" اريد الاحتفاظ بهذا الجنين"
"حسناً , ولكن يجب ان يعلم والده"
" لا , لا اريده ان يعلم"
" ولكن هذا حقه وحق الجنين, أهو رجل متزوج؟"
" انه مطلق, ولقد خطبني وكنا على وشك الزواج لولا تدخل زوجته السابقة "
" وكيف ستعملين وانت متعبة من الشهر الاول؟"
" ساتدبر امري , الحمل لا يقلقني , ولكن مسألة الاهتمام بالصغير بعد الولادة"
" كل شيء بأوانه, ولكن انصحك بالاتصال بالوالد"
" لا, سيدة مونتيه , ستيف لم يهجرني , بل انا رحلت واخترت ان ابني حياتي بمفردي , ولن أكون اول امرأة تربي طفلها وحدها"ليكن الله بعونك يا صغيرتي , سأساعدك قدر الامكان , ويسرني ان اهتم بطفلك اثناء ذهابك الى العمل"
مضت الاشهر الثلاثة الاولى وبدأ الجنين بالحركة داخل احشائها . وكانت كلما تأملت نفسها في المرآة تشعر بسعادة وبحزن بنفس الوقت , هذا الجنين هو جزء من ستيف حبيبها الذي لا تتوقف عن التفكير فيه , كم كانت تتمنى ان يرى النور ووالده بجانبهما.ريحانة
كانت تعلم ان ستيف كان يتمنى ان ينجب ولداً, ليتها تستطيع ان تزف اليه هذا الخبر. لكنها تخشى من تدخل جانيت التي قد تدمر حياة طفلها كما دمرت حياتها. كما وانها تخشى ان يحاول ستيف سلبها طفلها اذا علم بوجوده , لا لن تجازف بإخباره.
استمرت لورا بالذهاب الى العمل , ولم تتغيب يوماً واحداً رغم تأخر صحتها. ولم يزعجها السيد لاموند , بل قدر ظروفها وزاد على راتبها.
لكن الشهر التاسع كان صعباً, وكادت تجهض طفلها منذ اول الشهر فنصحها الطبيب بملازمة الفراش والراحة التامة , فاضطرت لطلب الاستقالة.
" ارتاحي لمدة شهرين , ستجدين مكانك بانتظارك"
" شكراً لك, سيد لاموند, شكرا "
كانت السيدة مونتيه تزورها كل يوم وتساعدها في اختيار ملابس الطفل , وكانت كلما اقترب موعد الولادة كلما ازداد حزن لورا وكآبتها, لم تكن تريد لابنها ان يعيش بعيداً عن والده, لكنها ايضاً لا تستطيع الاتصال بستيف , قد يظن انها تريد ابتزازه وربما لن يصدق ان هذا الطفل طفله , واذا اعترف به, قد يطالب بحضانته او قد يزعجها بتدخله في حياتهما.ريحانة
وكانت لورا على اتصال دائم بعمتها, لكنها لن تخبرها عن عنوانها مع انها اخبرتها باقتراب موعد الولادة , وعندما اتصلت بها اليوم , كانت العمة قلقة " لورا , يجب ان تتصلي بستيف , من حقه ان يعلم , لا تكوني عنيدة"
" لا يا عمتي , اخاف ان يسلبني ابني".منتديات ليلاس
" اسمحي لي ان اكون بجانبك وقت الولادة "
" دعيني اكلمها " سمعت لورا صوتاً يقطع كلام عمتها " لورا , أنا جون , ارجوك لا تقفلي الخط, اسمحي لي بزيارتك"
" جون , انا اشكرك , ولكني لا استطيع "
" اما مستعد للزواج منك لتربية ابنك, لا تنسي طلبت يدك للزواج من قبل ,امنحيني فرصة لأراك و..."
" كفى جون , ارجوك, سأزوركم بعد الولادة , اعدك بذلكبعد ايام وبينما هي ترتب ملابس الطفل في الخزانة , واخذت تتخيل نفسها تحمله وتلاعبه وتقدم له الألعاب.
" أنا آسفة يا حبيبي" قالت وهي تضع يدها على بطنها " لا يمكن لوالدك ان يستقبلك لدى مجيئك الى هذا العالم , لكنك عندما ستكبر ستسامحني وتقف الى جانبي"
في هذه اللحظة بدأت تشعر بآلام المخاض , فنزلت الى شقة السيدة مونتيه" يبدو انه حان الوقت " قالت لها وهي تستند على الباب .منتديات ليلاس
رافقتها السيدة مونتيه الى المستشفى ولم تتركها لحظة واحدة, ولقد رأى الطبيب انه لابد من اجراء عملية قيصرية لتعذر الولادة الطبيعية ولإنقاذ حياة الطفل.
نسيت لورا كل عذابها وألمها عندما احضرت لها الممرضة طفلها , وكانت قد انجبت صبياً جميلاً يشبه والده بشكل غريب . ضمته لورا الى صدرها وطبعت قبلة على رأسه ثم انفجرت بالبكاء .
" لورا , ألست سعيدة بطفلك؟" سألتها السيدة مونتيه مع انها كانت تعلم سبب بكائها .
" لست ادري اذا كان بإمكاني ان اضمن له حياة كريمة براتبي المتواضع بينما والده واسع الثراء "
" لقد نصحتك مراراً بالاتصال بوالده "
" لا, لن افعل , وخاصة بعد ان حملته بين ذراعي , انظري اليه , كم هو جميل , انه يشبه والده كثيراً"
قضت لورا اسبوعاً في المستشفى ثم عادت الى شقتها مع ابنها وكانت قد اطلقت عليه اسم جاك . في الاسابيع الأولى , لم تضطر لورا للخروج , لأن السيدة مونتيه التي احبت الصغير كثيراً, كانت هي من يشتري الحاجيات وتعد الطعام.ريحانة
لم تكن لورا تدري انها ستحب طفلها لهذه الدرجة, كانت تشعر بسعادة كبيرة وهي تطعمه او تبدل ملابسه وتحممه, وكادت تنهار من الخوف عندما ارتفعت حرارته بعد لقاحه الاول.
عندما بلغ جاك شهر الاول , عادت لورا الى عملها في مكتب الاستاذ لاموند . وكانت السيدة مونتيه تهتم بالطفل جاك اثناء غيابها وكانت قد تولعت به كثيرا ولا تتحمل الابتعاد عنه . حتى انها كانت تتوسل للورا كي تتركه ينام الليل عندها.
" شكراً سيدة مونتيه , انت تتعبين جداً برعايته طوال النهار, لا يمكنني ان ازعجك اكثر من ذلك"
"صدقيني انا احب جاك كثيراً, ولا انزعج منه ابداً"
كانت لورا كل مرة تبتسم لها وتأخذ طفلها وتصعد الى شقتها لتقوم بما ينتظرها من اعمال . وكانت اجمل لحظات حياتها هي تلك التي تمضيها مع جاك , تضعه في حضنها تلاعبه وتغني له حتى ينام . لكن حتى جاك طفلها والذي هو جزء من ستيف لم يتمكن من ملئ فراغ قلبها بعد والده. فما ان ينام حتى تشعر بالوحدة والفراغ والحزن, فتشغل نفسها بترتيب المنزل واعداد الطعام الى ان ينهكها التعب فتنام.لقد مضى عام على رحيلها عن ستيف , لكن الايام لم تنسيها حبه , فهي تراه كل يوم في وجه طفله وتسمع صوته وكأنه جالس بقربها وتحس بلمساته بمجرد ان تفكر به. كانت تعتقد ان جاك سينسيها والده, لكنه بشبهه به يذكرها به في كل لفتة من لفتاته , خاصة عندما يبتسم , فتظهر تلك الغمازتين التي اخذهما عن والده.منتديات ليلاس
بلغ جاك شهره الرابع فاخذت لورا تفكر بالاستماع لنصائح عمتها حول مستقبل جاك, وكانت كل يوم تدرس هذه المسألة من كل جوانبها . جاك بحاجة لوالده كما هو بحاجة لوالدته. بإمكانه ان يزوره عندما يكبر , وبإمكان ستيف ان يوجهه في حياته الدراسية والعملية . ولكن ماذا لو احب جاك والده اكثر منها واغراه ماله وفضل البقاء معه ؟ يا إلهي , لا يمكنها التفكير بهذا الاحتمال ابداً, الا انها كانت كلما عادت من عملها متعبة فكرت بأنها عاجزة عن الاستمرار بالعمل , كما وان هذا الراتب الذي تتقاضاه لن يكفي متطلبات جاك.
ذات مساء اتخذت قرارها , يجب ان تتصل بستيف وتخبره بأنها ولدت طفله , ولكن ماذا لو لم يصدق ان جاك ابنه. ماذا لو انكر ابوته؟ بالتأكيد سيسألها لماذا اخفت عنه حملها منذ البداية , مهما كلف الامر ستتصل به وتنتهي من هذه المسألة التي تقلقها . واذا رفض رؤية ابنه , فهذا سيكون افضل, عندئذ ستعرف كيف تفكر بمستقبله وبمستقبلها .
في الساعة العاشر ليلاً , جمعت كل شجاعتها واستعدت لسماع صوته او لسماع صوت جانيت.
" ألو من؟" ارتفع صوت ستيف في الطرف الآخر من الخط .
احست لورا بقلبها يدق بسرعة كبيرة لدرجة انها اعتقدت ان ستيف يسمع دقاته .
" ستيف" نطقت باسمه بهمس وبصوت مرتجف.
"لورا "
اجتاحتها رعشة قوية عندما عرف صوتها واخذت السماعة ترتجف بيدها .
" لورا , أهذا انت ؟"
لم تقر لورا على كلامها ونسيت كل ماكانت تريد ان تقوله له.ريحانة
" لورا , تكلمي , ارجوك , اين انت ؟"
" أنا ...أنا..."
" اين انت ؟ هل انت بخير؟"
" انا بخير , ستيف اريد ..."
"قولي لي اين انت "
"انا في تولوز ,ويجب ان اكلمك "
" تكلمي , ارجوك , يا إلهي , اعتقدت انني فقدتك للأبد"
"ستيف , الأمر هام"
" هل انت بخطر؟"
" لا , لا , انا بخير"
" اعطني العنوان وسآتي اليك في الحال"
" ايمكنك ذلك حقا ً؟"
" بالتأكيد لورا , لطالما بحثت عنك"
" حسناً". منتديات ليلاس
واعطته العنوان وارادت ان تمهد للموضوع الذي يشغلها لكنه قاطعها " لورا , سأكون عندك قبل طلوع الفجر, وعندما نلتقي سنتكلم بأمور كثيرة"نهاية الفصل
أنت تقرأ
أنت قدري - فلورا كيد - روايات غادة المكتوبة
Romanceبعد عام تقريبا على رحيلها عنه, فكرت لورا بافي بالاتصال بستيف لامب لتخبره بأنها انجبت طفله الذي لطالما كان ينتظره , لكنها كانت تخشى تدخل زوجته السابقة التي استطاعت بتهديداتها ان تمنع زواجهما قبل ايام قليلة من موعده. وعندما علم ستيف بأنه اصبح والداً...