الفصل الرابع

6.7K 128 0
                                    

" ارجو ان تقبلي هذا المبلغ , قد تحتاجين لشراء بعض الحاجيات. اما بالنسبة لثوب الزفاف , فأنا سأشتريه لك من العاصمة قبل موعد زفافنا. واما بالنسبة لحساب الفندق , فسأدفع حسابك بكامله مسبقاً"
" ولكن ..."
" لورا , انسيت انك اصبحت خطيبتي وانك ستصبحين شريكتي في كل ما أملك؟"
"اوه, ستيف " ولم تعرف ماذا تقول , فقبلت المبلغ كي لا تؤذي مشاعره.
" هيا, لورا , كل النساء يعشقن المال والبذخ , فلماذا ستكونين مختلفة؟"
" لأنك انت ثروتي"

تناولا الغداء في مطعم في المدينة وعادا مع الغروب الى الفندق.
في اليوم التالي , ادركت لوران انها عاجزة عن تحمل ابتعاده عنها لمدة اسبوع , وعندما لاحظ ستيف قلقها , ذكرها بكلامها السابق.
" لورا, لقد سبق وحذرتك انني كثيراً ما اتغيب عن المنزل وان اعمالي تأخذ الكثير من وقتي. انا مضطر للتغيب عنك لأنهي بعض الاعمال قبل زفافنا . ام انك تريدينني ان اذهب الى المكتب في اليوم التالي لزفافنا؟"
في مساء اليوم التالي , كانت لورا تقدم التهاني لعمتها وزوجها مارك عندما استأذن ستيف لبضعة دقائق, في هذا الوقت , ارتفعت موسيقى هادئة واتجه الجميع نحو حلبة الرقص ومن بينهم العروسان.منتديات ليلاس
تقدم جون ابن السيد رولان ودعا لورا للرقص معه , ترددت قليلاً لكنها امام اصراره , نهضت وناولته يدها. حاولت ان تبقى بعيدة عن جون , لكنه كان قد شرب كثيراً وضمها بين ذراعيه كأنه يمتلكها . وعندما حاولت صده ضحك وقال لها :
" لماذا لا تودعين العزوبية بروح مرحة؟ لماذا انت منكمشة هكذا على نفسك؟ انسي ستيف قليلاً وابقي معي لتتمتع بهذه الرقصة"
" جون, ارجوك , اريد العودة الى طاولتي "
فجأة احست لورا وكأن قوة غريبة ابعدته عنها, ورأت عندما رفعت نظرها ستيف يمسك بكتف جون ويبعده بالقوة عنها.
" أتسمح لي بالرقص مع خطيبتي ؟" قال بهدوء ولكن عينيه كانتا تشتعلان من الغضب.
انسحب جون خوفاً من اثارة فضيحة في يوم زفاف والده .واخفضت لورا رأسها عندما نظر ستيف الى عينيها مباشرة , لم تكن قادرة على تحمل اتهام نظراته . وتركته يضمها ويقود حركاتها وسط الحلبة .منتديات ليلاس
" لم اغب عنك سوى دقائق قليلة , وها أنا اجدك بين ذراعي رجل آخر" همس بأذنها معاتباً.
" لم اكن اظن بأنه شرب كثيراً و..."منتديات ليلاس
" لا اريد ان أراك مرة اخرى في مثل هذا الوضع , اريد ان تكون زوجتي لي وحدي , أفهمتي ؟" أضاف بحدة .
" نعم , سامحني , لقد قبلت الرقص معه من باب اللياقة فقط"
" لورا انت لا تزالين صغيرة وتجهلين كل شيء عن الرجال, ارجو ان لا يتكرر مثل هذا الموقف ...اعذريني على غضبي ولكنني رجل غيور , لا احب ان يحاول احد التقرب من امرأتي"
" لن يتكرر هذا , أؤكد لك, هل سامحتني ؟"
فرفع وجهها نحوه واجبرها على النظر اليه " وهل استطيع ان لا اسامح صاحبة اجمل عيني وأرق وجه؟"

وتناول شفتيها في قبلة خاطفة .
" ايام قليلة وتصبحين لي , أسأل الله ان يمنحني الصبر "
" انا ايضاً بغاية الشوق لليوم الذي اصبح فيه ملكاً لك جسداً وروحاً"
في صباح اليوم التالي رافقته لورا حتى سيارة الأجرة التي ستقله الى المدينة.
" لورا , بإمكانك ان تتصلي بي على هذا الرقم مساء كل يوم , وأنا سأحاول الاتصال بك. احبك"
ودخل الى سيارة بينما كان السائق يضع حقائبه في صندوق السيارة . انطلقت السيارة بسرعة , ولورا تلوح بيدها الى ان احست بيد صاحب الفندق تربت على كتفيها .ريحانة
" لم كل هذه الدموع يا ابنتي ؟"
لم تكن لورا قد لاحظت الدموع التي تسيل على وجهها, فمسحتها بيدها وابتسمت للسيد رينيه .
" اصبحت وحيدة الآن , عمتي ذهبت الى بيت زوجها وستيف ذهب لتسوية بعض الأمور قبل زواجنا, لست ادري ماذا افعل في هذه الايام التالية"
" لا بأس , يا ابنتي , بإمكانك ان تتسلي مع الآنسة كيث"
" موظفة الاستقبال؟ سمعت انها ستتزوج بعد اسبوع "
" نعم, ولست ادري كيف سأجد من يحل محلها , ستتغيب مدة شهر بكامله "
" قبل اسبوع واحد فقط, كنت افكر بالبحث عن عمل , وكان سيسعدني العمل في هذا الفندق حيث تعرفت فيه على ستيف . لكنني انا ايضا سأتزوج بعد عشرة ايام "
" سأطلب من العمدة ان يسأل ابنة اخيه التي تقيم معه اذا كان بإمكانها ان تحل مكان الآنسة كيث لمدة شهر فقط"
" الى اللقاء سيد رينيه " قالت له وصعدت الى غرفتها وطلبت فنجاناً من القهوة يساعدها على تهدئة اعصابها , واستسلمت لهمومها ولأوهامها, ماذا لو نسيها ستيف؟ ماذا لو غير رأيه ولم يعد يرغب بالزواج منها ؟ يا إلهي , انها تفضل ان تموت قبل ان تسمع بفسخ خطوبتهما . كم تتمنى لو ان والدتها موجودة لتحدثها وتفصح لها عن قلقها. وقررت ان لا تغادر الفندق ابداً, قد يتصل ستيف بها بين لحظة واخرى ابتداءاً من مساء هذا اليوم .
نزلت الى بهو الفندق عند الظهر واشترت بعض المجلات واتجهت نحو مكتب الاستقبال لتتحدث قليلاً مع الآنسة كيث.
كانت كيث فتاة جميلة قد مضى عام على خطوبتها من مهندس شاب في نفس البلدة , وهي تراه كل مساء وتشاركه في اختيار اثاث منزلهما والاستعداد للزفاف القريب.
عادت لورا الى غرفتها وهي تحسد هذه الفتاة التي ارتبطت مع شاب عادي لن تعرف القلق معه ابداً.منتديات ليلاس
ظلت تتصفح المجلات دون ان تقرأ أي مقال فيها حتى دنت ساعة العشاء فاستحمت وطلبت العشاء الى غرفتها وجلست قرب الهاتف تنتظر سماع صوت ستيف . يا الهي كم تحبه وكم تفتقده ! لم يمض على غيابه سوى ساعات وها هي تشعر بالفراغ والوحدة . يجب ان تصبر وتتعقل كلها ايام قليلة ويجتمعان تحت سقف واحد.نامت لورا والهاتف في حضنها , لكنه لم يرن طوال الليل. وعندما استيقظت احست بثقل كبير يجثم على صدرها. كانت مقتنعة انه سيتصل بها , لكنه خيب املها.
نهضت ووقفت امام النافذة , لماذا كل هذا الحزن؟ سألت نفسها . ستيف رجل اعمال مشغول جداً , وهو بعد هذه الاجازة الطويلة سيكون مشغولاً واذا نسي الاتصال بها بالأمس, فإنه سيتصل بها اليوم بالتأكيد.
وكي لا تستسلم لليأس , نزلت الى بهو الفندق وقررت ان تقضي النهار مع الآنسة كيث كي لا تبقى وحيدة في غرفتها.ريحانة
استقبلتها كيث بالترحاب وكانت لطيفة جداً دائمة الضحكة , كثيرة الكلام. عند الظهر تناولت الفتاتان الغداء في مطعم الفندق ودعتها كيث للتنزه قليلاً في الحديقة, لكن لورا رفضت بأدب وقالت لها بأنها تنتظر مكالمة من ستيف.
في المساء, غادرت كيث الفندق وذهبت الى منزلها فبقيت لورا وحيدة مع مخاوفها. لقد مضي يومان وستيف لم يتصل. أيكون قد نسيها أم تعرض لمكروه , لماذا لا تتصل هي به؟ فهي خطيبته ويحق لها ان تسأل عنه.
صعدت الى غرفتها وطلبت رقم الهاتف الذي اعطاها ستيف اياه . رن جرس الهاتف في الطرف الآخر مرارا قبل ان ترفع السماعة .
" آلو "
" من المتكلم ؟" سألها صوت امرأة يبدو انها متوسطة في السن.
" أنا لورا , لورا بافي , هل السيد ستيف موجود؟"
" السيد ستيف خرج لتناول العشاء في الخارج مع زوجته. اتريدين ان تتركي له رسالة ما؟"
"مع ... مع زوجته؟" رددت لورا بصوت مخنوق.
" نعم , يبدو انهما تصالحا بالأمس"
" حسناً, لو سمحت , اخبريه انني اتصلت , ليتصل بي عند عودته"
واقفلت السماعة ورمت نفسها على السرير. لا, هذا غير معقول , ستيف يعود لزوجته التي تخلت عنه من اجل رجل آخر , ويتخلى عني بعد ان وعدني بالزواج ؟ لا, لابد ان هناك خطأ ما . اذاً لهذا السبب لم يتصل بي بالأمس واليوم, لقد اسرع للقاء زوجته السابقة ويقضي كل وقته معها. ولكن لماذا كذب عليّ وقال بأنه يحبني ؟ كان يبدو صادقاً. الحمد لله انها لم تبتعد أكثر في علاقتها معه.
انها تعرفه منذ اسابيع قليلة فقط ولكن هذه المدة كانت كافية لتزرع حبه في قلبها . لا لن تنساه بسهولة . وعادت دموعها تنهمر على خديها فتلألأ الخاتم الالماس في يدها.
ياله من كاذب مخادع, قدم لي هذا الخاتم الذي لا يشكل ثمنه بالنسبة اليه اية اهمية . ضحك عليّ ووعدني بالزواج, ثم رحل دون ان يشعر بأي ألم لفراقي.منتديات ليلاس
ماذا ستفعل الآن؟ الشعور بالخيبة والمرارة يكاد يخنقها , فنهضت وفتحت النافذة وقررت ان لا تستسلم , يجب ان تراه وتكلمه لتعرف الحقيقة من فمه هو .ريحانة
تقلبت لورا طويلاً في فراشها هذه الليلة. لم تكن قادرة على النوم وهي تتخيل ستيف مع زوجته السابقة جانيت . يا إلهي ! لا , لا , ستيف كان صادقاً معي , ستيف يحبني . هيا , لورا . ناداها صوت العقل . ستيف عاد لزوجته وهي مناسبة له اكثر منك , انهما من طبقة اجتماعية واحدة ولهما ماض مشترك , بينما انت , انت لست سوى فتاة صغيرة رفض ستيف حبها اولاً وآخراً...

نهاية الفصل

أنت قدري - فلورا كيد - روايات غادة المكتوبةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن