الفصل الخامس

6.5K 133 1
                                    


مستحيل , مستحيل ان يخدعها قلبها لهذه الدرجة! في الايام الاخيرة, كانت تلمح في عينيه حباً ورغبة كبيرين . وقبلاته , قبلاته كانت خير دليل على هذا الحب وتلك الرغبة ربما سيتصل بها غداً بعد ان تخبره الخادمة باتصالها . نامت لورا مع الفجر وهي تغذي هذا الامل الضعيف في نفسها .
استيقظت لورا في الساعة العاشرة من صباح التالي , فطلبت مكتب الاستقبال وسألت كيث اذا كان احد قد اتصل بها .منتديات ليلاس
" لا , آنسة , لم يتصل احد , انا آسفة "
تناولت لورا حبتي اسبرين لأن رأسها كان يؤلمها كثيراً, وطلبت رقم هاتف ستيف في باريس.

"آلو "
" آلو من ؟" سألتها امرأة تبدو من صوتها اصغر من تلك الخادمة التي اجابتها بالأمس.
" انا لورا بافي, اريد التحدث مع السيد ستيف"
" ستيف ذهب الى المكتب, ولكن هذه فرصة لأكلمك بنفسي آنسة بافي, انا جانيت لامب زوجة ستيف , لقد اخبرتني الخادمة بأنك اتصلت مساء امس , فأخبرت ستيف فهز كتفيه ولم يهتم للأمر . اسمعي آنسة , لقد تصالحت مع زوجي وعدت لأعيش معه بسعادة كما كنا نعيش من قبل, ولن اسمح لأية فتاة مثلك ان تحطم سعادتنا الجديدة, اعلمي انك كنت مغامرة عابرة في فراغ حياة ستيف العاطفية . انصحك ان تنسي امره وان تبحثي لك عن زوج آخر. لا تدعيني اسمع صوتك مرة اخرى, فهمتي ؟" واقفلت السماعة بحدة وعنف.
ظلت لورا تمسك السماعة بيدها عاجزة عن تركها , مع امرأة اشبه بالوحوش؟ ايكون لها شخصيتين, شخصية تحب الأنوثة في المرأة, وشخصية تحب فيها وحشيتها؟
لا, لا يمكنها منافسة هذه المرأة التي تمسك كل الأمور بيدها . ستتخلى عن المعركة وتستسلم , لأن ستيف لا يستحق ان تقاوم من اجله.
ستدفن حبها في اعماقها وتنسى لقاءها معه. انه الرجل الثاني في حياتها الذي يتخلى عنها, لن تسمح بتكرار ذلك , لن تسمح لأي رجل آخر ان يفرض نفسه عليها ويلامس قلبها . ستعيش لنفسها ولنفسها فقط.ريحانة
غسلت وجهها ونزلت الى بهو الفندق وطلبت من كيث ان تعلن امام كل من يسأل عنها بأنها غير موجودة وبأنها غادرت الفندق.
وامام الحاح كيث , اخبرتها لورا عن فسخ خطوبتها مع ستيف.منتديات ليلاس
" وماذا ستفعلين ؟"
" للحقيقة لست ادري. لا يمكنني الذهاب الى عمتي, فلم يمض على زواجها سوى بضعة ايام. كما وانني لا اعرف احداً آخر..."
" مهلاً , مهلاً لورا , لماذا لا تعملين مكاني لمدة شهر ريثما تكوني قد كونت فكرة واضحة عن مستقبلك ؟ السيد رينيه سيكون سعيداً , لقد اخبره العمدة بالأمس ان ابنة اخيه غير قادرة على الحلول مكاني"
" وكيف ادفع ايجار الغرفة؟"
"ستتقفين على هذا الامر مع السيد رينيه عند عودته"
"حسناً, سأكلمه , اعلميني لدى عودته"
في هذه اللحظة رن جرس الهاتف فأجابت كيث " فندق الريف , نعم ؟"
" الغرفة 102 لو سمحتي , اريد الكلام مع الآنسة لورا , انا ستيف لامب"
"ستيف لامب؟ كيف حالك سيد ستيف ؟" سألته كيث وهي ترفع صوتها لتسمعها لورا .

لكن لورا اشارت لها بأنها غير موجودة واسرعت الى الحديقة كيلا تضعف وتكلم ستيف.
بعد قليل , انضمت اليها كيث في الحديقة .
" ماذا قال لك؟" سألتها لورا وهي تشعر بالدم يتجمد في عروقها.
"تعجب كثيراً عندما علم انك قد غادرت الفندق, وقال بأنه لم يتمكن من الاتصال بك من قبل لأنه كان مشغولاً جداً"
" كاذب..."
" لكنه كان يريد ان يعرف الى اين ذهبت "
" وبماذا اجبته ؟"
" قلت له انني لا ادري , فأقفل السماعة وكان يبدو غاضباً جداً"
"شكراً لك , كيث" تمتمت لورا بصوت متقطع واسرعت الى غرفتها .منتديات ليلاس
بعد ساعة , اتصلت بها كيث واخبرتها بعودة السيد رينيه " ايمكنك مقابلته الآن؟"
" حسناً, سأنزل على الفور" اجابتها وهي تجهش بالبكاء" ليس امامي خيار آخر الآن "
بعد دقائق كانت تطرق على باب مكتب السيد رينيه.
" ادخل "
دخلت لورا واغلقت الباب وراءها , فنهض السيد رينيه على الفور واقترب منها " اخبرتني كيث كل شيء, انا آسف لفسخ خطوبتكما , اتمنى ان تتمكني من نسيانه بسرعة , تفضلي بالجلوس"
" شكراً لك على لطفك سيد رينيه"
" في الحقيقة , لقد عرفت السيد ستيف جيداً طوال هذه المدة, لا يمكنني ان اصدق انه يخدع فتاة بريئة مثلك ثم يتخلى عنها !"
ثم جلس وطلب فنجانين من القهوة .منتديات ليلاس
" آنسة لورا , كنت قد اخبرتني بأنك كنت ستبحثين عن عمل لو لم تلتقي بستيف و ... المهم وباختصار , انا اعرض عليك فرصة للعمل مكان كيث لمدة شهر, وسيكون بإمكانك الاحتفاظ بالغرفة وتناول ماتشائين من مطعم الفندق , وفي هذه الاثناء سأتصل بأصدقائي , وابحث لك عن عمل آخر عند عودة كيث , مارأيك؟"
" موافقة طبعاً"
" حسناً, بإمكانك ان تقضي هذين اليومين مع كيث لتتدربي على طبيعة العمل , هيا يا ابنتي , اشربي قهوتك واعتبري ان ماحصل بينك وبين ستيف , كان مغامرة عابرة وفكري بالمستقبل فقط"
اليومان الذين قضتهما مع كيث خففا عنها وطأة احزانها , فكيث مرحة بطبيعتها وثرثارة . وقبل ان تبدأ بإجازتها , دعت لورا لحضور حفل زفافها مساء يوم السبت .
لكن لورا كانت ما ان تعود الى غرفتها حتى ترمي نفسها على الفراش وتبكي الى ان يغلبها النعاس فتنام.
في صباح يوم عملها الاول, اتصلت بها عمتها وكانت قلقة جداً.ريحانة

لورا , انت هنا في الفندق؟ ولكن لماذا قال ستيف بأنك غادرت الفندق ولم تنتظريه ؟"
" ومتى اتصل بك ؟"
" اتصل بي بالأمس عنك"
" عمتي , ارجوك اذا سأل عني مرة اخرى , قولي انك لا تعرفين اين أنا "
" ولكن , ماذا حصل بينكما ؟"
" لقد عاد لزوجته السابقة بكل بساطة"
" لورا, لماذا لا تأتي لقضاء نهاية الاسبوع معنا؟ سيكون مارك وجون سعيدين برؤيتك"
" آسفة, ياعمتي , لقد ارتبطت هنا بعمل لمدة شهر , ولا يمكنني ترك الفندق قبل هذه المدة"
كان الفندق في هذه الأيام يعج بالنزلاء , فلم تكن لورا تجد طوال النهار وقتاً للراحة , وكانت صورة ستيف تلاحقها دائماً , فهي تراه في وجه كل قادم, وتتخيله يدخل ويخرج امامها, ليس من السهل نسيانه في هذا الفندق الذي جمعتهما الصدفة فيه . ولكن لا يمكنها الرحيل, والى اين ترحل؟
مضت ثلاثة ايام اخرى كأنها دهر طويل, ولورا لا تنم ولا تأكل جيداً حتى بدا التعب على وجهها بعد الظهر وبينما كانت مشغولة بحجز غرفة لأحد النزلاء الجدد, اذا بها تسمع صوتاً تعرفه , رفعت رأسها فرأت جون رولان يبتسم لها " أيمكنك ايجاد غرفة لي؟"
" جون! ماذا تفعل هنا؟"
" اريد ان اقضي اجازة نهاية الاسبوع في هذا الفندق"
" انتظر قليلاً" وناولت الرجل مفتاح غرفته ونادت على الخادم ليحمل حقائبه ثم دعت جون للإقتراب.منتديات ليلاس
" حسناً, جون , أحقاً تريد غرفة هنا؟"
" بالتأكيد الا ترين حقيبتي ؟"
" ولكن , لماذا ؟ هل انت على خلاف مع عمتي؟"
" لا ابداً, ولكنني سمعت انك فسخت خطوبتك , وانت حزينة, فجئت لتسليتك ولدعوتك لزيارتنا متى تشائين"
"هذا لطف منك جون , ولكنني لا استطيع من حسن حظك انه غادر منذ قليل ثنائي كانا يحجزان غرفتين في الطابق الرابع"
" لا اريد سوى غرفة واحدة , واذا لم يكن هذا متوفراً سأنام في الصالون" قال ممازحاً.
" هيا جون , هذا مفتاح غرفتك انها غرفة 405"
"سأرتاح قليلاً ثم اعود, بالمناسبة , ادعوك لتناول العشاء في مطعم البلدة , ارجو ان لا تكوني مرتبطة"
ترددت لورا قليلاً ولكنها وافقت اخيراً على امل ان تتهرب من وحدتها ومن افكارها الحزينة. ولم لا , ألم يأت جون خصيصاً من اجلها؟
"حسناً جون , انا موافقة"
"متى ينتهي دوام عملك؟"
"في الساعة السادسة"
" سأترك لك ساعة لترتاحي وتبدلي ملابسك ثم توافيني في الصالون. الى اللقاء يا عزيزتي"
ترى بماذا يفكر هذا الشاب المتهور؟ ايعتقد انه بكلمة عزيزتي يمسك بمفتاح قلبي؟ وتساءلت اذا كانت قد ارتكبت خطأ بقبولها تناول العشاء معه خارج الفندق.منتديات ليلاس
عندما صعدت الى غرفتها بعد انتهاء دوام العمل, لم تشعر بالحماس للخروج فتباطأت في الاستحمام وتبديل ملابسها , وتذكرت حماسها عندما دعاها ستيف للعشاء ...
الأمر يختلف تماماً مع ستيف كانت تشعر بالشوق وباللهفة , بينما هي الآن تفضل ايجاد وسيلة للتهرب من موعدها مع جون

نهاية الفصل

أنت قدري - فلورا كيد - روايات غادة المكتوبةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن