الفصل الخامس عشر والاخير

8.9K 249 13
                                    

بعد قليل , دخل ستيف يحمل الطعام فنهضت لتساعده " اين زجاجة الحليب؟"
" لحظة وتكون عندك"
عاد بعد لحظة يحمل زجاجة الحليب" تفضلي , واسأليه عن رأيه بها "
" ستيف , أتحبه حقاً؟"
" منذ اللحظة الاولى , هذا الصغير سحرني كما سحرتني والدته "
يبدو ان جاك اعجب بالحليب لأنه تناوله بصمت فجلست لورا مقابل ستيف الذي كان قد أتى على طبقه وشرب العصير .
" لا تخافي , تركت لك ما يكفيك"ضحكت لورا وتناولت فطورها وهي تتمنى لو انها تتناول مثل هذا الفطور كل يوم .
" ساتصل بالمكتب واخبرهم انني سأتغيب اليوم" قال ستيف وهو ينهض.
" ولكن , ألم تقل انك ..."
" كلما قضيت دقيقة أكثر مع جاك كلما وجدت صعوبة أكبر في الرحيل"
احست لورا بانقباض في قلبها , انه يتكلم عن فراق جاك ولا يهمه فراقها هي .ريحانة
" اذاً ابق معه هذا اليوم, فأنا مضطرة للذاهاب الى عملي"
" تذهبين الى عملك؟ لكنني كنت اعتقد ..."
" لا , ستيف , لم أغير رأيي, على الاقل حالياً , من الأفضل ان تذهب الى باريس وبعد ايام سأتصل بك "
" أهذ هو قرارك الاخير "
" نعم, الا يمكنك الانتظار بضعة ايام ؟"
" يومان فقط , لا استطيع الانتظار اكثر"
" حسناً". منتديات ليلاس
" أتريدين ان اوصلك الى عملك؟"
" لا , شكراً , المكتب ليس بعيداً"
" لن يهدأ لي بال طوال هذين اليومين وأنا اعلم انك تتركين جاك وحده ..."
يا الهي , انه لا يفكر سوى بجاك.
"قلت لك انني اتركه مع السيدة مونتيه " قالت بحدة وانفعال ادهش ستيف.
" حسناً, لورا , سأنتظر يومين لأسمع قرارك النهائي , اتمنى من كل قلبي ان يكون قرارك بالقبول " ثم قبل ابنه وخرج.منتديات ليلاس
وقفت لورا امام النافذة , فرأته يسرع الى سيارته وينطلق بها بسرعة جنونية. انه غاضب مني بالتأكيد ! قالت لنفسها وهي تنظر باتجاه سيارة. كان يعتقد انني سأرحل معه اليوم دون ان افكر بعملي, انه واثق جداً من نفسه, لكنني لست واثقة من حبه تماماً, صحيح انه قال بأنه يحبني, ولكني اريد ان اتأكد , لا احتمل فكرة الفراق مجدداً , خاصة وان جاك موجود الآن . واذا تعلق ستيف به أكثر , كيف ستتمكن من استعادته؟
ما ان وصلت الى المكتب حتى طلبت مقابلة السيد لاموند واخبرته بأنها ترغب بالحصول على اجازة لمدة اسبوع وقد لا تعود بعدها. سألها السيد لاموند عن الاسباب , لكنها فضلت الا تخبره . لم يلح المحامي أكثر ومنحها اجازة لمدة اسبوع.
عادت لورا الى المنزل باكراً, فدهشت السيدة مونتيه عندما رأتها " هل انت بخير يا عزيزتي؟" سألتها بقلق.
" انا بخير سيدة مونتيه , شكرا لك. لكنني بحاجة للنصيحة" وجلست على الكنبة " اين جاك؟"انه نائم , ولكن مابك؟ هل للأمر علاقة بضيف الامس؟"
" ضيف الامس؟ ولكن ... كيف علمت ؟" سألتها لورا وقد احمر وجهها وظهر الارتباك عليها .
" انا لا اريد الا سعادتك يا ابنتي"
" اوه سيدة مونتيه , انه والد جاك"
" حقاً؟ يبدو انه حقاً ثري, سيارته جميلة جداً, لكنني لم أره شخصياً"
" انا بحاجة للنصيحة , فهو يريد ان نتزوج ونعيش معاً لنربي طفلنا"
" ألديك مانع انت ؟" سألتها السيدة مونتيه بدهشة .ريحانة
" اتصلت به لأخبره بأنه اصبح والداً, لكنني لم أكن اعتقد انه سيأتي ليصطحبني معه أنا وجاك"
" وكيف كان لقاءه بابنه؟" سألتها بفضول.
" لقد احبه كثيراً, ولم يكن يريد ان يبتعد عنه دقيقة واحدة. لكنني طلبت منه ان يمهلني يومين لأفكر بعرضه "
" المسألة لا تحتاج الى تفكير , انتما بحاجة لرجل يقف الى جانبكما. ولا يحق لك ان تحرمي احدهما من الآخر"
" لكن ستيف لا يفكر بالزواج مني الا من اجل جاك, فكيف ..."
" ألم تشعري بأنه لا يزال يحبك؟"
" بلى, ولكن كلماته كانت كلها تدور حول جاك "
" لأن جاك طفله الذي لم يره الا مرة واحدة , انه جزء منه "
" أتنحصيني بقبول الزواج منه؟"
" انه الرأي الصائب"
" لقد طلبت اجازة من المكتب لمدة اسبوع , سأذهب غداً الى باريس اذا عدت قبل اسبوع , لا يكون هناك امل من العيش مع ستيف, واذا لم اعد أكون على وشك الزواج منه وقد تأكدت من حبه لي "
" ألن تزوريني من وقت لآخر؟ لا تنسي ان جاك ابني أنا ايضاً"
"سأزورك بالتأكيد , وهل يمكنني ان انسى مافعلته انت والسيد مونتيه لأجلي؟"
في صباح اليوم التالي, كانت لورا تستقل سيارة اجرة الى باريس, لم تتصل بستيف وارادت ان تفاجأه بزيارتها . وصلت الى باريس بعد الظهر, ولم تكن تتوقع ان تجد ستيف في المنزل, لكن وجود سيارته امام الباب أكد لها انه موجود , فدقت جرس الباب ففتحت لها خادمة متوسطة في السن.منتديات ليلاس
" من أنت ؟ وماذا تريدين؟"
" انا لورا , لورا بافي , اعلمي السيد بوصولي"
بعد لحظات قليلة فقط , ظهر ستيف امام النافذة والخادمة مذهولة خلفه .
لورا ... جاك ...يا للمفاجأة " وحمل جاك وانهال عليه بالقبل, بينما ظلت لورا واقفة مكانها . التفت ستيف نحوها ولاحظ ارتباكها " عفواً , لورا , تفضلي , المنزل منزلك , أنا آسف , لكن هذا الصغير يسحرني " ثم التفت نحو الخادمة " ادخلي حقيبة السيدة , سيدة لامب, انها زوجتي وهذا ابني"
" ولكن اين هيلين ؟" سألته لورا وهي تدخل الى الصالون وستيف وراءها.
" طردتها منذ شهور طويلة , ولكن ما هذه المفاجأة السارة !"
ثم التفت نحو الخادمة مرة ثانية وكان يتكلم كالأطفال الصغار الذين تلقوا هدية ثمينة .
" اعدي الغداء للسيدة , سنتاوله في الحديقة"ونظر الى لورا التي احمر وجهها وتذكرت زيارتها الأولى لهذا المنزل.ريحانة
" كنت سأتصل بك "
" اشتقت لجاك؟"
" بل اشتقت اليكما , اشكر جاك لأنه اعادك لي "
" انا لم اعد لأعيش هنا"
" لورا , لا يزال امامي يوم آخر لأحصل على قرارك النهائي , لماذا انت متسرعة , اعتقد انني سأنجح باقناعك بالبقاء"
" تبدو واثقاً من نفسك " قالت له بتحدي.
لنقل انني واثق من حبي لك"
تفاجأت لورا بهذا الاعلان الصريح , لكنها غيرت الموضوع.
" أليس لديك عمل بعد الظهر؟"
" كنت سأتصل بك واعود الى عملي , لكن طالما انك اتيتي, سأتصل بالمكتب وابقى معكما" وطبع قبلة على رأس ابنه.
" منذ رأيتك وأنا افكر بوسيلة لاستعادتك لورا , لماذا تترددين ؟"
تناولا الغداء في الحديقة واهتمت الجادمة بجاك .
" هل اعجبك طعامها ؟" سألها ستيف وهما يتناولان القهوة في الصالون .
" طعامها افضل من طعام هيلين"
" اتمنى ان ترتاحي معها"
في المساء خرجت الخادمة وتركتهما وحدهما " ألن تري غرفتك؟"
" الا تزال كما هي؟"
" نعم. ولم يستعملها احد حتى الآن" ثم امسك يدها وساعدها على النهوض " بإمكانك ان تبدلي ملابسك بينما اهتم بجاك"
استحمت لورا وارتدت قميص نوم قطني ودخلت الى غرفة ستيف فوضع اصبعه على فمه " انه نائم . هيا بنا الى الخارج"
أدار جهاز التلفاز واستأذن منها ليبدل ملابسه . بعد قليل عاد مرتدياً بيجامته وجلس بجانبها , فابتعدت قليلاً .منتديات ليلاس
" أتهربين مني ؟"
" ستيف , يجب ان انام" تمتمت بصوت متقطع.
" ليس قبل ان تزول كل شكوك من ناحيتي , لورا احبك وارغب بك , ولن اتحمل الابتعاد عنك مرة ثانية"
وضمها اليه وداعب شعرها وعنقها , فأحست بموجة من الحرارة تجتاحها همست باسمه " ستيف"
" ماذا ؟" سألها وهو يقبل عنقها.
" احبك". منتديات ليلاس
" اعلم , ولهذا اريدك ان تبقي لنتزوج "
واطبق شفتيه على شفتيها وحملها بين ذراعيه دون ان يترك شفتيها حتى دخلا غرفة النوم.
" هل تقبلين الزواج مني؟"
هزت رأسها بالايجاب واحاطت عنقه بيديها . وانحنى ليقبلها فجذبته اليها واستسلمت لعناقه وقد نسيت كل ما عانته من عذاب بعيداً عنه .منتديات ليلاس

النهاية

لا تنسوا التصويت

أنت قدري - فلورا كيد - روايات غادة المكتوبةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن