الفصل الخامس عشر

67 11 9
                                    

لا تَقتُل:
إلا تعلم أنك حين ترحل كُل مرة تَقتُل فيها جسدي وروحي
لا تَقتُل
إلا تعرف كم أن كلماتك القاسية تترك أثراً حاداً في فؤادي
لا تَقتُل
إلا تسأم من هذا الحال فأنا المصابة في كل مرة
لا تَقتُل
ذبحتني سكينكْ أكثر من ما أستطيع أن أذكر
لا تَقتُل
لأن روحي فارقت جسدي منذ الذبحة الأولى.
***************************
كالفورنيا :سان دييجو

يجلس في أقرب المقاهي للجامعة وهو يقرأ كتاب بكل هدوء. يبدو عليه أنهُ مرتاح نفسياً. يبتسم تارة وأخرى تعبس ملامحه. تعبيرات وجهه تتغير مع كل كلمة يقرأها لأحلام  مستغانمي في كتاب يدعى نسيان كوم .
كان يردد أحدى وصايا أحلام في عقله وهي أكثر من أعجبته من الوصايا العشر.تقول فيها أحلام توقع الفراق:
"علينا أن نربى قلبنا مع كل حب على توقع احتمال الفراق، والتأقلم مع فكرة الفراق قبل التأقلم مع واقعه.. ذلك أن فى الفكرة يكمن شقاؤنا".

وفي تلك الأحيان حيث كان يسرح في عالم أحلام جائت شيرلي وجلست على الكرسي المقابل له وبدأت بأزعاجه كالعادة.

- ماذا تريدين؟ أختصري!
- لماذا يا عزيزي تعاملني هكذا فأنا لدي شئ سيهمك كثيراً! ولا يجوز فيه الأختصار.

عدل ماجد من جلسته وهو يشعر بالريبة من هذه الأفعل التي تجلس أمامه.
- ما هو؟
- لنقل فقط أن جميع عائلتك سيعلمون ما كنت تفعل في أمريكا غير الدراسة.

صرخ ماجد بها من بين أسنان مصطكة بغيظ وغضب أسود.

- ما الذي تقصدينه يا شيرلي ماذا فعلتي بالتحديد؟
- تؤ تؤ تؤ، أنت تظلمني لم يكن فعلي بل كاميليا هي من فعلت. أليس كذلك عزيزتي؟

لتأتي تلك الشقراء عند سماع أسمها وهي تسير بخطى بطيئة خشية من غضب ماجد ومن تمرد وسخط شيرلي.
وصلت أمامهم وأنزلت أنظارها للأسفل وهي تتوسل شيرلي بعينيها أن تعفيها من هذا الموضوع. هي لا تريد أن تكون في منتصف خلافاتهم التي لا تنتهي.

- كاميليا هل هذا صحيح؟ ماذا فعلتي؟
- ألتقطت .... بعض الصور!
- لي أنا....وماذا يعني وأن كان!

كان ذلك جواب ماجد المتهكم.ليأتيه رد الحرباء التي تجلس أمامه.

- لا تستخف بي لست مغفلة. أنت أهنتني أمام رفيقاتي وأنا أرد لنفسي بعض الأعتبار لا أكثر.

- ما نوع هذه الصور؟ هل لي أن أراها؟
- بالطبع لدي ألف نسخة لا تقلق.
وقدمت نحوه ظرف كبير مغلق. فقام يفتحه ببطء والتوتر الذي كان يود أن يخفيه بات من السهل رؤيته على ملامح وجهه.
كانت الصور له مع شيرلي وهو يحيط خصرها بيديه وظهرها يقابل صدره. وأخرى وهو يديرها وأحدى يداه لا زالت على خصرها ويداها تلتف حول رقبته. وغيرها وغيرها في أماكن مختلفة تجعل عقله بالكاد يستوعب ما يحدث الأن.
كان يردد جملة واحدة في عقله حتى قالها بصوت عالي.

ضياع العشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن