البارت العاشر (الرحيل)

296 4 0
                                    


الرحيل ،،،

بصمت يرحل وليد وقوته أنتي عندما كنتي بجانبه فمكانه ليس مكانه وجد من بعدك ياسارة يسقى الآلم التى تنخر جسده البالي كان يرى كل جميل عند حلمه برؤيتك ياسارة فغيابك هو تعبه فقط ، ، مؤمن بأنه سيلتقي بك ولو في حياته الثانية لم يستطع تحمل أيامه بدونك لقد إختفى طيفك وتبخر فقد زار غرفتك أكثر من مرة أنه لص الحب ، ولكن أختفي خيالك وعبيرك منها .

سيذهب الآن وصرخته لا تزال تهز أركان دواخله .

سيمارس الإشتياق لك بعد أن يدفن وينثر على قبره أزهار ذبلت بعد أن قطفت من بستانك ممسكاً بها بأحضانه ، وسوف يدغدغ قلبه همسات منطوقك فكلماتك تصل اليه أينما كان .

حينما يكون الزمان يمضي وهو يعد أيامه وساعاته ودقائقه وثوانية ويغمض عيناه فتلاقيه ياسارة ليعانقك كعناق الطائر مع صغاره تلك هي السعادة والسلام بمنظوره .....

تنزف الجروح عندما تزوره الذكريات التى مرت بكما هنا يستسلم ويبكي بكاء طفل فقد أمه .

مالا تعرفينه عنه هو أنه ذاهب وقد يكون ذهابه بلا عوده فقد أنهكنه المرض وهذا هو إعلانه لكل من أحبه بأنه ذاهب .

أروي حكاية وليد مع مرضين مرض قلبه الملكوم على فراقك ومرض جسده الذي أطبق عليه المرض الخبيث .

ما أخفاه عنك وليد هو انه لم يكن يظهر عليه أي أثر من أثار المرض فقط عاش حياته ولم يكن قد زاره ضيفه الثقيل . كان يتهكم عندما يسمع أحدهم بعد وفاته ونعيه بمقدمه (بعد صراع طويل مع المرض) ليؤكد لي بأن الدنيا ماهي الا طريق لحياة ثانية وما أجمله من طريق يكون فيه من ينسيك هذه المقوله كما فعلتي أنتي ياسارة كأنك التوت الأبيض في جماله وكأن المرض الخبيث هو السم عند تذوقه

وقبل لقياك بأشهر أحس في أحد الأيام بألم في أسفل بطنه ولكن لم يكن ذاك الألم المرعب كما الأن وأكشفت بعد مراجعته للمستشفى بأنه مصاب بسرطان الكبد تلك كانت بدايته مع المرض . عندما أخبرني خفت من لفظ كلمة سرطان فقد جال في تفكيري تلك الاوجاع التى تنتهي باستسلام الجسد منهكاً مخرصة أفواه من حوله من محبيه وأقاربه وأصدقائه وأنا منهم لقد قراء في عيوني شفقة عليه لم أستطع أن أخفيها ولكنه كان يشعرني دوماً بالسعادة والتى عرفت سببها بعد أن حطت يداي على قصاصات أوراقه .

فقط قربك منه هو ما جعل منه ذاك الشجاع الذي لايهــــــــــــــــــــــــمه أي شي. ومن جعل له نورا بأن الحياة تستحق المجابهه والوقوف أمامها فقط لإسعادك رغم الدموع والتلوي بالاوجاع لم يشعر بأنه مريض أبدا بعد أن عرفك ياسارة فلم يفقد الحلم بغداً سعيد وأنتي بقربه لم يشعر بالخجل أمام الاصحاء .

وعند تفكيره بالموت حاول بأن يقنع عقله بأن الموت سيمر على الجميع .

أرهقته فقط فكرة الفراق وليس الموت لأنه حاصل حاصل له ولغيره كما زار الموت زوجك البائد فطعم الفراق مر شديد القساوة ، لحظات الفراق هو الموت الأكيد بمنظوره فلا يهمه توقف نبضات قلبه .

ذهب وليد ورحل ولم يتبقي سوى الذكريات بقصاصات منثورة في أحد أدراج مكتبه ولم يكن قتيل المرض هو قتيل الفراق فقط ...........

حين لا تكون قادرا على البقاء لتعطى الطرف الاخر نفحة من روحك حتما سوف يذبل وينتهي ولكن هناك أمل بلقاء الارواح ولو في الاحلام .

سارة :

لا تعلم بأن وليد يرقد تحت الثرى تمنى نفسها بغائب توقف نبضه وتوقفت أنفاسه . وحتى في الموت كانت سارة عند وفاة زوجها سعيدة ولكن هل ستكون بتلك السعادة عندما تتبلغ بوفاة وليد ففراق من نحب ليس كفراق من سواه ممن نكره .

لم يكن لها سوى الاحلام لتقابله فيها في كل ليلة تلف على وجهها غطاء نومها بينما وسادتها هي حوض لدموعها . حديثها فقط كان مع حيطان غرفتها الكئيبه .

لم يتبقي لها سوى صورة أهداها لها في أخر لقاء جمعهما تستفيق لتحضنها في عز إنكسارها .

اليوم هو الرابع عشر من فبراير لعام 2012م الساعة الواحدة مساءً ـ

أتدرون ما هو هذا اليوم إنه يوم الحب إنه يوم أول لقاء جمعهما ، أكثر ما كان يتعبها هو الخروج من الكلية في هذا اليوم وحينها لا تجد من كان يستقبلها كما سابقاً .

ولكن حبها الخالد يبقي كذلك وإن فرقتهم الدنيا فروحك دئما ما تلتقي روح محبوبك وليد وتحدثها ممتجزة تلك الروحين مهما أبعدتكم نوائب الدنيا ومصائبها .

أفتقدك  رواية سعوديةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن