تدخل الساحرة الطيّبة كوخها، تُحمحم للفتاة التي تغفو على الأرض، تستيقظ الأخرى فزعة، تترقب بصمت صوت الأخشاب التي تصدر صريرًا كلما خطت العجوز عليها. تجلس على كرسيها الهزاز لتقول:
- رؤيا، هل استطعتِ الاستفادة من الدرس الذي قدمته لكِ صباحًا؟
- أظن ذلك يا جدة، لكن الوصفة التي منحتني إياها يكاد ينعدم الطعم فيها، ولم أستطع استخلاص أي ترياق منها.
- ماذا قلتِ في تعويذتك؟
- لقد قُلتُ:«استيقظت صباحًا بشوش الوجه سعيدًا لأنني اليوم سوف يكون أول يوم في المدرسة الجديدة فهذه المدرسة الجديدة تقع بعيدًا جدًا من منزلي فركضت أضحك وأركض في كل المنزل وظللت أحوم هنا وهناك لكي أحضّر نفسي جيدًا وكانت الساعة المعلقة في الحائط لا تسعفني وهي الساعة التي اشتريناها من دكان ساعات مشهور وهي جدًا مزخرفة ولا أدري لماذا تصدر صوتًا مخيفًا فهذا الصوت عالٍ دائمًا وهي ترعبني خرجت من المنزل أتحمس للمدرسة الجديدة ولما سيأتي تاليًا وعندما وصلت المدرسة بعد ركض وركض جثوت على ركبتاي لكي أتنفس وتابعت أترنح حتى سقطت على الأرض بطريقة لم تؤلمني كثيرًا لأني خفيف الوزن حيث أني لا أبلغ سوى سبع سنوات في الحقيقة ركضت المديرة وركض كل من كان حولي إلي وقالت الممرضة أن ما حدث كان بسبب إصابتي بفقر دم ما جعل والداي يمنعانني من الذهاب للمدرسة وهكذا بقيت في المشفى مدة لا بأس بها لأني كنت أستلم الدم وبذلك انتهت أيام المدرسة الجديدة الأولى دون أن أستمتع بها»
هذا كل شيء.
- حقا يا حلوتي؟ ألا تظنين أن الوصفة كانت لتخضع لك وتكون أقوى وذات طعم مُستحَب لو استخدمتِ نصائحي؟
- إذن، لو اتبعتُ نصائحكِ، كيف كانت لتكون؟ وكيف كان علي التركيز على بناء أفعال تعويذتي؟ هل كان يجب أن أضيف شيئا، أو أغير أمرًا؟
إنني بحاجة لإجابة يا جدة!
- ستجدينها، المفاتيح بين يديك.-ماربل.
أنت تقرأ
بواباتُ النقد
Non-Fictionلا تسطع أهمية المفتاح دون قفل مغلق، هنا حيث نقدم لك أصفادنا وأبوابنا الموصدة، مسلمينك مفتاحاً ثميناً، ومطالبين بفتح الباب أمامك، سائرين خلفك وداعمينك، حتى تصل إلى نهاية الأبواب، حيث تجد نفسك قد أصبحت ناقداً وكاتباً بمفاهيم واضحة راسخة. هذا هو الكتاب...