البداية

3.3K 177 331
                                    


زوابع رملية عصفت أرجاء المكان، حاجبة جلاء الرؤية ومسببة العمى المؤقت، لكن كما تسطع أنوار الشمس الحارقة، تنبلج في قلب تلك البيداء القاحلة على سفح تلةٍ رملية، قلعةٌ تناطح العنان، أبوابٌ عظيمة يعلو صرير أقفالها الموصدة، آتياً مع صفير الريح نحونا، كأنها تهمس لنا بكلمات ترحيب مغمغَمة، هنا تنتظر أبواب القلعة وصول المفاتيح ناجية من لطخات أخطاء شائعة، وهنا حيث ستوصلون سلام أصحاب المفاتيح لأصحاب القلعة، جالبين بشرى سعيدة بأن أماناتهم وصلت معافاة من كل لبس.

هذا الكتاب كما ذكرنا سابقاً تابعٌ ومرافقٌ لكتابنا الآخر 《مفاتيح الناقد》 حيث سيكون التطبيق الفعلي للعلم النظري الذي اكتسبتموه، راجين أن يكون ترسخ وترسب في باطن عقلكم.

سيضم الكتاب فعاليات متنوعة أشبه بورشة كتابة طويلة المدى، تتيح لكم اختبار فهمكم التام، ومفاتيح الحل ستجدونها قبل يوم من وصولكم لكل باب الجديد، ستتعلق الفعاليات بما قرأتموه في مفاتيح الناقد، وستكونون قادرين على تطبيق مفاهيمكم المكتسبة بشكل فعّال. (أي ببساطة اذهب لقراءة فصل مفاتيح الناقد قبل إكمال هذا).

سيتم توجيهكم لباب جديد كل يوم إثنين، ويسبقه فصل يحمل مفتاحاً جديداً كل يوم أحد، في حال انشغالك في هذه الأوقات، لديك أسبوع كامل، احرص على العودة مجدداً لتأخذ تمرينك، حتى تصل للمراد الفعلي من تلك المقالات المفصلة.

قبل البدء بالأسئلة البسيطة هنا، قم بعمل منشن لأصدقائك ليشاركوك هذه الفعالية الصغيرة.❤💪

وحتى تستطيع فتح تلك الأبواب الموصدة تباعاً، يجب عليك إيجاد نقطة الانطلاق أولاً، وعليك أن تحل لغز تلك الحروف الفارّة من بين يديك، اقبض عليها ببأس وصلابة، وهنا حيث نقدم لك خريطة مستقرها، اتبعها بحرص حتى لا تضل.

١_  الحرف الرابع من اسم قائل جملة: 《 مشكلة معظمنا هو أننا نفضل أن يقتلنا المدح على أن ينقذنا الذم》.

٢_ حرف كُرر مرتين في فلسفتنا، هو عتبة اسم ناقدنا الألماني نيتشه.

٣_ الحرف الثالث عشر في فصل المقدمة من كتاب مفاتيح الناقد

٤_ من جمال لغتنا أنها تحوي حرفاً يبتسم.

٥_ وبيداء قاحلة نلتقيها بحثاً عن أملنا المنشود، ملامسين للحرف الثالث من مكان اجتماعنا ومخفيينه في يدك، عسى أن تعقل وتستخدمه بحكمة.

٦_ من كثر مدحه كثر كذبه، والمدح آخره هو المراد

٧_ عُد لرقم ٣.

٨_ حرفٌ يفيد التعليل، وينصب المضارع بأن مضمرة.

٩_ أول حرف من اسم كاتبة أجنبية ألفت كتاباً نقدياً بارعاً يناقش الشخصيات، وهو ذاته اسم مغنية لبنانية مشهورة.

١٠- عد لرقم ٧.

١١- متحكماً بعقلك وحواسك، مبعثراً ألمك وأملك في سطورك، قلم والقاف سباقة، ستجد ضالتك بين ثناياها.

١٢- مطلع اسم من هوس قراءنا العرب في هذه الحقبة 《القديرة》ومن أصبح يضرب باسم كتبه بمقياس الثقافة عند البعض، ومن معظمنا لازال لا يعرف نطقه الصحيح.

اجمعوها وصفوها بالترتيب حتى تصلوا لمبتغاكم، وأخبروني ما هي الإجابة.

ما بين النقد والانتقاد، تكونت هالة رعب غلفت المكان بسرمدية قاتمة، مبعدة كل خَجِلٍ أو متردد، بشهادة لسان حال بعضكم، أريد الدخول خلجات عقلكم، ما هي فكرتكم عن النقد؟ ماذا تعرفون عنه؟ ما هو النقد في مخيلتكم؟

الفهم العميق والعقل المتفتح، يكشف الستار عن الفرق بين النقد والانتقاد، فكل منهما يقف على ضفة متضادة، متصارعين بنزالات خفية تؤجج كلاً منهما، ابعدوا غمامات الظلمة من حولكم، وأخبرونا ماذا تعرفون عن كل منهما؟ هل تستطيعون التمييز بين حفافهما؟


لدينا مثال مع العضو زمرد:

النص مقتبس من قصة "كانديد Candide" للكاتب الفرنسي فولتير.

يقول بونغلوس، شخصية من القصة، وهو فيلسوف.

《إنه لواضح أن لكل سبب وقع. فإذا كنا نملك أنوفًا، فهي من أجل ارتداء النظارات، لهذا نحن نرتدي النظارات. وإن كنا نملك أرجلًا، فذلك لكي نرتدي أحذية، لهذا نرتدي أحذية.》

ما تصوراتكم حول النص أحبتي؟

لكن، قبل أن تكونوا واحدًا كاملًا، لأتحدث لكم قليلًا عن فولتير نفسه.

خلال عصره، كانت الكنيسة الكاثوليكية مهيمنة على عقول الناس، وتبنت لها فلسفة رجل يدعى ليبنيز، والتي تتلخص في الآتي:

الرب كامل، وبالتالي، فقد خلق عالما كاملا، لهذا، البشر كيفما كانوا فهم جيدون، وبالتالي، لا يوجد شر.

هذه الفلسفة بالتأكيد، لها أبعاد سياسية، إنها تخاطب الشعوب المسيحية، تطالبها بالسكوت رغم كل الفقر الذي تعيشه، ببساطة لأنه لا يمكن للرب أن يخلق شيئا غير كامل. وإن ادعى أحدهم بغير ذلك، فهو إذا يخالف أوامر الرب.

فولتير وآخرون في عصر الأنوار، رفضوا هذه الفكرة وحاربوها، هنا، الكاتب ينتقد هذه الفكرة بسخرية.

وهنا، سؤالي الوحيد، كيف انتقد الفيلسوف الفكرة؟

~●~●~●~●~●~●~●~●~●

حتى هذه النقطة، لقد دلفتم من البوابة الرئيسية، وبقيت حجرات وأبواب كثيرة عليكم فتحها، ستحصلون على المفتاح الجديد في فصل مفاتيح الناقد القادم، دمتم بحب، كونوا دائمًا كما نحن...في الجوار❤

بواباتُ النقدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن