" يا بطة يا بطبوطة أحضري قالب الحلوى و لا تأكلي نصفه في الطريق "
ابتسمت ضاحكة و هي تضع قالب الحلوى امام ظيوف أمها غير آبهة بتلك النظرات القاتلة و الهمسات الساخرة ، هي تعلم بأن خديها أحمران كحمرة الدماء في عروقها ، ليس ذنبها انها خلقت هكذا محمرة الخدين في كل فصل و كل يوم و كل سنة ، تأخذ حبة حلوى لتلقي بها في فمها الكبير بالعة إياها في لقمة واحدة و هي تستمع لضحكات من حولها و لا تبالي ، هي تحب الحلوى و لن تفرط في حبها مهما قيل عن أن هذا الحب محرم عليها فهي تحتاج لحمية في اسرع وقت فبدنها قد فقد تضاريسه بسبب السمنة ، دخل وجهها الدائري المتفخ في عنقها و تكدس بطنها طبقات فوق طبقات و رغم أن الجميع يتهم حبيبها الأكل في سوء حالها كما يقولون إلى أنها تأبى الاعتراف و تجد نفسها مميزة فكل شيء الى حبيب معدتها
" الكثير من الطعام لا يضر " هكذا تقول دائما
تضحك على الدعابات التي تطلق عليها كل ثانية كل ما مل أحدهم و احتاج الى الترفيه لا يتكاسل عن المزاح عليها لا معها و تلقيبها بالبطة و الفيل و مختلف الحيوانات أو الأشياء ذوا الحجم الكبير
حتى والدتها صارت تناديها بهذا الاسم و نسيت بأنها قد اطلقت عليها اسم دنيا يوم فتحت عينيها لأول مرة في هذه الدنيا ، نسيت انها لم تكن يوما هكذا لكنها أصبحت مدمنة على الطعام عندما لم تجد حنانا تدمن عليه ، أهملتها الام و تركها الاب و اصبحت نكتة الإخوة المفضلة و حقيبة البوكس المعلقة التي يرمي عليها الجميع بالشتائم ليفرغ غضبه
لم تبالي يوما و لم تهتم حتى عندما تركتها صديقاتها الوحيدة التي باتت تفضل المضاهر عليها واصلت الاكل بشراهة و واصلت الانتفاخ و هي ترسم تلك الابتسامة الغبية على وجهها كلما تعرضت للإهانة فأضيف الى قائمة الالقاب لقب صاحبة القلب البارد اللقب الوحيد الذي لم يناسبها فقلبها حي يؤلم ، ينزف و جراحه صارت أعمق و أعمق كلما ابتلع حلقها المزيد من الطعام
لم يفهم احد أن ألم قلبها الذي لا يتوقف هو ما جعلها تنتحر كل يوم و ببطء ، تقتل نفسها بكل لقمة تلقي بها الى فمها .
أنت تقرأ
همسات من خيالي
Literatura Femininaو لأنك ستحتاج للحظة مع نفسك و لأن هنالك صمتا أقوى من الكلمات و لأنني سأمنحك بصيصا من المشاعر لتواصل نهارك الطويل في هذه الحياة ربما بعض الهمسات ربما بعض القصص مصحوبة بالنغمات خواطر من القلب إلى قلبك ملاحظة : كل ما هو موجود من نسج الخيال و لا أ...