جثثٌ مرمية في كل زاوية، أوصالها متناثرة في الأرجاء، قد تجد يدًا هنا وأخرى هناك!
وهذا الرأس معلّق بالباب، ربما الشَعر خاصته كان قويًا للدرجة التي تجعله يبقى مربوطًا.هي أجسامٌ ميّتة كباقي الجثث التي نراها، لكنها تميّزت بأمرٍ جعلها تختلف!
تلك الشيفرات الحمراء التي خُطَّت على أجزاء الأموات المقطعة، وقد عَجز المحققون عن فكّها، فهل هذا يشمل النقّاد؟
لكل ناقدٍ عين ثاقبة تتصيد الأجواء، تمسك الفريسة وتوقعها في شباكها، وكأنها ترمي حبلًا فتعانق جسدها، يلتف حولها ويربطها فيجعل توازنها يختل، وهل هذه هي النهاية؟
لا بالطبع! فالناقد سيعيد تشكيلها بالشكل الذي يرغب به، حسب قانون التوازن خاصته.
لذا أيها النقاد المستقبليون، هل أنتم مستعدّون لفكّ الشيفرات معنا؟ هل ستتمكنون من إعادة كل يد وقدم لمالكها الحقيقي؟
تحدثنا سابقًا عن السرد، وهو الأداة الخارقة التي تستطيع ربط أي شيء.
أرونا مهاراتكم خلال هذه الكلمات المتقطّعة، كيف ستربطونها ببعضها؟ كيف ستجعلونها متوازنة كنصٍ أو حدث مثالي؟-بحيرة زرقاء، أشقر، شمعة، حُب.
-كوخ صغير، غابة، عصفور، ذئب.
-ناطحة سحاب، صرخة، ظلام، آلة.
أبدعوا في صنع حبالكم، لا تتقيدوا بحدّ معين، لنرَ من باستطاعته ربط الجثث لتُدفن بسلام!
ولعلَ الأمر لا يقتصر على جمع وربط، فالأفواه لا تكف عن الحديث، والنساء كما تعلمون جميعكم هم المصدر الرئيس لثنائي أوكسيد الكاربون -لكثر ما يتنفسن ويثرثرن-.
لذا ولأنني أملك رادارات خاصة، استطعت التقاط بعض من حديثهن، لكنه لم يكن بالشكل المتوازن لأعلم بعض الأسرار.هلّا تساعدونني؟ كل ما عليكم فعله هو استخدام علامات الترقيم لتفصلوا بين الحديث المتداخل.
الحوار:
-أتعلمين سمعت شائعات تقول أن المجرم كان ملثمًا وهو يقتل كل من يؤذي النساء
-حقًا
-أجل أجل ياله من رجل نبيل
-في هذه الحالة علي أن أخاف على زوجيوهذا كل شيء! سأكون ممتنة لمساعدتكم، ولا تنسوا أن فريق النقد في الجوار لأي سؤال بخصوص فعاليتي اليوم، دمتم بخير ورأس سالم.❤
-ساكورا
أنت تقرأ
بواباتُ النقد
Non-Fictionلا تسطع أهمية المفتاح دون قفل مغلق، هنا حيث نقدم لك أصفادنا وأبوابنا الموصدة، مسلمينك مفتاحاً ثميناً، ومطالبين بفتح الباب أمامك، سائرين خلفك وداعمينك، حتى تصل إلى نهاية الأبواب، حيث تجد نفسك قد أصبحت ناقداً وكاتباً بمفاهيم واضحة راسخة. هذا هو الكتاب...