الفصل الثاني

8.5K 237 8
                                    


" ولماذا ؟" سألته بدون تفيكر .
" لورا , انت جميلة وصغيرة , ولكنك لا تعرفين ماهي نتائج الأفعال . لقد لاحظت وجودك منذ وصولك مع عمتك الى هذا الفندق لكنني تجاهلتك لأنك لا تزالين صغيرة"
" ارغب برفقتك فقط"
" انت تريدين اللعب بالنار , ولكن دعينا من هذا الكلام الآن , سنتابع الحديث حول مائدة الغداء في مطعم الفندق , أنا ادعوك هذه المرة , ما رأيك؟"
رفعت لورا نظرها نحوه فابتسم لها بحنان كأنه ينظر الى ابنته .
" موافقة "
" سنلتقي في المطعم بعد نصف ساعة"

" ولكن لا تتأخر"
خرج ستيف من غرفتها وهو يضحك. عندما دخلت لورا الى المطعم بعد نصف ساعة لم يكن ستيف قد وصل بعد.منتديات ليلاس
" اوه, آنسة لورا "
التفتت لورا خلفها فرأت السيد جون ابن السيد رولان الذي خرجت معه عمتها, لم يكن ينزل في الفندق لكنه يزور والده كل يوم.
" اني ابحث عن ابي , هل رأيته؟"
" خرج لتناول الغداء مع عمتي, لكنني لا ادري اين"
"حسناً , بإمكاني انتظار عودته , أيمكنني الجلوس ؟"
ارتبكت لورا ولم تعرف بماذا تجيب .
" أأنت على موعد مع شخص آخر ؟"
" للحقيقة ...."
" اوه , لورا , لا بأس . أراك في وقت آخر " واتجه نحو الباب حيث كان يقف السيد ستيف وينظر اليها , تابع جاك سيره ولم ينتبه لنظرات الحقد التي رمقه بها ستيف.منتديات ليلاس
" ماذا كان يريد منك؟"
" اوه ,ستيف , انت تأخرت "
" انت لم تجيبي على سؤالي"
" كان يسألني عن والده, والده صديق لعمتي... "
" حسناً , حسناً"
" ما بك؟ أتعرفه؟"
" لا , لكني ...أغار " ثم جلس وسألها عما ترغب به من طعام .
احست لورا بقلبها يطير فرحاً, ستيف يغار عليها , هذا يعني ان هناك املاً.. كان الغداء لذيذاً 
, وستيف لطيفاً, لم تحاول لورا ان تسأله عن سبب وحدته وقررت ان تترك ذلك لفرصة اخرى. وعندما غادرا المطعم , رافقها ستيف حتى باب غرفتها , حيث وقف يتأملها طويلاً.
" شكراً على هذا الغداء وعلى لطفك" قالت له وهي تشعر بازدياد دقات قلبها .
" لورا ..." ودخل واغلق الباب برجله وضمها الى صدره فقدمت له شفتيها قبل ان يبحث عنهما وبادلته قبلة طويلة حارة , فهمت من خلالها انه يرغب بها كما ترغب به تماماً. لكنه كان اول من رفع رأسه ودفعها عنه بكل حزم ولكن بهدوء.
" انا آسف "
" ستيف , ارجوك ..."
" لا , لورا , اذا لم نتوقف سنقوم بعمل تندمين عليه غداً"
" ولماذا اندم ... أنا احبك. انت تعقد الأمور"
" يجب ان اخرج الآن . انت لا تدركين ماتقولين "
" ولماذا ؟"
" انت تعرفين ... فكري جيداً لورا , كنا على وشك ارتكاب غلطة لا يمكن اصلاحها . لا يمكنني ان استغل براءتك , انت صغيرة ..."
" كن صادقاً وقل انني لا اعجبك , انت تفضل النساء ذات خبرة , قل انك تريد التخلص مني"
" لا, لورا , أنا أدين لك باستعادة الأمل. لقد جعلتني ابتسم واضحك واشعر بأنني لازلت حياً, لم اشعر بمثل هذه الراحة منذ مدة طويلة "
" اوه, ستيف , ولماذا تحرم نفسك منها ؟" ورمت بنفسها بين ذراعيه.
" كفى لورا, أنا ذاهب , وانسي كل شيء حصل بيننا"
في صباح اليوم التالي, اعلنت لها عمتها عن تمديد اقامتهما لأسبوع آخر في هذا الفندق. لم تفهم لورا حقيقة مشاعرها , أهي سعيدة لأنها ستتمكن من رؤية ستيف خلال هذه الأيام القادمة ؟ أم انها حزينة لأنها ستضطر لتحمل برودته وصده لها مرة اخرى؟
ولكن حصل ما لم تكن تتوقعه, ولم يظهر ستيف خلال الايام الثلاثة التالي. احست لورا بفراغ كبير اثناء غيابه . ولكنها علمت من مكتب الاستقبال انه لم يلغ حجزه وان حقائبه لا تزال في غرفته.
في مساء اليوم الثالث وبعد ان قرأت لعمتها فصلاً مملاً من رواياتها المفضلة, دخلت الى غرفتها ووقفت امام النافذة تسأل النجوم عن ستيف . فجأة ايقظها رنين الهاتف من احلام يقظتها , انه ستيف.منتديات ليلاس
" ستيف ! يا الهي . اين كنت؟" سألته بلهفة واندفاع.
" وهل افتقدتيني كثيراً؟"
" اوه, ستيف , كل مافي الأمر انك اختفيت دون اية كلمة؟"
" هل تناولت عشاءك؟"
" للحقيقة لا "
" وافني الى الأسفل ستناول العشاء في مطعم الفندق, ارغب برفقتك"
اقفلت لورا السماعة وقلبها يطير من الفرح , وخلال عشر دقائق كانت مستعدة للقائه وقد صممت هذه المرة على الدخول الى قلبه . وكانت قد ارتدت اجمل ثوب لديها وزينت وجهها الشاحب بعد أرق الايام الماضية.
كان ستيف ينتظرها امام البار , ما ان رآها حتى توجه نحوها وقادها الى المطعم.
" انت جميلة جداً هذا المساء , هل كل هذه الأناقة من اجلي ؟"
" علك لا تمل من رفقتي سريعاً هذه المرة"
" أرى انك مددت اقامتك في هذا الفندق"
" يبدو ان عمتي البالغة الخمسين من عمرها وقعت بحب السيد رولان ولا استغرب اذا تزوجا قريباً, يبدوان متفاهمين جداً"
" واذا تزوجا , ماذا ستفعلين انت؟"
"حتى ولو لم تتزوج عمتي, كنت افكر مؤخراً بالبحث عن عمل"
" وماذا ستعملين ؟"
" في مكتب للمحاماة مثلاً. كنت اتمنى ان اصبح محامية , لكن وفاة والدي منعتني من دخول الجامعة"

" ولماذا تعملين ؟ بسبب النقود ؟"
" لقد مللت حياتي هذه, اريد ان اشعر بالاستقلال عن عمتي"
امسك ستيف يدها ونظر طويلاً الى عينيها , وهم بالكلام لكنه غير رأيه وسألها عما تريد ان تتناوله من طعام فتركت الخيار له , فأمر الخادم باحضار العشاء .منتديات ليلاسمنتديات ليلاس
" ستيف , ماذا تفعل في هذا الفندق ؟ ولماذا انت وحدك؟"
" اقضي هنا فترة نقاهة . كنت مريضاً في الأشهر الاخيرة وقد نصحني الطبيب بالراحة التامة لمدة اربعة اشهر بعيداً عن العمل والضجيج فاخترت هذا الفندق المتواضع"
" وماهي طبيعة عملك؟"
" لورا , انا تاجر غني جداً, لكنني تعيس, بالاضافة لشركتي التجارية , ادير مصانع والدي للأنسجة. وقد تعرضت اخيراً لأزمة عصبية نتيجة الارهاق"
" انت غني جداً ؟" سألته لورا بدهشة " ولكن لم كل هذا الارهاق , أليس لديك موظفون ؟"
" بلى , لكنني لم اكن اريد ان اترك مسؤولية عملي على الآخرين , كما فعل والدي وكانت النتيجة خسارة كبيرة, اضطررت بعدها للعمل ليلاً ونهاراً لأعيد ثقة العالم الاقتصادي بمعاملنا , ولكن للأسف خسرت زوجتي باهمالي لها طوال هذه المدة "
" اوه , أنا آسفة , هل توفيت؟"
" لا , لقد وجدت الفرصة مناسبة اثناء غيابي المستمر , فأحبت رجلاً آخر ورحلت معه. لم تكن قادرة على تحمل غيابي المستمر, وهاهي النتيجة, اولاً افقد زوجتي وثانياً ادفع ثمن الارهاق من صحتي . لم أكن اهتم بطعامي ولا بنومي , فقدت وزني وتراكم الضغط على اعصابي حتى كدت اشبه القنبلة الموقوتة . لكنني بعد هذه الراحة الطويلة , استعدت قواي , لكنك انت من أعاد الي الأمل. صدقيني , بعد رحيل جانيت لم تؤثر بي اية امرأة اخرى. طلبت منك مشاركتي العشاء , لأنني معجب بك وارغب برفقتك"
" أنا آسفة لأنني دفعتك لاحياء الماضي , ولكنك الآن تبدو بصحة جيدة, ولا ضرورة للعودة الى الوراء, فكر بالمستقبل فأنت رجل غني , بإمكانك ان تقدم لنفسك كل مايسعدك . ولكني لم أكن اتوقع ان تكون ثرياً لهذه الدرجة. هل انت ثري لدرجة انك تملك قصراً او طائرة خاصة او ..."
ضحك ستيف وامسك يديها بين يديه.منتديات ليلاس
" أنا غني أكثر مما تتصورين ولكن كل هذا جاء على حساب صحتي واعصابي. بعد ثلاثة اسابيع سأعود لمتابعة اعمالي في الفترة الأولى سيكون العمل مرهقاً ولكني بعد ان أسوي الأمور العالقة, سأحدد دواماً للعمل ووقتاً للراحة. ولقد عينت مؤخراً مديراً للشركة كي اتفرغ للمصانع"
عندما رافقها ستيف الى غرفتها , طلبت منه البقاء معها قليلاً, لكن ستيف رفض وهو يطبع قبلة على خدها.
" ستيف , ابق معي , ارجوك"
" الوقت متأخر"
" ستيف , أنا احبك... أتفهم ؟ " وانهمرت دموعها واحست بالضعف الشديد.
" لورا , مابك؟" سألها بقلق ودخل واغلق الباب وراءه. امسك يدها وجذبها نحو السرير.
" ارتاحي وسأطلب لك حبتي اسبرين "
" لا اريد الاسبرين , اريدك أنت , لا ترحل, ارجوك"

نهاية الفصل

لا تنسوا التصويت

أنت قدري - فلورا كيد - روايات غادة المكتوبةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن