من الغرفة. فهي بين يدي رحمته. ولا أحد يستطيع إرجاعها غيره هو القادر والقدير.
كان علي يلعن الحظ الذي جعل مرض مثل هذا يحلُ على ملاكهُ ولا يحل عليه هوه.
لا يستطيع رؤيتها تتألم ففي كل مرة يراها تختنق يشعر وكأن انفاسه تتسابق لكي تخرج وتنقذها لكي تساعدها على التنفس.
الأن فقط يشعر وكأن هناك من يقبض على يديه ويكبله من الحراك. موقنٌ هوه ان الحياة تريه درساً من دروسها السوداء وكيف لهُ ان يواجه هذه الحياة وهو مجرد من كل اسلحته وهو الأن قابل للجرح.

سار نحوها بعد ان مر اكثر من النصف الساعة وهو على ذلك الحال. وضع رأسهُ بين راحة يديه وسأل الله في نفسه ان تستيقظ ملاكه ولو لدقيقة واحدة يرى عيناها ويخبرها انه لا يملك في هذهِ الدنيا غير حبها.
هو يريد ويريد الكثير ولكن قليلاً ما تعطينا الحياة ما نطلبه.
وكأن الله استجاب لطلبه في حالتهِ تلك. فلم تمر دقيقة بعد دعائهُ وهو يرى عينيها تنفتح رويداً رويداً خشيتاً من الضوء العالي. وبعد عدة ثواني فتحت ملك عيناها بالكامل وأخذت تتفحص ما حواليها ونظرت الى جانبها وتوسعت عيناها وهي ترى علي يرقد على كرسي قريب منها يسند رأسه بين يديه وهو ينحب وكأنه سيفتقد أغلى شئ في حياته.
امتدت أناملها الناعمة نحو ذقنه ورفعت بوجهه لكي يواجه وجهها.
لتصتصادم نظراته العاشقة بعينيها التي يملؤها الشوق .
- هل هذه حقيقة أم نسج خيالي؟
- وهل تستطيع ان تشعر بالخيال ؟
- ان كان أنتي فأنا اشعر بكل شئ وأي شئ
ابتسمت ملك وهي ترد
- أذا هل خيالي هو من كان يُسمعني صوتك وهو يقرأ نزار قباني؟
توسعت عيون علي مصدوماً. هو كان يود ان تسمعه ولكنه لم يعلم بأنها ستفعل.
- كنتي بتسمعي كل حاجة؟
- كل حاجة يا علي
شعرَ علي بخفقات قلبه تزداد سرعة وكأنهُ فتاة مراهقة سمعت أسمها لأول مرة من فم معشوقها.
- اسمي حلو أوي منك يا ملاكي .
- انتْ حقاً تجيد الغزل
- وهل نسميه الغزل ولكي ما هو إلا الحقيقة الكاملة !
احمرت وجنتيها من كلامه الذي يطرب الفؤاد.
وظربت كتفهُ بخفة وهي تقول
- خلاص يا علي، بلاش تبصلي كدة.
وعندما أيقنت ملك بأنهُ لم يستمع لكلماتها وهو يشبع عيناه في النظر الى ملامح وجهها وينظر الى داخل عينيها ويسرح في بحر عشقها اكثر فأكثر.
احمرت ملك تحت أنظاره وشاحت بأنظارها بعيداً عنه.
فأمسك علي بطرف وجهها وهو يقول
- لا تشيحي بعيناكِ بعيداً عني دعيني أنعم قليلاً بهذة اللحظة.
- خلاص يا علي
وحينها ابتسمت ملك ابتسامتها التي تخطف الأنفاس من صدره. فقال علي بشئ من الغيض
- أغلقي عن مرأي تلك الأبتسامة، فأنا بالكاد أتمالك نفسي لكي لا اخذكِ بين احظاني وأشبع أنفاسي من أريج عطرك.

ضياع العشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن