اسبوع آخر؟ لا, يا الهي ! اشعر بالملل لدرجة الموت هنا"
صرخت لورا بيأس امام اصرار عمتها على تمديد اقامتها اسبوعاً آخر في هذا الفندق المعزول في وسط الريف الفرنسي. بالتأكيد كانت لورا تحب الطبيعة الجبلية , لكنها لا تطيق البقاء هنا مدة اطول, فهي شابة في العشرين من عمرها بحاجة للرفقة وللتسلية بينما لا يوجد في هذا الفندق الا اشخاص مسنين باستثناء شاب واحد يخرج منذ الصباح ولا يعود الا في المساء . الحمد لله ان موظفة الاستقبال شابة بإمكانها ان تتكلم معها وإلا لكانت ماتت اختناقاً في هذا الفندق.
خرجت لورا من غرفة عمتها ودخلت غرفتها المجاورة في الطابق الثاني من هذا الفندق المؤلف من خمسة طوابق.ريحانةوقفت امام النافذة تسأل النجوم عما يخبئه لها القدر, يقولون ان النجوم تتحكم بقدر الناس, فأين هي نجمة حظها ومتى ستضيء ظلام حياتها؟ منذ ان توفي والداها وهي تعيش مع عمتها , ولكن قلما تتفق معها.
تناولت لورا فرشاة الشعر واخذت تسرح شعرها امام النافذة , فجأة , لمحت رجلاً يتنزه وحده في حديقة الفندق , انه نفس الرجل الذي تلتقي به مراراً في مطعم الفندق, لكنه لم ينظر اليها ولا مرة واحدة, مع انها كانت واثقة من جمالها ورقتها. اثار هذا الرجل فضولها وتساءلت لماذا هو دائما وحيد , ولماذا نظرات الحزن في عينيه ؟منتديات ليلاس
اوه, لماذا تشغل نفسها بحزن هذا الرجل الغريب عنها؟ الا يكيفها بؤسها وسجنها الأبدي ووحدتها ؟ ابتعدت عن النافذة ودخلت الى الحمام, الأفضل لها ان تستحم وتنام وتستسلم للأحلام , فالأحلام افضل بكثير من هذا الواقع التعيس الممل.منتديات ليلاس
لكن عندما خرجت من الحمام, لم تتمكن من ان تمنع نفسها من الاقتراب من النافذة بحثاً عن ذلك الرجل.
انه يجلس الآن تحت الشجرة ويمسك غصناً يابساً يلعب فيه بالرمال .
ترى بماذا يفكر؟ ما الذي دفعه للوحدة في هذا الفندق؟ أيكون هارباً من العدالة أم انه ترمل مؤخراً , أم انه فقد ثروته كلها ؟ ... يا إلهي , لماذا افكر به , قالت وهي تطرد هذه الاسئلة من رأسها وترمي نفسها على السرير.
في صباح اليوم التالي , وجدت لورا الفرصة مناسبة للتنزه قليلاً طالما ان عمتها اختارت ان تقضي فترة قبل الظهر مع صديقاتها الثرثارات . ارتدت ثوباً قطنياً ازرق وسلكت الطريق الفرعي بين التلال المحيطة بالفندق وحزمت امرها على ان تستقل بحياتها وتبحث لها عن عمل محترم يمكنها من استئجار شقة صغيرة في المدينة, فعمتها الثرية بإمكانها ان تجد ممرضة ومرافقة لها بدلاً من ابنة اخيها. هكذا تتمنى ان تشعر باستقلاليتها وبوجودها. فهي في العشرين من عمرها واصبحت قادرة على التصرف وادارة شؤون حياتها. في طريق العودة الى الفندق تعبت من السير , فجلست تحت شجرة وارفة الظلال واخذت تدلك ساقيها .
فجأة , لمحت قامة رجل يقترب . يا إلهي ! ما هذه الصدف؟ انه نفس الرجل المتوحد الحزين. هبت واقفة بسرعة ودفعها الفضول للإتجاه نحوه . ما ان لمحها الرجل حتى بدت على ملامحه الدهشة . لابد انه يتساءل ماذا تفعل فتاة وحيدة في مثل هذا المكان.ريحانة
" صباح الخير !"
" صباح الخير , آنسة " اكتفى الرجل برد التحية وتابع سيره , وكأنه لا يريد متابعة الحديث.
لكن لورا مصممة على الكلام معه فغيرت اتجاهها وتبعته بسرعة .
" الطقس جميل الي
أنت تقرأ
أنت قدري - فلورا كيد - روايات غادة المكتوبة
Romanceبعد عام تقريبا على رحيلها عنه, فكرت لورا بافي بالاتصال بستيف لامب لتخبره بأنها انجبت طفله الذي لطالما كان ينتظره , لكنها كانت تخشى تدخل زوجته السابقة التي استطاعت بتهديداتها ان تمنع زواجهما قبل ايام قليلة من موعده. وعندما علم ستيف بأنه اصبح والداً...